مومياء اليمن بين إهمال السلطات وعبث المواطنين و لصوص الآثار
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

مومياء اليمن بين إهمال السلطات وعبث المواطنين و لصوص الآثار

 

مومياء اليمن، mummy


مومياء اليمن 


في حادثة لم يسبق لها أن تحدث إلا في اليمن، تم القبض على عصابه متخصصة بسرقة المومياوات من المقابر الأثرية تم نشر الخبر يوم أمس على أحد المواقع الإلكترونية اليمنيه عن تصريح مصدر قضائي أنه تم القبض على ثلاثه أشخاص قاموا بسرقة مومياوات من مدينة ثلا الأثرية وان النيابه تحقق معهم في الحادثه؟؟

قمت شخصياً بالتأكد من صحة الخبر من مصدر موثوق في الهيئة العامة للآثار والمتاحف والذي أكد لي صحة الخبر وأن الهيئة هي من تتابع الموضوع منذ أسابيع وإن التحقيقات مازالت جاريه مع اللصوص.

في العاده يتم نبش القبور الأثرية من قبل لصوص الآثار للبحث عن  الكنوز والذهب الذي يعتقدون أنهم سيحصلون عليها في تلك القبور وعندما لا يجدون ضالتهم يتم العبث بمحتويات القبور إذا كانت عباره عن جثث محنطه ثم يتركونها في مكانها؟؟ ولكن ان يتم أخذ المومياوات و الاحتفاظ بها وربما يراد بذلك بيعها وتهريبها في سابقه لم تحدث إلا في بلادنا التي عانت وتعاني من إهمال غير عادي من قبل الدوله سابقاً ولاحقاً برغم ما تبذله الهيئه العامه للآثار والمتاحف من جهود ملموسه إلا أنها بحاجه إلى وعي المواطن و معرفته بأهمية اللقى الأثرية وخاصة المومياوات والتي شكل اكتشافها منذ منتصف القرن الماضي بداية فتح جديد وكشف الستار عن المستوى الحضاري الذي عرفه اليمن القديم في مجال الطب.


اكتشافات المومياء و التحنيط في اليمن القديم


 

وحكاية اكتشاف التحنيط و المومياء في اليمن لم تكن عن دراسات و تنقيبات آثريه وإنما عن طريق المصادفه من قبل المواطنين ثم بعد ذلك تأتي البعثات او الفرق الفنيه لتنقذ ما تستطيع إنقاذه

تسلسل اكتشاف التحنيط و المومياء

-كانت البدايه في معبد أوام و تمنع من قبل البعثة الأمريكية التي اكتشفت وجود بقايا بعض المواد التي تستخدم للتحنيط

-  عام 1983م اكتشف المواطنين أثناء العمل في احد جبال شبام الغراس مجموعة من الجثث المحنطه وتم نزول فريق من قسم الآثار بجامعة صنعاء لعمل مسح للموقع والقيام بحفريات انقاذيه للمومياوات بعد تعرضها للعبث من قبل المواطنين حيث تلف معظمهما و نجح الفريق في إنقاذ جثه واحده مكتمله وبحاله جيده تم نقلها لمتحف قسم الآثار وتمت دراستها بشكل علمي واسع 

- عام 1984 م تم اكتشاف أحد المومياوات في ملحان بمحافظة المحويت من قبل أحد المواطنين 

- عام 1991 م اكتشف احد المواطنين احد الكهوف في منطقة ثلا وتم نزول فريق من قسم الآثار و إنقاذ تلك المومياء ونقلها إلى متحف الجامعه

- 1995 م  نزل فريق قسم الآثار لاستكشاف مدفن صخري في منطقة حيف بمحافظة المحويت

- 2004 م اكتشف أحد المواطنين مومياء طفل في جرف اسبيل بمديرية ميفعه عنس

- 2012 اكتشاف ثلاث مومياوات في مديريه جبن تم العبث بها من قبل المواطنين وإيصال أحدها للجهات المختصه ولكن تم التخلص منها لعدم وجود مواد الحفظ والترميم

- 2017 م اكتشاف احد المواطنين على مقبره تحتوي مومياوات في حزام المصانع بمحافظة المحويت

- 2019م اكتشاف مقبره أثرية في منطقة شملان بالمصادفه أثناء شق أحد الطرق الجبليه تحتوي على مومياء 

اكتشاف موقع اثري في شملان


- 2021 م لصوص آثار يكتشفون مومياء في مديرية السياني بمحافظة إب و ينقلونها إلى مكان آخر ويستطيع مكتب الآثار بالمحافظة من الحصول عليها و حمايتها

و تتوالى الاكتشافات في مناطق مختلفه من اليمن 


معاناة المومياء المحفوظه في المتاحف اليمنيه


يعتبر متحف قسم الآثار بجامعه صنعاء هو الجهه المعنية بالحفاظ على المومياء و دراستها ويحتوي المتحف على العديد من المومياوات المكتمله وبعض البقايا ولكن هنالك معاناه يشهدها المتحف ففي تصريح سابق لمدير متحف قسم الآثار أشار إلى عدة مشاكل منها الترميم ومتطلباته من صيانه و مواد و محاليل إضافة إلى الحاجة إلى قاعه عرض كبيره تتناسب مع كميه المومياوات و المشكله الاخرى عدم وجود خبراء في الآثار العضويه في القسم حيث كان يتم الاستعانة سابقاً بخبراء مصريين اما في الفتره الاخيره فلا يوجد و من المشاكل الفنيه وقت اكتشاف المومياء عدم خضوع بعضها للتحليل الإشعاعي بسبب الإمكانيات المحدوده وبسبب عدم توفير الأماكن المناسبه تتعرض بعض المومياء للتلف بسبب درجه الحراره و الرطوبة. 


عالم آثار فرنسي يزور مومياء اليمن


مميزات المومياء اليمنية 


الجدير بالذكر أن المومياء اليمنيه تتميز عن غيرها بطريقة التحنيط وطريقة الحفظ حيث وجدت اغلبها مغلفه باحكام بجلد حيواني و محفوظه في كهوف ومقابر صخريه مرتفعه يصعب الوصول إليها. 

ولكن برغم وجود الكهوف و المقابر  الأثرية في أماكن مرتفعه إلا إن أيادي العابثين و اللصوص تطالها لتقلق سكينه هؤلاء العظماء النائمون منذ الاف السنين ولا يعلم هؤلاء اللصوص انهم يفقدون اليمن واحد من أهم إنجازات الحضارة اليمنية التي تشهد ببراعتهم وتقدمهم في مجال الطب، كما لا يعلمون ما يعرضون أنفسهم له من مخاطر صحيه تنقل إليهم من  المومياء مثل الفيروسات و الأمراض الجلديه ويعرضون أنفسهم للعنه كل وطني شريف يهتم بتاريخه وحضارته 

✍️ رياض الفرح 



التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية