من اعلام الزعماء والصحابة اليمانيين هو جندب ابن ذي الحُكم عمرو بن حممه بن رافع بن الحارث بن ربيعه بن ثعلبه بن لؤي بن عامر بن دوس الدوسي، كان جده حممه بن رافع من حكماء اليمن في العصر الحميري والجاهليه وكان له اقوال وحكم يتناقلها الناس لما فيها من حكمه وحث على مكارم الأخلاق، وكان ابوه عمرو بن حممه من حكام العرب في الجاهلية وكان اكثر حكمه وعلماً من ابيه فاختارته قبيله دوس حاكماً للقبيلة واشتهر عمرو بالحكمة والعدل في القضاء بين الخصوم فكان الناس يقصدونه من أرجاء اليمن والجزيرة العربية فيحتكمون اليه وينقادون لحكمه وقيل له ذو الحكم لان حكمه كان لا يرد، وقد كان احد المعمرين وقيل انه عاش 390 سنه ولكن الاصوب انه عاش 109 سنوات وانه لما اصبح كبيراً في السن كان يشرد تفكيره أحياناً ويوشك ان يخطئ في أحكامه فقال لابنته إذا رأيت مني ذلك فاقرعي لي العصا فكان إذا قرعت له العصا ثاب إليه حلمه فاصاب في حكمه فضرب العرب به المثل
وفيه قال الشاعر
لذي الحُكم قبل اليوم ما تُقرع العصا
وما عُلم الإنسان إلا ليعلما
عمرو بن حممه
وقد ادرك عمرو بن حممه الإسلام فاسلم وهو بمنطقة دوس باليمن على يد الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه ثم وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكه قبل الهجرة ثم عاد إلى منطقة حاضره دوس فمات بها وهو يبلغ 109 سنوات، و تولى إبنه جندب بن عمرو رئاسة قبيله دوس وكان له موقف متميز عندما بدأ الطفيل بن عمرو بدعوه قبيلته للإسلام فقد عرف عنه انه كان يقول وهو في الجاهلية ( إن للخلق خالقاً لكني لا أدري من هو) ولما سمع بخبر النبي صلى الله عليه وسلم ودعوة الطفيل اصحابه للإسلام كان جندب من أوائل المسلمين في دوس بعد ابو هريرة واخذ هو والطفيل وابو هريرة يدعون اصحابهم للإسلام حتى دخل الإسلام كل بيت في دوس وفي مطلع السنه السابعه للهجرة اخذت مواكب اهل اليمن تنطلق إلى رسول الله في يثرب وكان منها موكب جندب بن عمرو بن حممه وكان يضم خمسه وسبعين رجلاً من عشيرته فوصلو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهللين مكبرين وكان جندب يقدمهم رجلاً رجلاً يسلمون على الرسول وياخذون اماكنهم في الصفوف الطاهرة خلف رسول الله، وبعد فتح مكه استقر جندب رئيسا لقبيله دوس باليمن إلى ان استنفر ابي بكر الصديق اهل اليمن للجهاد وفتح الشام في اواخر سنه 12 للهجره فكان جندب رضي الله عنه في أوائل مواكب اهل اليمن وكان معه فرسان دوس الذين وصلوا إلى المدينة وكان معه ابنته (ام ابان) ورأى جندب الا يصطحبها معه إلى ميادين الجهاد فقد يستشهد في المعركة فخلفها عند عمر بن الخطاب وقال له ان وجدت لها كفؤا فزوجها ولو بشراك نعله والا فامسكها حتى تلحقها بدار قومها، وانطلق جندب مع الصحابة والفرسان والجنود الذين انطلقو إلى الشام وصولاً إلى معركة اليرموك وتم تقسيم الجيش في المعركه إلى 36 كردوس كل كردوس الف مقاتل وكان جندب بن عمرو قائد كردوس وتتوجت معركه اليرموك بالنصر وتواصلت معارك فتوح الشام وفي معركه اجنادين الثانية استشهد جندب بن عمرو بن حممه رضي الله عنه، وكانت ابنته أم أبان عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه منذ ان استودعها وقد التزم عمر بوصيه اباها بان لا يزوجها الا بمن هو كفؤ لها فزوجها عثمان بن عفان رضي الله فولدت له عمرو بن عثمان بن عفان.
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول
تأليف محمد حسين الفرح
تقديم رياض الفرح
الشخصيه القادمه أبو عامر الأشعري.. الداهية اللاربد. القاكم على خير إن شاء الله