ألفاظ يمنية قديمة في لهجة مخلاف شرعب المعاصرة
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ألفاظ يمنية قديمة في لهجة مخلاف شرعب المعاصرة

 

ألفاظ يمنية قديمة في لهجة مخلاف شرعب المعاصرة


ألفاظ يمنية قديمة في لهجة مخلاف شرعب المعاصرة دراسة مقارنة مع المعجم السبئي


تقع منطقة مخلاف شرعب في الجهة الشمالية من محافظة تعز اليمنية، وتمتد في الإطار الإداري لمديريتي شرعب السلام والتعزية، وتسمى أحياناً بمخلاف تعز. تجدر الإشارة أن منطقة المخلاف كانت في عصر الهمداني (توفي في الفترة: 350-360هـ) جزء من مخلاف السحول الذي تقع معظم مناطقه في محافظة إب الحالية مع بعض المناطق الواقعة شمال محافظة تعز الحالية؛ منها القَفاعَة وشرعب، والقفاعة هي التسمية القديمة للمنطقة التي غلبت عليها تسمية المخلاف الحالية، بينما انحسر اسم القفاعة ليصبح اسم لإحدى عزل منطقة المخلاف في الوقت الحاضر، وتعد أكبر عزل المخلاف وتتوسط بقية عزله العشر الأخرى.
   ونحن عندما نتحدث عن لهجة منطقة مخلاف شرعب العربية المعاصرة يجدر بنا التنبيه بأنه من الصعوبة الادعاء بأن منطقة المخلاف تحوي على لهجة واحدة متطابقة في كل أساليبها وألفاظها، حيث نجد تفاوت في ألفاظ تلك اللهجة ومظاهرها اللغوية من عزلة لأخرى؛ بل من قرية لأخرى في إطار العزلة الواحدة، لذلك فنحن هنا سنعتمد في تحديدنا لألفاظ لهجة المخلاف التي سنتناولها في ثنايا هذه الدراسة بدرجة أساسية على لهجة قرية الحُمَري التي تتوسط عزلة القفاعة والتي تعد مسقط رأس الباحث.
   ولا يخفي أن بعض من الألفاظ المخلافية التي سنوردها في هذه الدراسة صارت في طريقها إلى الاندثار – كما هو الحال مع لهجات بقية مناطق اليمن – ويعود ذلك لاختلاط أبناء المنطقة مع غيرهم بسبب هجراتهم الداخلية إلى بعض المدن اليمنية الرئيسة، وكذلك بعض الدول العربية خصوصاً منطقة الخليج، مع التأثير الذي تحدثه المسلسلات التي تبثها الفضائيات اليمنية والعربية وفي مقدمتها مسلسلات اللهجتين المصرية والسورية.
   تجدر الإشارة بأن الألفاظ التي سنتناولها هنا على أنها ألفاظ من لهجة المخلاف المعاصرة لا يقتصر وجودها على تلك اللهجة، لكنها تشترك في كثير منها مع المناطق المجاورة لها؛ خصوصاً في محافظتي تعز وإب، وتشترك في البعض الآخر مع كثير من اللهجات اليمنية المنتشرة في مختلف ربوع المحافظات اليمنية، ونترك للقراء الأعزاء من أبناء اليمن في تلك المناطق والمحافظات مهمة تحديد ما تشترك به مناطقهم مع لهجة المخلاف في إطار الألفاظ التي ستتناولها هذه الدراسة.
   علماً بأننا لن نتناول هنا كل الألفاظ والظواهر اللغوية التي تشترك بها لهجة مخلاف شرعب المعاصرة مع اللغة اليمنية القديمة، حيث أهملنا معظم الألفاظ التي تشيع بشكل كبير في معظم اللهجات اليمنية، وكذلك الألفاظ التي تشترك مصادرها اليمنية القديمة مع العربية الفصحى، لأن تناول كل تلك الألفاظ يعد مشروع لكتاب كبير، خصوصاً إن أضفنا إليها الظواهر اللغوية التي تشترك بها لهجة المخلاف مع اللغة اليمنية القديمة، وكذلك الألفاظ الكثيرة التي تزخر بها لهجة المخلاف ولا تستمدها من اللغة العربية الفصيحة، حيث يغلب الظن بأن أصول تلك الألفاظ إنما استمدتها لهجة المخلاف من اللغة اليمنية القديمة حتى وإن لم يكن بإمكاننا تأصيلها في إطار النقوش المسندية التي تم اكتشافها حتى الآن، ونسأل من الله أن يمكننا من تناول الموضوع مفصلاً في إطار كتاب خاص، سواء بصورة شخصية، أو بالشراكة مع المهتمين من أبناء المنطقة وغيرهم من المختصين.
   لذلك فنحن في هذه الدراسة التي بين أيدينا سنكتفي بإيراد ألفاظ مختارة من لهجة مخلاف شرعب المعاصرة (قرابة مئة وخمسون لفظاً)، وسنعمل على تأصيلها للّغة اليمنية القديمة وذلك من خلال مقارنتها مع الألفاظ التي أوردها المعجم السبئ، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الألفاظ المخلافية التي سنتناولها لا تتطابق جميعها تمام الانطباق مع الألفاظ اليمنية القديمة الواردة في المعجم السبئي، لكنها قد تبتعد عنها معنى ومبنى، بحيث تحتفظ بجزء من معني اللفظة القديمة، وقد تتغير فيها المعاني الحسية إلى معنوية والعكس، إلى جانب تعرض تلك الألفاظ أحيانا لظواهر الإبدال والإقلاب.
   وسيلاحظ القارئ الكريم بأن بعض الألفاظ

 التي أوردناها وتعود في أصولها إلى اللغة

 اليمنية القديمة قد تشترك في بعض معانيها

 مع اللغة العربية الفصحى، وذلك يعود إلى الأصل المشترك الذي يربط بين اللغتين

 العربيتين الجنوبية القديمة والفصحى، وقد

 اتضح لنا من خلال استعراض المعجم السبئي

 اشتراك اللغتان في أكثر ألفاظهما، بصورة
 تفوق كثيراً ما تنبه إليه مؤلفو المعجم

 السبئي، أو ما أثبتته كتب التراث العربي،

 وهو مشروع نلفت نظر أهل الاختصاص من

 اليمنيين وغيرهم للتصدي له وإخراجه إلى النور.
   نختم هذا التمهيد بالإشارة إلى بعض الأطروحات العلمية التي تناولت لهجة المخلاف، لكنها اقتصرت على تناول الظواهر اللغوية لتلك اللهجة وبعض مفرداتها، من غير تأصيل لها سواءً إلى العربية الفصحى أو إلى اليمنية القديمة، كما هو الحال مع أطروحة الدكتوراه التي أعدها الدكتور عبدالله محمد سعيد عبدالله. أو أنها اقتصرت على إيراد بعض مفردات لهجات المخلاف مع تعريف مختصر بمعانيها، كما هو الحال مع رسالة الماجستير التي أعدها الباحث سرحان سعيد عثمان.


عن الكاتب

رياض الفرح باحث في تاريخ اليمن القديم مهتم بالآثار والنقوش المسندية متابع لتكنولوجيا الاتصالات وتطبيقات الجوال

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية