من هو إبرهه بن الصباح الذي فرش له الرسول ردائه
احد الصحابة من أبناء ملوك اليمن التبابعة فرش له رسول الله صل الله عليه وسلم ردائه تكريماً له هو القيل إبرهه بن شرحبيل الصباح بن ابرهه بن الصباح بن شرحبيل بن لهيعه بن مرثد الخير بن ينكف ينوف بن شرحبيل شيبه الحمد بن معدي كرب بن مصبح بن عمرو بن الحارث ذي أصبح بن مالك بن زيد بن قيس بن صيفي بن حمير الأصغر بن سبأ الأصغر، وفي جده ابرهه الاول بن الصباح قال الشاعر لبيد عن سهام المنايا
وغلبن ابرهه الذي الفينه
قد كان يخلد فوق غرفه موكل
موكل عاصمة الاقيال من ال الصباح
وكانت موكل عاصمه اذوائيه القيل ابرهه بن الصباح ومقر ملوكيته، وتقع اليوم في مديرية صباح بمنطقة رداع ولم تزل موكل من مدن الحضارة ومن ديار التبابعه ثم الملوك ثم الاقيال العظماء حتى الجاهلية وكانت الوفود تقصد ابرهه بن الصباح من أرجاء الجزيرة العربية قال الشاعر
وعلى الذي كانت بموكل داره
يهب القيان وكل أجدد شاح
وينطبق ذلك على ابرهه بن الصباح الاول كما ينطبق على حفيده الصحابي ابرهه بن الصباح الثاني، وتجدر الإشارة إلى أن اسم ابرهه لفظ ونطق سرياني وحميري قديم لإسم إبراهيم فمعنى اسم أبرهه هو إبراهيم،
إسلام إبرهه بن الصباح واقيال حمير
أسلم ابرهه بن الصباح الحميري في اليمن في أواخر سنه 8 للهجره عندما بعث رسول الله صل الله عليه وسلم عندما بعث جرير بن عبدالله البجلي إلى الحارث بن عبد كلال وسميفع ذي الكلاع الحميري وأقيال واذواء حمير، وكانت زوجه ذي الكلاع الحميري هي بنت القيل ابرهه بن الصباح الحميري،
إبرهه في موكب رسول الله
في سنة 10 للهجره انطلق ابرهه بن الصباح من مدينه موكل مع وفود اقيال حمير إلى رسول الله في المدينه المنوره فلما دخلوا إلى المسجد النبوي فرش رسول الله ردائه لابرهه بن الصباح تكريماً له ليجلس عليه وقال رسول الله لأصحابه إذا اتاكم كريم قوم فأكرموه وهذا كريم قومه، فمكث ابرهه بن الصباح فتره في المدينه بصحبة رسول الله ومعه اثنين من ابنائه هما ابو شمر وكريب ثم عادوا إلى اليمن.
مشاركه إبرهه واقيال حمير في فتح الشام و مصر
في سنه 13 للهجره في خلافة عمر بن الخطاب كان ابرهه بن الصباح الحميري واولاده من الذين استجابوا لاستنفار فتح الشام والعراق فشهدوا فتح دمشق والرمله بفلسطين ثم العراق واستقر بعض أولاده في الشام ومنهم كريب بن ابرهه وانتشرت ذريته في دمشق والكوفه وفلسطين ويسمون بنو كريب، كما استقر معدي كرب بن ابرهه وانجب يريم بن معدي كرب وكان سيد حمير بالشام، وفي سنه 19 للهجره كان ابرهه بن الصباح الحميري واربعه من اولاده هم كريب وابو شمر ومعدي كرب وشرحبيل وكان يلقب بيكسوم ، كانوا في الجيش الذي خرج لفتح مصر بقياده عمرو بن العاص وكان ابرهه بن الصباح الحميري من الذين شهدوا
اختطاط وتأسيس مدينه الجيزه بمصر مع العديد من القبائل اليمنية الحميرية وكانت لهم بها خطه اي قسماً في الجيزة وكانت عشائر ذي اصبح وعشيره الصباح يداً واحده وعميدهم جميعاً ابرهه بن الصباح، وكان ابو شمر بن ابرهه من قاده الجيش الذي فتح بلاد النوبه وجهات السودان سنه 31 للهجره، وفي سنه 35 للهجره كان ابرهه بن الصباح الحميري قد بلغ من العمر عتيا فتولى القيادة ابنه الاكبر ابو شمر ولما حدثت الفتنه الكبرى بين المسلمين بعد مقتل الخليفه عثمان بن عفان واستخلاف على بن أبى طالب و انقسام المسلمين كان ابو شمر بن ابرهه بن الصباح من القاده مع على بن أبى طالب رضي الله عنه وقد ورد ان علي كان في بعض اصحابه يحدثهم قائلاً ثلاث قبائل هم اقدم العرب جرهم وهم بقيه عاد، وثقيف وهم بقيه ثمود، وأقبل أبو شمر بن ابرهه فقال علي وقوم هذا وهم بقية تبع، وكان مقتل ابو شمر في موقعه صفين في جيش علي بن أبي طالب سنه 37 للهجرة بينما كان اخوه كريب بن ابرهه مع جيش معاويه ومع الذين دعوا إلى تحكيم كتاب الله وإيقاف الحرب وتم الاتفاق على التحكيم واختيار عمرو بن العاص وابو موسى الأشعري كمحكمين، ولما التقى الحكمان في رمضان سنه 38 للهجره بدومه الجندل قال ابو موسى الأشعري مقولته المشهوره ( لو كانت الخلافة تُستحق بالشرف لكان احق الناس بها ابرهه بن الصباح فإنه من أبناء ملوك اليمن التبابعة الذين ملكوا مشارق الأرض ومغاربها) و حينها كان القيل ابرهه بن الصباح الحميري كبيراً بالسن وكان له أبناء وأسره في كل من مصر والشام وقضى أيامه الأخيرة في الشام وتوفي فيها رضي الله عنه بداية عصر الامويين.
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول
تأليف محمد حسين الفرح
تقديم :رياض الفرح