يُعتبر العصر الحجري الحديث في اليمن القديم (حوالي 6000 – 4000 ق.م) مرحلة مفصلية في تاريخ جنوب الجزيرة العربية، حيث شهدت هذه الفترة التحول الكبير من حياة الترحال والصيد إلى حياة الاستقرار والزراعة، الأمر الذي مهد الطريق لقيام الحضارات اليمنية الكبرى مثل سبأ ومعين وحضرموت وحمير
---
ما هو العصر الحجري الحديث؟
العصر الحجري الحديث أو الـ Neolithic هو آخر مراحل العصور الحجرية، تميز باستخدام الأدوات الحجرية المصقولة، وبداية الزراعة وتربية الحيوانات، وبناء المستوطنات الدائمة. وفي اليمن تزامن هذا العصر مع نشوء أولى التجمعات السكانية التي أسست لظهور المدن والأنظمة الزراعية اللاحقة.
---
مظاهر العصر الحجري الحديث في اليمن
1. الاستقرار وبداية الزراعة
انتقل الإنسان اليمني من حياة الصيد والجمع إلى الاستقرار في السهول والوديان الخصبة.
بدأت زراعة الحبوب مثل القمح والشعير، إضافةً إلى بعض البقوليات.
ظهرت تقنيات بدائية للري، كانت نواة للأنظمة المتطورة التي ازدهرت لاحقاً مثل سد مأرب.
2. تربية الحيوانات
استأنس اليمنيون القدماء الأغنام والماعز والأبقار.
شكّلت هذه الحيوانات مصدراً للغذاء واللباس، ومهدت لاستخدامها في النقل والحرث.
3. الأدوات والفخار
ظهرت أدوات مصقولة مثل الفؤوس والمناجل ورؤوس السهام.
بدأ استخدام الفخار لتخزين المياه والحبوب، ما يدل على تطور في الحياة المعيشية.
4. المستوطنات والعمران
كشفت التنقيبات الأثرية عن منازل حجرية وطينية، بعضها دائري الشكل وأخرى مستطيلة.
من أبرز مواقع العصر الحجري الحديث في اليمن
وادي ظهر قرب صنعاء
مأرب وصرواح
وادي حضرموت
كتاف في صعدة
5. الطقوس والمعتقدات
عُثر على مقابر ومدافن جماعية تعكس اهتمام الإنسان اليمني القديم بالجانب الروحي.
يُرجَّح أنهم مارسوا طقوساً دينية مرتبطة بالخصب والطبيعة.
---
أهمية العصر الحجري الحديث في تاريخ اليمن
شكل القاعدة الأولى للحضارة اليمنية العريقة.
ساعد في تطور نظم الري والزراعة التي اشتهرت بها اليمن لاحقاً.
مهّد لنشوء شبكات التجارة القديمة مثل تجارة اللبان والبخور.
أرسى أسس المجتمع الزراعي المستقر الذي أنتج الحضارات اللاحقة.
---
الخاتمة
إن دراسة العصر الحجري الحديث في اليمن القديم تكشف عن مرحلة تأسيسية مهمة في التاريخ اليمني، حيث انتقل الإنسان من مرحلة الصيد والترح
ال إلى الاستقرار والزراعة، وهو ما جعل اليمن من أوائل مراكز الحضارة في العالم القديم.