كتابة النقوش تجاوباً ورداً على تساؤلات عدد من الأخوة حول كيفية كتابة النقوش المسندية على الصخور ، ومن ملاحظاتنا وإطلاعنا المتواضع على أنواع وأشكال النقوش نعتقد بأن الكتابة على الصخور كانت بالطريقة التالية :
أولاً : يتم نحت وصنفرة واجهة الصخر الذي سوف يُكتب عليه النقش ، ومن ثم يتم تقسيم الواجهة إلى سطور متساوية ..
التوضيح بالصورة المرفقة ( رقم 1 ) حيث يظهر على الصخر آثار التسطير ، كما يظهر تقسيم الحروف الى نسب متساوية داخل السطر والمستطيلات ، وقد قمنا بإعادة تجديد التسطير على الصورة بالأسفل ليقارن القارئ بينها وبين الصورة الأصل في الأعلى ..
ثانياً : يُكتب نص النقش ( باستخدام مسطرة و آلة حادة ) على قطعة من الجلد اللين مقاسها يساوي مقاس الصخر وبنفس شكل توزيع السطور .. وبعد الانتهاء من الكتابة تصبح قطعة الجلد بمثابة قالب يتم تثبيته على واجهة الصخر ..
ثالثاً : يتم صُنع طلاء أعتقد انه من الفحم + أنواع من الحجر الرملي + راتنيج الأشجار ربما دم الأخوين أو غيره ،
حيث يتم سحق المكونات وخلطها بالماء لتشكيل معجون ، ومن ثم يتم طلاء المعجون على القالب الجلدي المثبت على الصخر فتطبع الحروف على الصخر كما هي بالقالب تماماً ..
لاحظوا الصورة المرفقة ( رقم 2 ) يوجد على النقش بقايا لون أحمر وهذا اللون يظهر فقط على الواجهة المخصصة للكتابة دون الواجهات الأخرى ، والممعن للنظر يرى المساحة حول الرمز في بداية النقش لا يظهر عليها اللون بل يظهر على الرمز نفسه فقط ، بمعنى ان الأماكن التي لا يوجد عليها اللون تم نحتها وهذا يؤيد فكرة القالب والطلاء ..
رابعاً : بعد أن يجف الطلاء يستخدم الكاتب المطرقة والشرني في نحت الحروف الظاهرة على الصخر حيث يصبح النحت بنفس الشكل المكتوب على القالب وبنفس القياسات وبشكل رائع جداً ..
مع العلم بأن هناك أنواع ومقاسات وأشكال مختلفة لرؤوس الشراني المستخدمة في نحت الحروف منها المدبب والمثلث والمحدب والحاد والمائل والعريض وووو ..
عموماً .. الكتابة - النحت بهذه الطريقة يجعل العمل متقن 100% وللقارئ أن يتصور الوقت والجهد المبذول فيما لو كانت الكتابة والنحت على الصخر مباشرة .. بمعنى أنه لو أخطأ بحرف واحد فقط أو أخطأ بمسار السطر وظهر أعوج سوف يعيد نحت وتشذيب واجهة الصخر بالكامل من جديد ويكتب النقش مرة أخرى .. لكن بوجود القالب لا مجال للخطأ ، كما أن النحت يكون أسهل وأسرع وقياسات الحروف تكون موحدة ..
أيضاً هذه الطريقة تتيح للكاتب إمكانية زخرفة الحروف على القالب ، كما تتيح له حرية نحت وإظهار الحروف على الصخر كيف يشاء مثلاً ينحت - يكتب على الحرف الملون مباشرة كما هو بالنقش - الصورة المرفقة ( رقم 3 ) ويكون النحت غائر
أو يقوم بنحت المساحات التي لا يوجد عليها طلاء حول الحروف ويترك الحروف كما هي بالنقش - الصورة المرفقة ( رقم 4 ) حيث ظهر النحت والكتابة بشكل متداخل وبمظهر بديع جداً يفوق الوصف ..
والخلاصة ان الموضوع باختصار مثلما يعملوا الخطاطين .. الخطاط يكتب أو يرسم على قطعة ورق مقوى ويضعها على الجدار وبالطلاء البخاخ تظهر الكتابة او الرسم ، والفرق أن أجدادنا زمان كانوا يستخدموا المطرقة والشرني لكن نتيجة المهارة والحرفية العالية عند الخطاط والنحات اليمني القديم جعل النقوش المسندية تظهر وكأنها مكتوبة باستخدام أجهزة حاسوب متطورة للنحت على الصخور ..
يعني أجدادنا زمان كانوا أصحاب علم وريادة وسبق ، مش مثلنا بهذا العصر خربنا الحضارة وضيعنا التقدم اللي ورثوه لنا أجدادنا القدماء تقدست أرواحهم الطاهرة ..
المهم .. لو قلنا هذا #ابتكار_يمني .. تقولوا شوافقوا يسجلوه بموسوعة #غينيس ؟
والا شقولوا هذا الابتكار مسجل باسم اغريق بن يونان بن رومان بن ام الصبيان
لو قالوا كذا ششقدفهم من بيسه ، وشقلهم فخرنا واعتزازنا بحضارة أجدادنا أعظم من غينيس حقكم بألف ألف مرَّة .
#حضارة_اليمن_القديم
#نقوش_مسندية
#معمر_الشرجبي 7-3-2018
منقول من صفحة نقوش مسندية
جميل شكرا
ردحذف