المواقع الأثرية في مديرية جُبَن بمحافظة الضالع
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المواقع الأثرية في مديرية جُبَن بمحافظة الضالع

 

آثار مديرية جُبَن


 

أهمية المسح الأثري في مديرية جُبَن 


تُعد عملية المسح الأثري من الأعمال المهمة التي تساعد على اكتشاف أكثر عدد من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، وقد أصبحت عملية المسح الأثري أو التحقيقات المبدئية الخاصة بالمواقع الأثرية ضرورة لا غنى عنها ولا خلاف على أهميتها. فهي بمثابة تمهيد ومرحلة أولى وأساسية لدراسة وفهم طبيعة الاستيطان في منطقة ما، إلى جانب أنها وسيلة من أهم الوسائل المستخدمة في تحقيقات المواقع الأثرية على اختلاف أنواعها وعصورها. وعلى هذا الأساس ووفقاً لأهمية الكشف عن آثار وتاريخ منطقة جُبَن ودراسة تاريخها الحضاري المُغَيب، في محاولة لسد فجوة من الفجوات التاريخية للحضارة اليمنية القديمة، فقد بُدء منذ منتصف شهر نوفمبر 2021م، وبالتنسيق مع الهيئة العامة للأثار والمتاحف، وكل من: فرع الهيئة العامة للآثار في مديرية جُبَن، وقيادة محافظة الضالع، ممثلة بالأخ حسين موسى واصل وكيل المحافظة، والأستاذ عبدالكريم أحمد محمد مدير عام مكتب الآثار بمديرية جُبَن، إلى جانب عدد من وجهاء وأعيان مديرية جُبن، عنهم الأستاذ/ علي محمد الصريمي رئيس الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف السابق، والشيخ علوي صالح جوبع)، بدأ الفريق الوطني للآثار تنفيذ أعمال المرحلة الأولى من عملية المسح الأثري في مدينة جُبن وضواحيها، على أن تستكمل المرحلة الثانية في بقية عُزَل وقرى المديرية في وقت لاحق.



وفي هذا الاتجاه نُفِذت أعمال المسح الأثري للموسم التمهيدي في مدينة جبن وضواحيها على ضوء خطة العمل المقدمة من فريق العمل والتي كان يفترض أن تبدأ في الفترة من: 1/11/ إلى 1/12/ 2021م، إلا أنه ولأسباب خاصة لم يبدأ التنفيذ إلا خلال الفترة من 15 – 25/11/2021م


فريق العمل في موقع جبن الاثري


 عمل فريق العمل بإشراف كل من:-

الأستاذ/عبد الله محمد أحمد ثابت/ القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف.

الأستاذ/ علي محمد الصريمي رئيس الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف السابق.

وقام بتنفيذ أعمال المسح الفريق الوطني للمسح الأثري المكون من:

خالد عبده محمد الحاج كبير أخصائي آثار من الهيئة العامة للآثار رئيساً.

أحمد سعد الروضي كبير أخصائي آثار مدير عام الآثار بوزارة الثقافة عضواً

عبدالرزاق عبدالله الجغور مسؤل حماية الآثار من مكتب آثار م. جُبَن عضواً.

سيف علي سعيد الدبيشي مسؤل التوثيق من مكتب آثار م. جُبَن عضواً.


المعالم الأثرية في مديرية جُبَن 


وقد كان من أهم نتائج أعمال المسح لهذه المرحلة هي الكشف عن العديد من المواقع والمعالم الأثرية وتسجيلها وتوثيقها، وهي على النحو الآتي:

•منشآت مائية بشكل كِروَف وقنوات وأنفاق ومآجل منقورة في الصخور

•رسوم ونقوش صخرية من عصور ما قبل التاريخ ومن العصور التاريخية .

•ملاجئ وكهوف الإستيطان الطبيعية لعصور ما قبل التاريخ.

•مقابر صخرية.

حصون وقلاع من فترة ما قبل الإسلام ومن العصور الإسلامية.


موقع مديرية جُبَن 


مديرية جبن هي إحدى مديريات محافظة الضالع، تبلغ مساحتها 1250كم2، وهي تُشكل من حيث مساحتها الجغرافية ثلث محافظة الضالع، إذ تتوزع على 6عُزَل رئيسية، وعدد 62قرية.

يحد المديرية من الشمال مدينة رداع التي تبعد عنها (55 كم)، ومن الجنوب الشُعيب ويافع، ومن الشرق محافظة البيضاء، ومن الغرب مدينة دمت.


أهمية موقع جبن الأثرية والتاريخية 


تنبع أهمية هذه المديرية كمنطقة أثرية كونها تقع ضمن الأراضي التي كانت تؤلف مملكة قتبان، بالإضافة إلى ما ورد من ذكر للمنطقة في العديد من النقوش المعينية التي ذكرت أسم قبيلة (جبأن) مع اسم المعينيين والذي يُرجَح أنهم كانوا من الشعوب التي كانت تؤلف ممالك دول معين والذين شكلوا عدد من الجاليات في مناطق متعددة خارج إطار أراضي مدن الممالك المعينية، ليستقلوا في زمن ربما لا يبعد كثيراً عن أيام بلينيوس الذي ذكرهم باسم (شعب الجبانيين Gabbanitae)، وقال إن له عدة مدن أكبرها ناجية Nagia و تمنه Thamna أو (تمنع)، وكانت من موَاطِنهُم بعد استقلالهم من معين إلى جوار القتبانيين في الجنوب الشرقي منهم، بين قتبان وسبأ على بعض الآراء، أو في غربهم على رأي "جلاسر" الذي يرى انهم عشيرة أو طائفة من القتبانيين.



وفي هذا الصدد يرى البعض الآخر من الباحثين أن الجبأنيين من "جبأ". التي يذكرها "الهمداني" بقوله: "جبأ مدينة المفاخر، وهي لآل الكرندي من بني ثمامة آل حمير الأصغر" وقال: إن جبأ وأعمالها هي كَورَة المعافر، وهي في فجوة من جبل (صبر) وجبل (ذُخَر في وادي الضباب)، إلا أن جواد علي يذكر في كتابه (المفصل في تاريخ العرب) بقوله: "ورد في النقوش المعينية اسم جبأن مع اسم المعينيين ولكني لا أستطيع أن أوافق على رأي من يقول "الجبائيين Gabbanitae"، ولذلك دعوتهم بـ "الجبئانيين" انتظاراً للمستقبل الذي قد يرشدنا إلى اسم يرد في النصوص العربية الجنوبية يكون مرادفاً للفظة المذكورة).



وهنا تؤكد النقوش المعينية المكتشفة حديثاً ما ذهب إليه جواد علي، فنجد في مجموعة النقوش المدونة على أربع مسلات حجرية ((تم جلبها من أحد المعابد المعينية في محافظة الجوف، وهي الآن محفوظة في المتحف الوطني بصنعاء)) توثق عقود زواج لأشخاص من مناطق مختلفة من اليمن القديم من نساء أجنبيات من ممالك ودول مختلفة من العالم القديم، حيث جاء من ضمن هذه النقوش، عقود زواج لأشخاص من أهل جبأن على أجنبيات من اليونان وكريت وأيونا ومصر وغزة وعَمان ولحيان وتيماء ودادان، ومن أهم هذه النقوش عقد زواج جاء فيه:(س ع د | ب ن | غ و ث | ذ ر د ع | ذ أ ه ل | ج ب أ ن | س ك ر ب | و خ س ر | م ر أ ت | ب ن | ه ج ر | ت ي م | ب ن | أ و س)، والمعنى العام لهذا النقش هو: (سعد بن غوث الرداعي من أهل جُبَن، أمهر و عقد قرانه على مراه الأوسية من مدينة تيما) ومن خلال هذا النقش تم التوضيح بشكل جلي عن أسم الشخص ولقبه وقبيلته، وهو (سعد بن غوث الرداعي – من أهل قبيلة جبأن).



كذلك ما جاء في النقش المعيني Maʿīn 7المدون على سور مدينة قرناو في محافظة الجوف" من ذكر لأهل جبأن إنما كان للجُبنيين، إذ يذكر النقش (أ ه ل | ج ب أ ن | م و د د ت | أ ل ي ف ع | ر ي م | ب ن س | ه و ف ع ث ت | م ل ك ي | م ع ن) بمعنى أن: (أهل جبأن حلفاء إل يفع ريام وابنه هوف عثت ملوك معين)، وهنا نقول أنه فيما إذا كان أهل جبأن هؤلاء من رعايا مملكة معين لكان جاء في النقش على سبيل المثال: (أ ه ل | ج ب أ ن | أ د م س | ش ي م ه س م | و م ل ك ه س م | إ ل ي ف ع ر ي م) أهالي قبيلة جبأن أتباع سيدهم وملكهم إل يفع ريام، لذلك فإن لفظ (م و د د ت) = حلفاء، مما يشير إلى أنهم من مملكة أخرى، فمن الطبيعي أن الشعب تابع للملك وليس حليف له.



أيضا ما جاء في السطر التاسع من النقش يوحي أو يؤكد بأنهم تابعين لمملكة أخرى، فعبارة : (ك ل | إ ل ه س | و ش ي م ه س | و م ل ك ه س | و ش ع ب ه س | [م ع ن م]) بمعنى (وكل آلهة ورؤساء وملوك وشعب [معين]) يفهم منها أنهم حلفاء، إذ لو كانوا معينيين لكان الضمير عائد عليهم وستكون الالفاظ حينها: (ش ي م ه س م | و م ل ك ه س م | و ش ع ب ه س م) = رؤسائهم وملكهم وشعبهم .. كما جاء في الضمائر (ب ن ه س م | و أ ب ه س م | و أ ع م م ه س م) = أبنائهم وآبائهم وأعمامهم .. والمعنى المراد إيصاله من النقش أن الجبأنيين عندما قدموا القرابين أمام الهيئة الحاكمة لمملكة معين أرادوا نيل الشرف والفخر كونهم حلفاء للمعينيين.


بالإضافة إلى ما سبق ذكره نجد أن ما ورد من ذكر أسماء المناطق في هذا النقش مثل: ("يهر، موث، الأيفع، يافع، ريام، كبد، ذخر) وجميعها هي قرى ومناطق تقع إما في مديرية جُبَن أو بالقرب منها، فمن القرى التي تتبع منطقة جبن هي (قرية يهر وقرية موث، بالإضافة إلى جبل الأيفع، ومنطقة جبن هذه تجاور يافع وتقرب منها منطقة تسمى ريام)، كذلك فإن يهر و كبد هي مسميات لمناطق في يافع، لا زالت تحمل نفس الاسماء.

تقرير /خالد عبده محمد الحاج كبير أخصائي آثار- الهيئة العامة للآثار 1-2022

منقول من منشور مجموعة نقوش مسندية 

يتبع الجزء الثاني


اكتشاف آثار مدينة أهله القتبانية في الرياشية


 


عن الكاتب

رياض الفرح

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية