سواد بن قارب الدوسي الكاهن الأول إسلاماً
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

سواد بن قارب الدوسي الكاهن الأول إسلاماً


سواد بن قارب الدوسي ،يمانيون في موكب الرسول

من أوائل اليمانيين السابقين إلى الإسلام والذين قدموا على رسول الله صل الله عليه وسلم بمكه قبل الهجرة هو الكاهن سواد بن قارب الدوسي الازدي من اشراف اليمن في حاضره دوس بمنطقة السراه في أعالي اليمن 
كان سواد بن قارب من أعلم أهل وقته , وأشهرهم في الكهانة والشعر , ومن أطولهم باعاً في جميع المكارم , وكان له مقام رفيع في قومه دوس وعند العرب , وقد اشتهر في الإصابة في التعبير , ويروى أنة خرج خمسة وجهاء من قبيلة طي يريدون سواد بن قارب ليختبروا علمه , فلما قربوا من دياره في السراة , قالوا ليخبأ كل واحد منا خبيئا , ولا يخبر به أصحابه , لنسأل سواد عنه , فإن أصاب عرفنا علمه , وأن اخطأ ارتحلنا عنه . فخبأ كل واحد منهم شيئا , ثم ذهبوا إلى سواد وأهدوا إليه إبلا وطرفا من طرف الحيرة , فاستقبلهم أحسن استقبال ونحر لهم النياق , فلما انتهت أيام الضيافة , سألوه عما خبئوه , فأخبرهم بالأشياء المخبأة , فصدقوه ثم ارتحلوا عنه بعد أن ظهر لهم أن ما قيل لهم عنه لا يساوي شيئا مع سعة علمه وتبصره بالأمور وانتشر نبأ سواد مع وجهاء طي وقالوا انت اعلم من تحمل الأرض فكان عدد الكهان عند العرب يزيد عن عشره وكان سواد اعلمهم واشهرهم جميعاً في الجاهلية، ولما بعث الله تعالى رسول الله صل الله عليه وسلم وفي السنوات الأولى للبعثه أتى النبأ إلى سواد وسمع صوت يقول له قم يا سواد بن قارب وأسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل فقد بُعث نبي من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته وأن يسير اليه فهو النبي المنتظر وتكرر ذلك الصوت عليه ثلاث ليال، فخرج سواد إلى مكه في السنه الثالثه للبعثه و لقي رسول الله وهو مع جماعه من الصحابه فلما رأه رسول الله قال : مرحباً ياسواد بن قارب قد علمنا ما جاء بك فسلم سواد على رسول الله ونطق بالشهادتين وَأَخْبَرْه الْخَبَرَ ، وقال يارسول الله قد قلت شعراً فاسمع مقالتي فَقَالَ له الرسول : " إِذَا اجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ فَأَخْبِرْهُمْ " . فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قام سواد وانشد قائلاً:
أَتَانِي نَجِيٌّ بَعْدَ هَدْءٍ وَرَقْدَةٍ
 وَلَمْ يَكُ فِيمَا قَدْ بَلَوْتُ بِكَاذِبِ 
ثَلاثُ لَيَالٍ قَوْلُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ
 أَتَاكَ رَسُولٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ 
فَشَمَّرْتُ عَنْ ساقي الإِزَارَ وَوَسَطَتْ
 بِيَ الذِّعْلَبُ الْوَجْنَاءُ بين السَّبَاسِبِ 
فاشهد أَنَّ اللَّهَ لا رَبَّ غَيْرُهُ 
وَأَنَّكَ مَأْمُونٌ عَلَى كُلِّ غَائِبِ
 وَأَنَّكَ أَدْنَى الْمُؤْمِنِينَ وَسِيلَةً 
إِلَى اللَّهِ يَا ابْنَ الأَكْرَمِينَ الأَطَايِبِ
 فَمُرْنَا بِمَا يَأْتِيكَ يَا خَيْرَ مُرْسَلٍ 
وَإِنْ كَانَ فِيمَا جَاءَ شَيْبُ الذَّوَائِبِ
وكن لي شفيعاً يوم لاذو شفاعه
سواك بمغنٍ عن سواد ابن قاربِ
ففرح الرسول صل الله عليه وسلم واصحابه بمقالته وقال رسول الله أفلحت يا سواد، ومكث سواد فتره مع رسول الله بمكه وتعلم وحفظ ما نزل من القرآن وشرائع الإسلام ثم عاد إلى منطقته السراه في اليمن واشترك مع الطفيل وغيرهم من الصحابة في دعوة الناس للإسلام، ولما توفي رسول الله صل الله عليه وسلم كان لسواد موقف عظيم في الثبات على الإسلام وحث قبيلته ومنطقته على التمسك بالإسلام، واستقر في دوس حتى استنفر عمر بن الخطاب الناس للجهاد ضد الفرس بالعراق فسار سواد مع الفرسان الذين قدموا من اليمن وعندما قابل عمر قالو له هذا سواد بن قارب الذي أتاه رئيه بظهور رسول الله صل الله عليه وسلم فدعاه عمر وسمع منه ذلك الخبر والشعر الذي قاله حين قدم على الرسول في مكه، فقال له عمر إنما كنت اريد ان اسمع ذلك منك ياسواد فهل يأتيك رئيك اليوم، فقال اما منذ قرأت القرآن فلا، ونعم العوض كتاب الله عزوجل، ثم خرج سواد مع من خرجوا للجهاد في العراق واستقر في البصرة ومات فيها سنه 15 للهجره، رضي الله عنه وارضاه.. 
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول 
تأليف محمد حسين الفرح 
إعداد رياض الفرح 
الشخصيه القادمه .عسكلان بن عواكن الحميري اول خواص المؤمنين . القاكم على خير إن شاء الله

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية