معبد صرواح أرحب
افتتحنا العام الجديد بزيارة لواحدة من أهم المناطق التاريخية القريبة من صنعاء وهي منطقة أرحب الغنيـة بالعديد من المواقع الأثرية و قصدنا تحديداً قرية مدر التاريخية و الموقع الأثري المسمى صرواح أرحب الذي يبعد حوالي كيلو متر عن القرية..والقريه القديمه تقع على مرتفع في بطن الجبل وأغلب منازلها قديمه وعامره والقليل منها منهدم وأهم مافيها هو جامع الإمام الهادي الذي تحتوي جدرانه على العديد من الأحجار المنقوشه بالخط المسند وفي داخله الأعمدة الضخمة والتي نقلت مع الأحجار المنقوشه من احد القصور او المعابد التي كانت قائمة في مدر قبل الإسلام كما لاحظت وجود العديد من الأحجار المشذبه والمنقوشه بخط المسند في بعض المباني الحديثه نسبياً أسفل القريه
أما موقع صرواح أرحب فهو يمتد على مسافة حوالي نصف كيلو متر لم يتبقى من آثار الموقع سوى اساسات متفرقه للمباني التي كانت قائمة فيه مما يشير إلى أن الموقع كان عباره عن مجمع لمعبد ضخم وعده ملحقات تابعه له وتتوزع اكوام كثيره من الحجارة متناثره هنا وهناك وبعض الحجارة قد بني فيها اسوار لبعض الأراضي التي تزرع القات للأسف والواقعه في طرف الموقع كما توجد بركتين للمياه احداهما كبيره والثانيه صغيره تقعان في وسط الموقع ومازالت عليها ماده القضاض وهما بحاله جيده ومما يؤسف له ان هذا الموقع الهام لم يحظى حتى بالقليل من الاهتمام من قبل الهيئه العامه للآثار ولم تقم فيه اي حملات تنقيب برغم انه يعد من اقدم المواقع الأثرية المكتشفه ولكنه مشاع للحفر العشوائي من قبل المواطنين منذ سنوات طويلة حتى يومنا هذا إذ لاحظت العديد من الاماكن المحفوره حديثا إلى اعماق تصل إلى ثلاثه امتار ويضهر فيها آثار الأحجار المشذبه والموقصه
صرواح أرحب و مدر عند المؤرخين
وصف الهمداني مدر في القرن الرابع الهجري في كتابه الإكليل بقوله فأما مدر فأكبر بلاد همــدان مـآثـر ومحافـد بعد ناعط وفيها أربعة عشر قصراً فمنها ما هو اليوم خراب ومنها ما هو اليوم متشعث ومنها ما هو عامر مسكون فأما قصرها العامر فقد دخلته فهو بوجوه من الحجارة البلاطية الخارجية ومثلها من داخله ثم أجرى عليها المماشق ـ وهي طريقة رص الأحجار ـ لا ترى فيها فصلاً ما بين الحجرين حتى لو كان داخله كريفاً للماء ما خان ولا نفذ وترى فيها من الأعداد لتلك القصور كرفاً للماء بأعمدة حجارة طوال مضجعة على أعمدة قيام بضع عشرة ذراعاً مربعة كما ذكر أنه يوجد في مسجد مدر أساطين مما نزع من تلك القصور، وأنه لا يوجد مثل هذه الأساطين في المسجد الحرام وهي أطول منها وأكثف وأحسن نجراً.
اما المستشرق النمساوي أدوار جلازر فهو من اقدم المستشرقين الذين زاروا بلاد أرحب قبل حوالي 130 سنه وذكر العديد من المواقع الأثرية فيها ونقل العديد من النقوش من هذه المناطق ومنها مدر و صرواح أرحب
اما القاضي حسين السياغي في كتابه معالم الآثار اليمنية فقال أنه يوجد شرقي محل مدر في عزلة الخميس بركة عظيمة تسمى (صوار) وأن في شرقي المحل مآثر حميرية عظيمة، وفيه قبة عرش بها دعائم (أسطوانات) من البلق كبيرة ومضلعة
اما القاضي إسماعيل الأكوع فقد ذكر في كتابه هجر العلم ومعاقله أن مدر لم تعد كما وصفها الهمداني في القرن الرابع الهجري وأنه قد هُدِمَ كثيرٌ من تلك المباني الأثرية ولا سيما ما كان يُدعى بصـرواح أرحب وأكد أن معاول الهدم والتخريب أعملت فيه منذ أن بداء المواطنون يستخدمون المعدات الحديثة وسيارات النقل وقد استخدم المواطنون أنقاض تلك المباني في بناء مبانيهم في العديد من قرى تلك المنطقة في مدر وما حولها كما ذكر ان مدر عرفت كواحده من هجر العلم واشتهر فيها العديد من الفقهاء والقضاه ومنهم
حجر بن قيس المدري
منيع بن ماجد الهمداني المدري
علي بن الحسين بن سرح
ابراهيم بن مانع الوزيري
إبراهيم بن الريان واحمد بن الريان
ابو القاسم بن المحسن العبيدي
محمد بن أبي حجينه السنحاني
اسعد بن عبدالفاضل بن يحيى
علي بن مطرف بن شهاب
إسماعيل المزين
ابو العسكر المسوري
وختاماً نتمنا أن تلتفت الجهات المختصة إلى هذا الموقع وغيره من المواقع الأثرية والتي يقع على عاتقها مسؤلية التوثيق والحفاظ على الارث الحضاري لليمن وان تعمل على حمايه المواقع الأثرية التي تعاني من الإهمال وتتعرض للنبش العشوائي من قبل ضعاف النفوس بحثاً عن كنوز او قطع آثريه كما يتوهمون.
كتبه : رياض الفرح
زياره صرواح أرحب و قريه مدر
1 يناير 2022
آثار الاجراس في القصور الحميرية
This comment has been removed by a blog administrator.
ReplyDelete