جزيرة سقطرى عبر التاريخ
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

جزيرة سقطرى عبر التاريخ

جزيرة سقطرى عبر التاريخ 

تاريخ جزيرة سقطرى اليمنية


يرتبط اسم سقطرى تاريخياً باسم المهرة نسبةً لـ مهري بن حيدان بن عمرو من حِميَّر هي قبيلة جزرية تقطن في جنوب الجزيرة العربية تنتشر في بلاد المهرة و في جزيرة سقطرى من بلاد اليمن. 
سقطرى او جزيرة السعادة كما يسميها البعض  هي أكبر الجزر اليمنية تقع في أرخبيل سقطرى في البحر العربي المتصل بالمحيط الهندي ويتحدد موقعها في نهاية خليج عدن وبمواجهة الساحل الإفريقي على مدخل المحيط الهندي وهي واحدة من أهم المحميات الطبيعية الكونية التي تتميز بالتنوع الحيوي وفن العادات والتقاليد واللغة والتركيبة السكانية  وقد تم عام 1999 الإعلان  عن إختيارها كمحمية طبيعية علاوه على ان موقعها جعلها تتمتع بأهمية جيوبوليتكية .وترجع شهرة سقطرى وأهميتها التاريخية الى بداية  ازدهار نشاط الطريق التاريخي القديم الشهير بطريق اللبان إذ كانت الجزيرة أحدى الاماكن الرئيسية لإنتاج تلك السلع.

التاريخ الأقدم لجزيرة سقطرى قبل الميلاد

اقدم الاثار التي عثر عليها في سقطرة هي موقع قديم يقع بالقرب من قرية راكف شرق الجزيرة يرجح ان يكون بقايا مشغل لصنع الادوات الحجرية من احجار الصوان (العصر الحجري) عمرها أكثر من مليون سنة وذلك حسب مصادر البعثة الروسية اليمنية التي عملت بالجزيرة اذ تغطي فيها اللقى الاثرية مساحة تقدر ب 1600متر مربع كما عثر في القرية على مجموعة من المدافن بها هياكل وجماجم وعظام وكذلك بقايا سكاكين حديد ودبوس برونزي وانا كروي من الفخارالاحمر ويرجح يعود تاريخها إلى ألفين سنه قبل الميلاد وفي منطقة اريوش عثر على مخربشات ورسوم صخرية لم يحدد تاريخها لكنها بالنقوش اليمنية القديمة  اما اللقى الاثرية التي عثر عليها في وادي حجرة فتدل على ان قطع من اواني فخارية مستوردة يعود تاريخها الى القرن الثاني حتى القرن السادس للميلاد ومن المعروف ان ذكر الجزيرة قد ورد في المصادر الكلاسيكية عند بليني في كتاب التاريخ الطبيعي (ديوسكريدو) وفي كتاب الطواف حول البحر الاريتري الذي ذكر ان سقطرى (ديوسكريدس ) جزيرة كبيرة سكانها قليلين وتخضع الجزيرة لملك بلاد اللبان الذي تخضع لة ازانيا وهو كرب ايل وعاملة في المعافر ويتاجر مع الجزيرة ملاحون من ميناء موزع كما جاء ذكرها في كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني القرن العاشر الميلادي ضمن جزائر البحر اليمينة قال ( واليها ينسب الصبر السقطرى )وفيها من جميع قبائل مهرة وبها نحو عشرة الاف مقاتل
كما يقول عالم الآثار الكسندر سيدروف-مدير متحف الشعوب الحضارية في روسيا  بأن ديانة سكان الجزيرة من خلال الاثار  كانت كديانة سكان حضرموت الذين كانوا يعبدون الإله سين “ذو عليم” في العالم القديم. وهذأ دليل ان سقطرى يمنية منذ فجر التاريخ ونجد العديد من المؤرخين قد أشار إلى الجزيرة وأنها أرض يمنية وخاصة المؤرخين الرومان والإغريق والفراعنة ثم العرب.
(دوسكرد) هو اسم سقطرى في لغة النقوش اليمنية القديمة، وقد دلل (والتر موللر) في بحثة عن اللبان على ان اسم المكان (سكرد) الوارد في نقش (كوربوس 621 سطر 6)وفي نقش (ينبق47سطر- 5)هوالمقصود بة سقطرى
واسم الجزيرة في المصادر اليونانية (بطليموس وبلينيوس ) دو سكريدس /دو سكريدا وهي فيما يرجح ايضا تحريف للاسم اليمني القديم نفسة سكرد حيث دو او ديو السابقة في التسمية اليونانية هي على الارجح تحريف ذو اداة النسبة في لغة النقوش
لقد ضبط ياقوت اسمها في معجمة بضم اولة وثانية وسكون طائة والف مقصورة (سقطرى). وروى الاسم بالمد في اخره (سقطراء) ويكتب ايضا بالتاء المربوطة (سقطرة)
وقد ورد اسمها في المصادر الهنديه والسنسكريتيه (سكهادارا) و (دويفا سكهادارا) تعني جزيرة (دار السعادة) وهو الاسم المحرف من لغه النقوش الحميرية
و قد أشار الملاح اليوناني ،، بليني ،، بأن جزر كوريا موريا جزء من مملكة حضرموت و أن السفن ،، نقل شراعي ،، كانت تذهب إلى سرابيس ،، جزيرة مصيرة ،، من قانا و هو ميناء في بير علي في شبوة من مناطق الجزر اليمنية ص 89 ، 90

  تواجد أول نواة للغة الحميرية على في سقطرى


 و قد كان هذا التواجد قبل الميلاد بألف سنة حسب قول الباحث اللغوي ،، انطوان لونية ،، نواة السكان الناطق بالسقطرية قد قامت في الجزيرة العربية قبل ثلاثة الف عام ، و تؤكد المصادر المصرية الفرعونية  بأن الأبحار إلى جزيرة ،، با أنش ،، كان الألف الثاني قبل الميلاد أي في عام 1439 قبل الميلاد و سقطرى جزيرة معروفة من العهود القديمة و أن حياة البرية التي تعود إلى الف سنة قبل الميلاد تشير إلى تواجد أشجار نادرة مثل اللبان و المر و دم الأخوين و البخور و الصبر في الجزيرة الذي اسمها ،، بأنج أي با أنش ،، و تلك الأساطير و القصص التي الصقها الفراعنة سموها بأسم ،، بنش ،، أي بانج ، أي أرض الله الطيبة حسب أجماع المؤرخين الكلاسيكيين من أمثال ،، ثويوفرايتوش ،، الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد مؤلف كتاب الطواف و ،، ديودورس الصقلي ،، الذي عاش في القرن الأول للميلاد و غيرهم من المؤرخين ، و يذكر المؤرخ حمزة علي لقمان في كتابة الجزر اليمنية أن حكمها يشمل القسم المهري الحالي من حضرموت و جزيرة سقطرى و توابعها و ظفار و جزر كوريا موريا و السواحل العمانية المواجهة لهذة الجزيرة

التاريخ الحديث لجزيرة سقطرى بعد الميلاد


قامت الدولة العفرارية في المهرة سنة 887 هجرية ، 1482 م ، عندما سيطر أحد شيوخ المهرة ، محمد بن علي بن عفرار على قبائل المهرة، وبسط نفوذه السياسي على سقطرى
عام 894هجرية ، 1488م وجعل بلدة السوق عاصمة لهم ، وبعد عشرون سنةجاء المستعمرون البرتغاليون وذلك في
عام 914 هجرية ، 1507 م ، لإحتلال جزيرة سقطرى ، من أجل بناء قلعة وجعلها قاعدة بحرية ومستودع لتموين الأسطول البرتغالي
في عملياته الحربية في المنطقة وقد جرت حروب شرسه معهم حتى تم انسحابهم.
بعد إنسحاب البرتغاليون من سقطرى عام 917 هجرية ، 1511 م نتيجة المقاومة الباسلة من اهالي الجزيرة  ترك البرتغاليون خلفهم ذكرى أفادت أهالي الجزيرة هي الأبقار التي تنحدر من فصيلة الفريزيان الشهيرة التي جلبوها
معهم.
بعد خروج البرتغاليون من الجزيرة عادت سلطة المهريون على الجزيره واسسو سلطنة المهرة في قشن وسقطرى
في عامي 1835م قام الكابتن"هنيس" بامر من شركة الهند الشرقية التابعة للتاج البريطاني باجراء المسوحات عند الساحل الشمالي للجزيرة بغرض انشاء بعض المنارات والفنارات الارشادية وانشاء محطة وقود لتزويد السفن المتجهة الى الهند بالفحم الحجري وبعد ذلك عرض " هنيس " على السلطان طالبا منه بيع سقطرى ، وقُبل طلبه بالرفض من السلطان المهري بيع الجزيرة.
لقد اظهرت امبراطورية "النمسا والمجر" اهتمامها في سقطرى وزار ممثلها الرائد بحري "ويلهلم تيغيتهوف" جزيرة سقطرى في نهاية عام 1857 م ،وأقترح شراء سقطرى من السلطان المهري ، إذ بقي أقتراحه هذا دون أية تنفيد أو نتيجة ، ومع افتتاح قناة السويس أزدادت أهمية سقطرى وأصبح فرض نفوذ أجنبي عليها أكثر احتمالا ، مما سارعت بريطانيا عام 1876 م إلى توقيع معاهدة مع سلطان قشن حول الملاحة البحرية وحمايتها ، أي أظهرت بريطانيا أمام منافسيها أن لها علاقة خاصة مع الحكام في المنطقة ، ثم أصرت على التوقيع على معاهدة الحماية في عام 1886 مع سلطان قشن مع نقل عاصمته إلى سقطرى فورا وذلك بدون أي احتلال أو تواجد بريطاني في المهرة وسقطرى ما عدا تواجدهم وقت الحرب وقبلوا " سلاطيين آل عفرار " قرار نقل العاصمة لظروف السياسية والعسكرية ليضمنون أراضيهم.
في عام 1942 اثنا الحرب العالمية الثانية أتت كتيبه بنجابيه بريطانيه وهي أول كتيبة حماية بريطانيه تتواجد في جزيرة سقطرى.
وتم عقد عدة إتفاقيات بين الإنجليز والسلاطين ، أخرها كانت عام 1373 هجرية ، 1954 م ،
عاصمة سلطنة المهرة كانت في قشن إضافة إلى حديبو (كانت تسمى تمريده) في سقطرى.  أصبحت السلطنة محمية بريطانية ثم أصبحت فيما بعد جزءاً من محمية عدن. في الستينات من القرن الماضي رفضت الانضمام إلى اتحاد الجنوب العربي ولكنها بقيت تحت الحماية البريطانية كجزء من محمية الجنوب العربي الشرقية. في عام 1967 تم إلغاء السلطنة بعد أن دامت حوالي 500 سنه، وأصبحت المهرة جزءاً من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيةالتي توحدت مع اليمن الشمالي في عام 1990 لتصبح الجمهورية اليمنية. اليوم المهرة هي محافظة في الجمهورية اليمنية وكذلك سقطرى هي محافظة ظمن محافظات الجمهورية اليمنية

عن الكاتب

رياض الفرح باحث في تاريخ اليمن القديم مهتم بالآثار والنقوش المسندية متابع لتكنولوجيا الاتصالات وتطبيقات الجوال

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية