الشهيد جارالله عمر الكهالي ذاكرة وطن
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الشهيد جارالله عمر الكهالي ذاكرة وطن

الشهيد جارالله عمر الكهالي ذاكرة وطن 

1942م-2002م
جارالله عمر


يصادف يوم 28 ديسمبر الذكرى الاليمة على رحيل علم من اعلام اليمن وأبنائه المخلصين قائد وزعيم سكن قلوب خصومه قبل محبيه واحداً من أبناء المناطق الوسطى من اقيال حمير وذو رعين من أعالي قمم مخلاف عمار من قرية كهال التي يلمع إسمها في النقوش المسندية الحميريه منذ الآلاف السنين قدم الشهيد جارالله عمر ليضيف للتاريخ اليمني سفراً من أسفار الوعي والإدراك والنضال والوطنية لقد مثل في حياته إضافة نوعية لتاريخ المثقف اليمني والسياسي القومي العربي جمع في تعليمه بين الفقه والمنطق والفلسفة والعلوم الشرعية بين النشأة الدينية السليمة والتزود بعلوم العصر وحفاظه على اصاله منبته من بيت من احد اهم بيوت العلم في اليمن على مر التاريخ فهو من أسره مشهود لها في تاريخ اليمن القديم والحديث قدمت العديد من المؤرخين والقضاه والعلماء، لقد ضلت حياته بين الشمال والجنوب مليئة بالمخاطر والمجازفات ولكنه كان صاحب الرؤية السديدة وصاحب الموضوعيه والمنهجيه الواضحة حتى كاد أن يكون ابرع من ضهرو على الساحة السياسية مزج بين الثورية والعلمية والدينيه وكان صاحب تجربة وشخصية إبداعيه يتميز بالصبر والعقلانية وبعد النظر متواضعا في تعاملاته عظيماً في أفكاره متسامح مع خصومه لا يؤمن بالدمويه والانتقام لم تغريه المناصب القيادية سواء قبل الوحدة او بعدها فكان زاهداً في ذاته لا يحلم بأكثر ما يسد رمقه ويحلم بالوطن الكبير والتقدم والثراء للوطن، محافظاً على علاقاته الاجتماعية مع البسطاء والفقراء يحس بالآمهم ومعاناتهم، وقد مثل غيابه عن الساحه الوطنية خسارة فادحة فبرحيله خسرت اليمن واحداً من ادهى ساسة ومفكري اليمن. 

السيرة الذاتية للشهيد جارالله عمر 

مولده في العام 1942، في قرية كهال مخلاف عمّار، بمديرية النادرة بمحافظة إب.
تلقى تعليمة الاولي خلال السبع السنوات الأولى من عمره في مسقط رأسه بقرية كهال وأكمل حفظ القرآن خلال ثلاث سنوات ويقول في مذكراته، عندما بلغ عمري نحو الرابعة عشرة انتقلت إلى قرية الاجلب بمخلاف عمار، وهي قرية كبيرة لي أصدقاء فيها، وكان مستوى التعليم فيها أعلى نسبيّاً ممّا كان عليه الوضع في كتاب قريتي الصغيرة، وقد قضيت فيها عامأً كاملاً، حيث تعلّمت خلال هذا العام تجويد القرآن وإتقانه، بالإضافة إلى الخط والحساب وغيره، ثم انتقل إلى ذمار للالتحاق بالمدرسه الشمسيه و خلال عامين تمكن  من حفظ الكثير من المتون، بما فيها «ألفيّة ابن مالك» و«متن الأزهار»، وشرع بقراءة الشروح، وكان يدرس على يد أكثر من عالم وأكثر من فقيه، من بينهم إسماعيل السوسوه وزيد الأكوع وحمود الدولة وأحمد سلامه.
وقد استمر في الدراسة بالمدرسة الشمسية حتى العام 1960م حتى نال هناك إجازة دراسية ثم رحل إلى صنعاء؛ فدرس في المدرسة العلمية وخلال عامه الأول فيها 1961م حدثت اول مظاهرة طلابية قامت قبل الثورة والمظاهرة في الواقع بدأت كاحتجاج على تصرفات الإدارة في المدرسة الثانوية في صنعاء، حيث تقدّم الطلاب ببعض المطالب، منها تحسين الغذاء وغيرها من القضايا، لكنّ هذه المطالب كانت مجرّد ذريعة أو مظهر خارجيّ للغليان الذي ساد قطاع الطلاب، وكان هناك استعداد نفسي للاحتجاج على النظام السياسي بكامله، واستمرت طوال اليوم تقريباً، وكانت المظاهرات ترفع شعارات تطالب بسقوط الملكيّة، ورفعت صور جمال عبد الناصر،  وحدثت حملة اعتقالات واسعة شملت الطلاب وعلى إثر ذلك هرب الشهيد جارالله عمر هو وبعض الطلاب إلى عدن خوفاً من الاعتقال وفي عدن كان يفكر بالإلتقاء مع المعارضة حيث كان المعارضين لحكم الامام موجودين في عدن ويطلبون منهم الحصول على منح دراسية إلى مصر او سوريا ولكن البعض نصحهم بعدم الذهاب اليهم، واكتفو بزيارة الشيخ محمد ساع البيحاني وهو شيخ علم كبير والذي نصحهم بالعودة ومواصلة تعليم الفقه الإسلامي في صنعاء واعطاهم بعض كتبه ومبلغ من المال، ثم عاد إلى قريته وبعد أسابيع عاد إلى المدرسة العلميه في صنعاء وبعد شهرين توفي الامام احمد في تعز وبويع ابنه احمد وبعد اسبوع قامت ثوره 26 سبتمبر، وبقيام الثوره دخل الشهيد جارالله عمر في مرحله جديده و أوّل ما غيّرت. أُغلقت المدرسة العلميّة التي كان يدرس فيها بوصفها موالية للإمام وانتقل الى مدرسة بجانبها اسمها مدرسة الوحدة الإعدادية إذ بعد وصول القوات المصرية لدعم الثورة أرسلت مصر مئات مدرّسي الموادّ العلميّة ولاسيما الرياضيات الفيزياء والكيمياء. دخل جارالله هذه المدرسة، مدرسة الوحدة، وبعد سنة حصل على الشهادة الإعدادية، وأثناء دراستهم كانو يخرجون إلى الريف لكي يرشدو الفلّاحين وتعليمهم بمبادئ الثورة الجديدة ويعودون  إلى صنعاء،  وخلال  فتره دراسته 
 التحق بحركة القوميين العرب 
 1963م التحق بكلية الشرطة، وبعد تخرجه منها عين مدرسًا فيها. 
1967م شارك في الدفاع عن الثورة والجمهورية في حصار السبعين 
 1968م شارك في تأسيس الحزب الديمقراطي الثوري اليمني( مسمى سابق للحزب الاشتراكي اليمني) ، وانتخب عضوًا في اللجنة المركزية في مؤتمره الاول
 1971م توجه إلى عدن 
1972م انتخب عضوًا في المكتب السياسي للحزب (الديمقراطي الثوري اليمني) في مؤتمره الثاني
  1978م شارك في تأسيس الحزب (الاشتراكي اليمني) في مدينة عدن، وانتخب في مؤتمره الأول عضوًا في المكتب السياسي، ومسؤولًا أولًا عن نشاط الحزب فيما كان يعرف بـ(الشطر الشمالي)، وقد عرف هذا الجناح بـ(الجبهة الوطنية الديمقراطية) منذ منتصف السبعينيات حتى قيام الوحدة اليمنية عام 1990م. 
اول من دعا إلى تبني التعدديه السياسية في الشطر الجنوبي قبل الوحدة 
1990م عين في المجلس الاستشاري بعد قيام الوحدة والتي كان له دور فاعل في قيامها 
  1990م عضو في المكتب السياسي وسكرتير الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي 
 1993م  عين وزيرًا للثقافة والسياحة
1994م كان لـه دورٌ في صياغة وثيقة (العهد والاتفاق) التي مثلت محاولة لحل الأزمة، وكان أحد الموقعين عليها في مدينة (عمّان) في المملكة الأردنية وكان ضد حرب الانفصال 
 1995م عمل على إعادة بناء الحزب الاشتراكي، ودعا إلى نبذ العنف واتخاذ الحوار منهجًا جادًّا لتكوين رؤى مشتركة 
1996  أثمرت الحوارات التي قادها مع عدد من رجال الأحزاب الأخرى إلى تأسيس مجلس للتنسيق بين الأحزاب، ثم تأسيس اللقاء المشترك بين بعض الأحزاب
 2000م  انتخب أمينًا عامًّا مساعدًا للحزب الاشتراكي اليمني

إغتيال جارالله عمر وصمه في تاريخ اليمن 

اغتيل في 28 ديسمبر  2002، في قاعة 22 مايو الرياضية بعد إلقائه كلمة الحزب (الاشتراكي) في مؤتمر حزب (التجمع اليمني للإصلاح)، على يد رجل متطرف اتهمه بالإلحاد والماركسية، والردة عن الإسلام، 
وكانت الكلمه التي ألقاها تحتوي على سبع نقاط هي محور قيام الدولة اليمنية الحديثة وتعارف الناس على تسمية هذه النقاط بالوصايا السبع للشهيد الخالد جارالله عمر الكهالي فكان عظيماً منذ أول مسيرة حياته حتى اخر لحظة فيها، وستظل جريمة اغتياله وصمه عار في تاريخ اليمن السياسي رحمه الله واسكنه فسيح جناته. 
✍️كتبه/رياض عبدالله عبدالكريم الفرح 

عن الكاتب

رياض الفرح باحث في تاريخ اليمن القديم مهتم بالآثار والنقوش المسندية متابع لتكنولوجيا الاتصالات وتطبيقات الجوال

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية