العيد في ريف اليمن عادات وتقاليد يمنيه
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

العيد في ريف اليمن عادات وتقاليد يمنيه

 

عيد اليمن مابش مثيله في الزمن



العيد في ريف اليمن مابش مثيله في الزمن



هكذا يجب أن تكون أغنيه الفنان حسين محب التي كتب كلماتها الديلمي بعنوان ما عيد الا في اليمن ، فهي عباره فضفاضه فاليمن الواسع الممتد من أقصى الشمال إلى اقصى الجنوب تتخله عشرات المدن و الآلاف من القرى و الأرياف ففي المدينه تتبعثر فرحه العيد في هموم ومتطلبات الحياه اليوميه و أعباء المدينه التي تنغص حياه ساكنيها في السنوات الأخيره بسبب الأوضاع الاقتصادية المزريه في البلاد ؟ وإذا كانت الامور ميسوره فهناك عشرات المنغصات كإزدحام الطرقات وانتشار المتسولين والمعدمين بشكل غير طبيعي فكيف ستشعر بفرحه العيد وانت ترى أسر مع أطفالها تفترش الرصيف، ناهيك عن الزياده السكانية وترامي أطراف مدينه من المدن مثل صنعاء وارتفاع اسعار المشتقات النفطيه التي قد تعيقك أحياناً من الإنتقال من طرف المدينه إلى طرفها الآخر لأداء واجب الزياره.
ولكن الريف هناك بساطه العيش وتآلف المجتمع ومن المعلوم ان 80٪ من سكان المدن هم من أبناء الريف القريب او البعيد عن المدينه والذين سكنوها لطلب العيش والوظيفه او التجاره ولكنهم يتخلون عن المدينه عند قدوم المناسبات العيديه خاصه متوجهين إلى قراهم واهاليهم وقد تكون بعض تلك القرى معلقه في رؤس الجبال، لكن ابن الريف يحن إلى مشاركه فرحته مع أهله وأبناء قريته؟


عادات وتقاليد العيد مخلاف عمار 



وعلى هامش العيد في الريف فأنا كأحد أبناء هذا الريف اليمني احن دوماً لمشاركه العيد في قريتي الجميله (الأجلب) حيث ما زال الناس هناك يمارسون عاداتهم التقليديه وطقوسهم الموروثه منذ مئات السنين عادات وتقاليد تجعلك تعشق العودة كل عام لمشاركة العيد ،حيث تبدأ بقرع الطبول وتجمع أبناء الحارات الرئيسية في القريه منذ الصباح الباكر مشائخ واعيان وشباب واطفال وتبادل سلام العيد بشكل منظم ثم الانطلاق بالطبول والاهازيج وتريد زامل خاص بمناسبة العيد يطلق على هذا الزامل ( الصبحي) اي انه لا يتم ترديده إلا في صباح العيد من كل عام،
ثم يتجمع أبناء الحارات الثلاث و الانطلاق سوياً لأداء شعائر صلاه العيد في أطراف القريه في موضع يسمى المصلى وبرغم بناء مدرسه الشهيد الزبيري منذ نهايه السبعيات في هذا الموضع إلا ان صلاة العيد مازالت تقام في فناء المدرسه وبعد انتهاء الصلاه وتبادل سلام العيد بين جميع أبناء القريه من مختلف الفئات حتى تشعر بأن القريه بعدد سكانها الكبير أصبحت منزل واحد يلتقي فيه كل سكانه.
ففي يوم العيد تحديداً تلتقي بالعائدين من المدينه والعائدين من الغربه وتلتقي أصدقاء الطفوله وغيرهم ، ثم ينطلق الجميع لزياره المقابر ثم زياره الأرحام ثم التجمع مره اخرى والعوده إلى داخل القريه بالزوامل والطبول وفي العصر يلتقي الكبار في الدوواوين بينما يتجمع الأطفال في اماكن محدده لممارسه الألعاب والبيع والشراء، مع أنها اماكن بسيطه ومساحات محدوده لا تضاهي الحدائق الترفيهية الموجوده في المدن إلا أنها أمتع منها ولها نكهتها وجمهورها ومحبيها.
إنه شعور وحنين لا ينتهي للريف وحياته البسيطه الهادئه بعكس المدينه التي تجعلك عبداً لضغوطها ومتطلباتها حتى تكاد ان تنسيك ذاتك وهويتك الريفيه.
كل شيء في الريف وان توفرت فيه وسائل المدنيه يبقى مختلفاً و مميزاً إبتداءً بالبشر وانتهاءً بالحجر والشجر.
عيدكم مبارك وحفظ الله أهلنا في الريف والحضر، وتحياتي لأهلي وزملائي وأصدقائي و جميع أبناء قريتي الأجلب بمخلاف عمار ينكف بن جيدان بن ذو رعين
رياض الفرح
عيد الفطر المبارك
2 مايو 2022


عن الكاتب

رياض الفرح باحث في تاريخ اليمن القديم مهتم بالآثار والنقوش المسندية متابع لتكنولوجيا الاتصالات وتطبيقات الجوال

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية