مسلمه بن مخلد الأنصاري أول أمير لمصر والمغرب العربي
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مسلمه بن مخلد الأنصاري أول أمير لمصر والمغرب العربي


أول أمير لمصر والمغرب العربي

مسلمه بن مخلد الأنصاري 


کان مسلمة بن مخلد ثالث ثلاثة صحابة يمانيين تعاقبوا على حكم مصر وترسيخ عصرها العربي الإسلامي في فجر الإسلام وهم عقبة بن عامر ( 44 - 47 ه )
ومعاوية بن حديج ( 47 - 50 ه )
ومسلمة بن مخلد ( 50 - 62 ه )
وهذا الترابط والتتابع يجعلنا ننتقل من عقبة بن عامر ومعاوية بن خديج إلى مسلمة بن مخلد، وهو أول من جمع له المغرب كله ومصر وبرقة وطرابلس وهو أول من جعل بمصر بنيان المنار في المساجد و هو أول من رفع قواعد جامع الفسطاط وزخرف جدرانه وسقوفه وجعل له منارة وصوامع ، وكان له مأثر في البر والبحر ، وفي العمران والفتوحات ، أستحق فيها شرف الأول .
إنه الصحابي مسلمه بن مخلد بن الصامت بن نیار بن لوذان بن عبد ود  بن زید بن ثعلبة الخزرجي ويتصل نسب الخزرج إلى الأزد ثم إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
. وفي ذلك قال النعمان بن بشير الخزرجي الأنصاري :
ومن سبأ أصلي و فرعي ومحتدي
تنازعني منها الجدود الأكارمُ
  لنا من بني قحطان سبعون تبعاً
أطاعت لهم بالخرج منها الأعاجمُ
وحسان ذو الشعبين منا ، ويرعشُ
  وذو يزن  تلك البحور الخضارمُ
  وقد نشأ مسلمة بن مخلد وترعرع في موكب رسول الله منذ قدم رسول الله مهاجراً إلى المدينة  في فحفظ القرآن وحفظ الحديث ، وكان نبيهاً حافظاً وتعلم الكتابة ،وشب بين تعاليم كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
   وكان مسلمة بن مخلد من الصحابة والفرسان الذين انطلقوا حاملين رسالة الإسلام ودخلوا الشام ثم مصر فاتحين و اختطاط مدينة الفسطاط - بالقاهرة - كعاصمة في مصر سنة 21 هجرية فسكن مسلمة بن مخلد بالفسطاط مع زوجته أروى بنت راشد الخولانية ، وقد كان لقبيلة خولان اليمانية إسهاماً وافراً ، وهم أصحاب مصلى خولان الشهير وكان لمسلمه بن مخلد منزل بالمدينة المنورة أيضا فيمكث فترة بالمدينة ويعود إلى مصر وقد تواصلت مشاركته في فتوح مصر إلى أواخر خلافة عثمان بن عفان .  ولما تولى مصر عقبة بن عامر الجهني  وتولى معاوية بن حديج  القيادة الحربية وافتتاح أفريقية في ذات الفترة ، كان مسلمة بن مخلد من كبار الدولة والقادة في مصر وبمثابة الرجل الثالث في المرتبة بعد عقبة ومعاوية بن خديج ، و وفي سنه47 ه تم عزل عقبة بن عامر وتوليه معاوية بن حديج  وكان مسلمة نائبه ويستخلفه على ولاية مصر ، إذا سار إلى دمشق أو حينما غزا معاوية بن حديج جزيرة صقلية في شتاء عام 49 وحينما غزا إلى المغرب عام 50 هجرية وهي الغزوة التي بعد عودته منها تم إعفائه وعزله عن ولاية مصر وتولية مسلمة بن مخلد .

ولاية مسلمة بن مخلد لمصر وبلاد المغرب

في عام 50هجرية  تسلم مسلمة بن مخلد سدة ولاية مصر وأفريقية وبلاد المغرب العربي ودامت ولايته عليها إلى أن توفي عام 62 هجرية ، وكانت توليته حدثا تاريخيا هاماً سجلته كتب التاريخ وتراجم الصحابة
وكان مسلمة بن مخلد أول من قام ببناء المنارات والمآذن لمساجد مصر وامر ببناء المنائر والصوامع ، فبدأ ببناء عدد من المنائر وأمر القبائل والعشائر التي خططها - أي مساكنها - في الفسطاط عاصمة مصر وفي غيرها ببناء المنارات للمساجد التي في خططهم وهي بيوت الله التي أذن أن ترفع ، فارتفعت المنارات في أرجاء مصر ثم في المغرب وكان جامع الفسطاط الذي بناه عمرو بن العاص والمسلمون عند أختطاط الفسطاط  - هو المسجد الجامع وفيه يؤدي أهل الفسطاط والجيزة صلاة الجمعةو كان مبنياً بجذوع النخل وكان سقفه من جرائد النخل ومنخفضة جدا ولم يكن له صحن ولا منبر ولا منارة ، كما أن مساحته لم تعد كافية ، فقام مسلمة بن مخلد سنة 53 هجرية بالزيادة في الجامع من شرقية مما يلي دار عمرو بن العاص ( دار الأمير ) وزاد فيه من الجهة البحرية ، وجعل له رحبة كان الناس يصيفون فيها - وبنى جدرانه وسقوفه ولم يكن المسجد الذي لعمرو فيه نوره أو زخرفه كما قام أيضا بإنشاء منار للمسجد ، وجعل مسلمة للمسجد أربع صوامع في أركانه الأربعة كما فرش الجامع بالحصر  ويتبين من ذلك أن ما قام به مسلمة بن مخلد والذين معه من اليمانيين كان إعادة بناء شاملة للجامع وقد احتفظ الجامع حتى اليوم باسم جامع عمرو بن العاص نسبة إلى المكان وإلا فهو الجامع الذي قام بتشييده مسلمة بن مخلد وكان اسمه ( جامع الفتح ) وما يزال من مأثر القاهرة الشامخة في موقع الفسطاط . وفي عام 54 ه قام مسلمة بن مخلد بإنجاز هام أشرف على تنفيذه عابس بن سعيد المرادي وقد أشار إليه د . عصام عزير في مقال عن الفسطاط بمجلة العربي قائلا : في عام 54 للهجره أنشيء في جزيرة الروضة المواجهة الفسطاط مصانع للعمائر والسفن ، وأقيم بينها وبين المدينة جسر ممتد من المراكب. وبعد ذلك بخمسة عشر عاما أقيمت على الخليج قنطرة كانت تفتح عند وفاء النيل ، وكان مكانها بين قناطر السباع عند مشهد و مسجد السيدة زينب وبين قنطرة السد وقد أشرف عابس بن سعيد المرادي على شؤون البحر وتصنيع السفن والمراكب و الغزو البحري وكان من أبرز رجال الدولة ويمثابة الرجل الثاني في عهد مسلمة بن مخلد ، فكان عابس بن سعيد المرادي صاحب شرطة مصر منذ عام 49 ه وهو منصبا يضاهي وزير الداخلية وقائد الأمن في عصرنا ، وقد ( ولاه مسلمة شرطة مصر عام 50 ه ثم صرفه من الشرطة وولاه البحر ، فغزا الثغور ، ثم رده إلى الشرطة سنة 57 ه واستخلفه على الفسطاط سنة 60 ه - ثم تولى القضاء والشرطة معاً. وكان نائب مسلمة بن مخلد على برقة وطرابلس ( ليبيا ) هو الصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري الذي تولى إمرة برقة وطرابلس سنة 46 ه ،
وفي سنه 55ه ارسل مسلمه بن مخلد أبو المهاجر نائباً له على أفريقية
فانطلق أبو المهاجر  من مصر  في جيش كبير غالبيتهم من اليمانيين ، و فيهم أمراء وقادة وعلماء منهم زهير بن قيس البلوي الحميري والفقيه حنش الصنعاني وسفيان بن وهب الخولاني ، وزياد بن أنعم المعافري ، وكانت تواكبهم السفن والمراكب في البحر . وتقول الروايات أن أبا المهاجر لما وصل أفريقية ( القيروان ) أساء عزل عقبة بن نافع فغادرها عقبة إلى دمشق وشكا إلى معاوية فوعده خيرا وأقام بدمشق ،
وكانت سياسة مسلمة بن مخلد في أفريقية حققت هدفيها ، فعلى صعيد الفتح والغزو - وكما جاء في كتاب الجامع .سير مسلمة الغزو إلى المغرب في البر والبحر وعلى رأسهم أبو المهاجر دینار - الأنصاري - أحد القادة الفاتحين ، وقال ابن خلدون : فغزا أبو المهاجر المغرب وبلغ تلمسان » . وعلى صعيد استمالة وإسلام البربر فقد أطاع كثيرون وأسلم كثيرون كان أهمهم الملك کسيلة ، قال ابن خلدون : وأسلم على يدي أبي المهاجر الملك كسيلة ملك أروبة والبرانس من البربر ، وهو أعظم ملوك وزعماء البرر . وقد استمر أبو المهاجر نائبا لمسلمة على أفريقية وبلاد المغرب إلى أن مات مسلمة عام 62  للهجرة "
  وكان مسلمة بن مخلد قد استخلف على الفسطاط - عاصمة مصر - عابس ہن سعید المرادي في سنة 60 هجرية وهي السنة التي توفي بها معاوية بن أبي سفيان ، فمسير مسلمة إلى دمشق واستخلافه عابس بن سعيد المرادي ، ربما كان لتقديم العزاء في وفاة معاوية والتباحث مع يزيد الذي أصبح خليفة ، وقد أقره يزيد على ولايته لمصر والمغرب بحيث كما جاء في الإصابة أن مسلمة جمعت له مصر والمغرب في خلافة معاوية ، وصدر من خلافة یزید بن معاوية و ذلك إلى أن توفي مسلمة بن مخلد سنة 62 للهجره . وبعد وفاة مسلمة قام يزيد بن معاوية بإعادة عقبة بن نافع أمير على أفريقيا والمغرب فقام بحبس أبي المهاجر واندلع صراع عنيف مع البربر فارتد الملك كسيلة واحتشدت البربر تحت رايته في معركة ضد عقبه والمسلمين فسقط عقبة قتيلا ومعه أبو المهاجر وكثير من المسلمين عام 63 ه ثم تولى الأمر زهير بن قيس البلوي الحميري.

 الولاة اليمانيين الذين تعاقبوا على ولاية مصر بعد مسلمة بن مخلد في عهود الخلفاء الأمويين

 وهم 12 أميراً
- قرة بن شريك العبسي المرادي 90-96هج.
- عبد الملك بن رفاعة اللخمي 96- 99 ه .
- أيوب بن شرحبيل بن الصباح 99 -101ه
- بشر بن صفوان الكلبي الحميري 101-102
- حنظلة بن صفوان الكلبي 102-106
- حفص بن الوليد الحضرمي 108ه
- الوليد بن رفاعة اللخمي 109-117 ه
- عبد الرحمن بن خالد اللخمي 117-118
  - حنظلة بن صفوان الكلبي ( مرة ثانية ) 119-124ه
- حفص بن الوليد الحضرمي ( مرة ثانية ) 124-127ه
   - حسان بن العتاهية التجريبي 127-128
  - عبد الملك بن مروان بن موسی اللخمي 131ه.
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول
تأليف: محمد حسين الفرح
تقديم: رياض الفرح
مايو 2020

عن الكاتب

رياض الفرح باحث في تاريخ اليمن القديم مهتم بالآثار والنقوش المسندية متابع لتكنولوجيا الاتصالات وتطبيقات الجوال

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية