سميفع ذو الكلاع الحميري قائد كتائب حمير

من عظماء ملوك و أذواء وأقيال حمير الذين بادروا بالاستجابة لرسول الله صل الله عليه وسلم وكان يوم إسلامه عيداً للحريه، القائد الحربي لجميع اذواء واقيال وكتائب حمير الذين خرجوا للجهاد في الشام، هو سميفع ذو الكلاع الأصغر بن يعفر بن ناكور بن زيد بن شرحبيل بن الاسود بن عمرو بن مالك بن يزيد ذي الكلاع الاكبر بن يعفر بن زيد بن شهال بن وحاظه بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن سدد بن حمير الاصغر، ولقب ذي الكلاع ليس لقب مثل ذي يزن وذي رعين وغيرهما من الأذواء، وإنما هو لقب له مدلول حربي خالص بمعنى القائد الحربي، وكان سميفع ذو الكلاع قيلاً لمخلاف الكلاع ومقر قصره في قلعه وحاظه في جبل حبيش بمحافظة إب، وبعد وفاه سيف بن ذي يزن ومقتل إبنه معدي كرب اجمع اقيال واذواء مناطق حمير على تكليع سميفع فأصبح هو القائد الحربي العام لقبائل حمير و في نفس الوقت ملك مخلاف الكلاع، وفي سنه 8 للهجره بعث رسول الله جرير بن عبدالله البجلي إلى اقيال واذواء حمير يدعوهم للإسلام فلما وصل إلى سميفع ذو الكلاع أدرك انه دين الحق فاسلم ونطق بالشهادتين وابتهاجاً بذلك اعتق أربعه آلاف من عبيده لأن الإسلام دين الحرية، ثم اكتمل اسلام كافة اذواء وأقيال حمير وأعلنوا إسلامهم بشكل جماعي في اول جمعه من رجب سنه 9 للهجرة، وفي سنه 10 للهجره وفد ذي الكلاع مع اذواء حمير إلى رسول الله إلى المدينة المنورة  ثم عادوا إلى اليمن، وفي محرم سنه 11 للهجره كتب رسول الله إلى ذي الكلاع وذي ظليم بالمسير لمصاوله الأسود العنسي في صنعاء بالتعاون مع زعماء همدان وأقيال حاشد وبكيل ومذحج وقيس بن مكشوح، وبعد انتهاء فتنه الاسود العنسي بصنعاء عاد الجميع إلى اعمالهم ومناطقهم ورجع حوشب ذو ظليم بفرسان وكتائب حمير بينما توجه ذي الكلاع وجرير بن عبدالله البجلي وذي عمرو قاصدين رسول الله بالمدينة وبينما هم في الطريق بلغهم وفاه رسول الله صل الله عليه وسلم وتولي ابو بكر الصديق فرجع ذي الكلاع وذي عمرو والفرسان المرافقين لهما إلى مناطق حمير لاخبارهم بوفاه رسول الله والقيام بما يستوجبه ذلك ذلك من ظبط الأمور وإظهار الحزن، وبعد مرور  ثلاثة أشهر من خلافه ابو بكر الصديق عاد معاذ بن جبل الى المدينه و كتب ابو بكر بتوليه فيروز الديلمي على صنعاء وبعث رساله الى سميفع ذو الكلاع وحوشب ذي ظليم وعمير بن افلح ذي مران وسعيد بن العاقب ذي زود وشهر ذي يناف بالتعاون مع الفرس الأبناء، وكان قيس بن مكشوح المرادي في صنعاء واخذ بالتخطيط لثوره شاملة ضد فيروز الديلمي و جميع الفرس فكتب رسالته المشهورة إلى ذي الكلاع وبقية الأذواء يستنفرهم لقتال الفرس الأبناء والتي قال فيها (أن الأبناء نزاع في بلادكم ونقلاء فيكم وإن تتركوهم لن يزالوا عليكم وقد أرى من الرأي أن اقتل رؤوسهم وان نخرجهم من بلادنا) فتشاور ذي الكلاع مع الأذواء والقاده بشأن الرسالتين التان وضعتهما أمام خيارين إما الاستجابة لنداء الخليفه او الاستجابة للنداء الوطني الذي أطلقه قيس بن مكشوح فاتخذوا موقفاً محايدا فلم ينصروا الفرس الأبناء ولم يستجيبوا لنداء الثوره ولكن استجاب لقيس عامه القبائل والفرسان وانتصروا على الفرس وتم إجلاء معظمهم من اليمن، ولما استتب الامر في صنعاء بعث ابو بكر الصديق إبان بن سعيد بن العاص والياً على اليمن وكان محل قبول من جميع اليمنيين، وفي اواخر سنه 12 للهجرة وصل الصحابي الجليل انس بن مالك الأنصاري بكتاب الخليفة ابو بكر الصديق يستنفر أهل اليمن لجهاد الروم وفتح الشام فاستجابوا للنداء وخرج موكب كتائب اقيال واذواء حمير منهم آل الصباح وآل ذي رعين ويافع وذي ظليم والكلاع وآل ذي يزن وهم بكامل اهبتهم الحربيه وعليهم الحلل والحبر وبرود الوشي المثقل بالذهب والتيجان ومعهم الذراري والعبيد ويتقدمهم سميفع ذي الكلاع القائد العام فلما وصلوا إلى ابو بكر الصديق في المدينه انشد ذي الكلاع يقول

أتتك حمير بالأهلين والولد

أهل السوابق والعالون بالرتب

أسد غطارفة شوس عمالقة

يردوا الكماه غداه الحرب بالقضب

الحرب عادتنا والضرب همتنا

وذو الكلاع دعا في الأهل والنسب

دمشق لي دون كل الناس اجمعهم

وساكنيها سأهويهم إلى العطب

 فتبسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه من قوله ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أبا الحسن أما سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: "إذا أقبلت حمير ومعها نساؤها تحمل أولادها فأبشروا بنصر الله على أهل الشرك أجمعين" فقال الإمام علي صدقت وأنا سمعته من رسول الله، ولما نزلوا وشاهدوا ما على ابو بكر الصديق والصحابه من الملابس المتواضعه خلع الاذواء والاقيال الحلل التي يلبسونها وخلع ذي الكلاع التاج فانكر عليه اصحابه ذلك فقال لهم (أفأردتم ان اكون ملكاً جباراً في الجاهلية والإسلام، لاها الله، لا تكون طاعه الرب إلا بالتواضع والزهد في هذه الدنيا)

وكان مع ذي الكلاع وبقية الاقيال إثنا عشر ألف عبد فبعث اليه عمر  يسأله بيعهم فأصبح ذي الكلاع في صباح اليوم التالي فاعتقهم جميعاً في ساعه واحده وقال هم احرار تجسيداً لقيم الحرية في الإسلام، وفي مطلع سنه 13 للهجره توجه الجيش الإسلامي إلى الشام وفي مقدمتهم كتائب حمير بقيادة ذي الكلاع فشهد ذي الكلاع موقعه البلقاء واجنادين بفلسطين ضد الروم ومعه فيها قيس بن مكشوح المرادي وشرحبيل بن حسنه الكندي وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وفي اجنادين شاركت نساء حمير في المعركة بقياده خوله بنت الازور وعفره بنت غفار الحميرية، ثم شارك ذي الكلاع في فتح دمشق وكان احد قاده الكراديس في معركه اليرموك ثم فتح حمص وحماه، وفي أواخر سنه 19 للهجره انطلق ذي الكلاع واذواء وكتائب حمير من الشام إلى مصر في الجيش الإسلامي الذي توجه لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص وكان لهم دور عظيم فيها وشارك ذي الكلاع في جميع فتوحاتها حتى موقعه مربوط والإسكندرية سنه 21 للهجره وفي سنه 23 للهجره رجع ذي الكلاع من البهنسا إلى الفسطاط ومرض ذي الكلاع الحميري مرضاً شديداً فتوفي في منطقة مربوط بمصر وتم دفنه هناك فرثاه ولده شرحبيل بقصيدة جاء فيها

عجبت ليومك ماذا فعل

وسلطان عزك كيف انتقل 

فاسلمت ملكك لا طائعاً

وسلمت للامر لما نزل

فلا تبعدن فكل امرئ

سيدركه بالمنون الاجل 

لقد كنت بالأمس ذا قوه

لك الدهر بالعز عان وجل

بلغت من الملك أعلى المنى

نقلت وعزك ما انتقل 

فطحطحت بالشرق افاقه

وجرت من الغرب حرب الدول 

وحزن المسلمين على رحيل ذي الكلاع الحميري قائد كتائب حمير حزناً شديداً فقد كان من اواخر ملوك حمير العظماء الذين رفعوا رايه الإسلام، وانتقلت مرتبه الزعامه إلى ابنه شرحبيل بن سميفع ذو الكلاع وهو الذي شهد موقعه صفين ومات فيها ثم كان ابنه حيوه بن شرحبيل بن ذي الكلاع من كبار زعماء الشام في خلافه معاوية، وقد اورد بعض المؤرخين ان ذي الكلاع مات في صفين وهو خطأ فإنما كان موته في مصر قبل صفين بعشر سنوات. 

يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول 

تأليف محمد حسين الفرح 

تقديم :رياض الفرح 

الشخصيه القادمه ابرهه بن الصباح الحميري أحق الناس بالخلافة لو كانت بالشرف. القاكم على خير إن شاء الله
إقرأ المزيد عن الحارث بن عبد كلال ذو رعين على الرابط التالي
https://ralfareh.blogspot.com/2019/05/blog-post-alhareth.html