مجلة ريدان العدد السابع عشر
مُدن الجوف... ريدان 17
بخطى وئيدة نمضي في سبيل جمع مصادر التاريخ اليماني القديم ودراستها وفي مقدمتها النقوش المكتوبة بخطي المسند والزبور.
كنا قد فتحنا ملف مَحْرم بـِلقِيس المعروف في النقوش باسم معبد (أ و م) فدرسنا زهاء مئة وخمسين نقشاً ووثقنا بالصور نقوشاً أُخر كان قد درسها باحثون منذ سنوات طويلة بلا صور، وكنا قد درسنا تلك النقوش وفق ذكر المُلُوك فيها.
ثم توافرت لنا صور نقوش بحوزة ورثة عبدالملك السياني وبحوزة محمد الذماري فوجدنا أكثرها من بلاد الجوف؛ من مدنه وممالكه القديمة: نشّان ونشق وقرناو ويثل، فكان أن استعنا بالله وعزمنا على دراستها وفق ذكر هاتيك المدن / الممالك.
لقد وجد باحثونا في هذه النقوش مادة مكنتهم من معرفة مُلوك مدن الجوف معرفة أوسع كما في قائمة ملوك نشّان ومنهم من يذكر هنا للمرة الاولى، ووجدنا أيضا ملكاً سبئياً لعل اسمه هنا يرد للمرة الأولى، ومكنتنا النقوش من الوقوف على جوانب من علاقة هذه المدن بملوك سبأ، وعلى وجوه من أنشطة أهل تلك المدن الدينية والاقتصادية والاجتماعية.(ويجدر بنا أن نذكر أن النقوش الزبورية التي بلغت عشرة آلاف عُود والتي فتحت لنا الباب واسعاً للتعرف على وجوه شتى من الحياة الاجتماعية لليمانين القدماء، تلك النقوش كان مصدرها مدن وادي الجوف خاصة الخربة السوداء المعروفة قديماً باسم نشّان) .
زد على ذلك أننا وجدنا في هذه النقوش مفردات جديدة أو ورد ذكرها وروداً نادراً وقد جاءت هنا في سياقات أكثر وضوحاً ولا ينفي هذا أن منها مفردات ما زال تفسيرها قلقاً وتتطلب مزيد نقاش للوصول إلى المعنى الدقيق.
إن مضامين نقوش الجوف وما ظهر من مآثر تلك المدن وما وصل إلينا من آثاره أو رأيناه هنا في داخل اليمن أو في خارجه لتدل على مدن حضرية كان أهلها يمارسون أنواعاً من الأنشطة فكيف لو قُدّر لنا الكشف عن مدينة كاملة من هذه المدن! هذا من جهة،
ومن جهة أخرى فقد خشينا أن تُستنزَف هذه المدن بالنبش والنهب فطلبنا من قيادة الدولة تأمينها وهو ما تم لنا بمرابطة حاميات عسكرية في ثلاث مدن هي معين والسوداء والبيضاء، فتداركناها قبل أن يأتيَ عليها السُرّاق والجهلة، ونسأل الله أن تبقى هذه الحاميات في أماكنها بل نأمل أن نتمكن من تأمين بقية المدن والمواقع لكن ذلك يبدو عملاً صعب المنال لإتساع بلاد الجوف ولكثرة مآثرها، وإن لم يستشعر الأهلون هناك أهمية الآثار شواهد التاريخ فقد يأتي يوم نجدها قاعاً صفصفا.
إننا في" ريدان" نهدف من هذه الأبحاث والدراسات أن تنهج منهاجاً واضحاً يصل بنا إلى قراءة سليمة نصحح بها تاريخنا أو نقوّض ما ليس له أساس متين، وقد سبقتنا إلى ذلك أقسام التاريخ والآثار في الجامعات اليمنية وعلى رأسها جامعة صنعاء.
وهذا الجهد منا ومن جامعاتنا هو جهد حديث العهد فقد سبقنا المستشرقون الغربيون الذين جمعوا نقوشنا منذ عقود طويلة لكننا لم نطلع على كل ما كتبوه ولا ندري عما كتموه.!
تنويه واعتذار:
في العدد السابق غفلت عن اسم "تألب" المعبود القديم، كنت جذلان فرحاً بجملة "يُهلّلونَك"، فللقارىء أقدم اعتذاري!
والحمد لله رب العالمين.
بقلم :عُبَاد بن علي الهَيّال
صنعاء
٢٧ من ذي القعدة ١٤٤٦ ه.
٢٦ مايو ٢٠٢٥ م.
محتويات مجلة ريدان العدد 17
إفتتاحية العدد
عباد بن على الهيال
مدن الجوف...
نقوش مجلة ريدان العدد 17
1- نقوش جديدة من مدينة نشان
أ.ساره محمد النوم
2- نقوش من عهود ملوك نشان
القرن ۷-۸ قبل الميلاد
د. علي محمد الناشري
3- دراسة لغوية وتاريخية لثلاثة نقوش من محافظة الجوف
أ. علي ناصر صوال
4- نقوش جديدة من مدينة نشق
د. هديل يوسف الصلوي
5- نقوش سبئية جديدة من مدينة نشق (دراسة وتحليل)
د. فيصل محمد إسماعيل البارد
6- ثلاثة نقوش سبئية من محافظة الجوف
د. يحيى عبد الله داديه
7- نقشان سبئيان من معبد شبعان في مدينة نشق (البيضاء) بالجوف (دراسة في دلالاتهما التاريخية والدينية )
د. عبدالله حسين العزي الذفيف
دراسة
د. أحمد علي صالح فقعس
نشان في نقوش الزبور المنشورة..
تقارير مجلة ريدان العدد 17
عادل يحيى الوشلي
علي ناصر صوال
1- نقوش جديدة من ملاحا مديرية المصلوب محافظة الجوف
مانع ناجي الناصري
2- الأعمال العلمية الأثرية التي أجريت بمديرية صرواح محافظة مارب