ابو هريرة بن صخر الدوسي حافظ أحاديث رسول الله
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ابو هريرة بن صخر الدوسي حافظ أحاديث رسول الله


ابو هريرة، يمانيون في موكب الرسول

من اعلام الصحابة اليمانيين خالدين الذكر عبر الأزمنة والعصور و من اكثر الصحابة حفظاً ورواية للحديث ومن اكثر الصحابة الذين تعرضوا للتشكيك من قبل بعض ذوي الأهواء في شخصيته الفذه وتاريخه المجيد بهدف التشكيك بالسنه النبويه وخاصة من بعض غلاه بعض المذاهب الذين حاولوا النيل منه في كتبهم منذ العصر العباسي وما زالوا إلى اليوم،
هو عبدالرحمن بن صخر عامر بن عبد ذي الشرى بن طرف بن منبه بن سعد بن ثعلبه بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ودوس من ارض السراه العليا باعالي اليمن، وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس وكنيته ابو هريرة وأسماه رسول الله صل الله عليه وسلم عبدالرحمن، كان من أوائل من اسلموا من دوس على يد الطفيل بن عمرو الدوسي ذو النور قبل الهجرة في السنه الرابعه للبعثة النبوية، و لما يأس الطفيل منهم شد الرحال إلی رسول الله ومعه ابو هريره  فالتقی به وأخبره بأعراض دوس عن الإستجابة للإسلام وقال يارسول الله إن دوسا عصت فادعو الله عليهم فنظر الرسول الى ابو هريرة فقال له مما انت فقال من دوس فوضع يده على جبهه ابو هريره وقال ما كنت أرى أن في دوس رجل فيه خير وهو تذكير للطفيل بان ابو هريرة من رجال دوس الذين فيهم خير ثم رفع رسول الله يده إلی السماء وقال اللهم اهد دوسا وائت بهم مسلمين، واخبر ابو هريره رسول الله بانه دعى امه فلم تسلم فدعى لها رسول الله وقال اللهــــم اهدى ام ابي هريرة، ثم عاد الطفيل وابو هريره إلى دوس وفعلا أسلمت قبيلة الطفيل الواحد تلو الآخر وكان منهم جندب بن عمرو بن حممه الدوسي فكان الطفيل وابو هريرة وجندب يدعون للإسلام في حاضره وقرى دوس ببركة دعاء رسول الله صل الله عليه وسلم، ثم عاد الطفيل وابو هريره إلى رسول الله في مكه واخبروا رسول الله بان الإسلام بدأ ينتشر في دوس واخبر ابو هريرة رسول الله بان الله استجاب دعائه وان امه قد اسلمت وسأله ان يدعو الله ان يحببه وامه للمؤمنين فقال رسول الله (اللهم حبب عبيدك هذا وامه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليها) وكانت قريش قد صعدت من معاداتها للرسول صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الطفيل الهجرة إلى اليمن حيث قال له الطفيل يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعه يعني ارض دوس، ولم يرغب رسول الله في الهجرة إلى اليمن، فعاد الطفيل وابو هريرة إلى دوس وكانوا يتابعون أخبار رسول الله ويدعون إلى الإسلام في مناطقهم حتى هاجر رسول الله إلى المدينة فهاجرت اليه قبيله دوس مع عائلاتهم وهو بخيبر في سنه 7 للهجره وقد كان تاخرهم من اللحاق برسول الله بسبب معاداه قريش وكانت الطريق غير امنه كما انه حدثت قضيه ثار بين قريش و دوس في تلك الفترة مما ضاعف المخاطر فلما تم عقد صلح الحديبية وتامنت الطريق وفدت على رسول الله اغلب قبائل اليمن وكان من اوائلهم قبيلة دوس، وقد كان أبو هريرة يتيم الاب ومن اسره متوسطة الحال فكان يرعى غنم اهله ثم كان يعمل مع تجار دوس مما اتاح له معرفة واسعه، وعند قدوم ابو هريرة إلى المدينة كان معه زوجته وبنته اما والدته وهي ميمونه بنت صبيح فاسلمت وماتت في اليمن، ولم يرغب ابو هريرة في النزول عند احد في المدينه فسكن الصفه لفتره قصيره والصفه كانت مكان مخصص في مؤخره المسجد النبوي مخصصه للفقراء والمسافرين وعمل اجيراً عند بسره بنت غزوان اخت عتبه بن غزوان الذي تولى اماره البصره في خلافة عمر بن الخطاب ثم تزوجها ابو هريرة فيما بعد، وكان ابو هريرة يتمتع بموهبه عظيمه في الحفظ فمنذ هجرته واستقراره بالمدينة استفرغ جهده في سماع واستيعاب وحفظ كلام الرسول صل الله عليه وسلم وكان يحرص على ان يسمع منه ويسأله عن أشياء لا يسألها غيره من الصحابة فبلغ من العلم بالاحاديث النبويه مالم يبلغه احد من الصحابة وورد عن زيد بن ثابت ان ابا هريرة دعى الله علم لا ينسى وهم في المسجد النبوي بصحبة رسول الله فامن الرسول على دعائه، ولقد شهد ابو هريرة مع رسول الله صل الله عليه وسلم الغزوات منذ يوم خيبر فشهد عمره القضيه وغزوه مؤته وشهد فتح مكه وغزوه حنين والطائف ومنصرفه الجعرانه ومنها  بعثه رسول الله مع العلا بن الحضرمي إلى البحرين وقال للعلاء استوص به خيراً وكان ممن ارسلهم رسول الله مع العلاء قدامه بن مظعون وأبان بن سعيد والاقرع بن عبدالله الحميري وكان رسول الله لا ينفذ امراءه وقضاته إلى الاطراف الا لقبض الصدقات وتبليغ احكام الشرع فكان ابو هريرة يؤذن للصلاه في ارض البحرين في اول مسجد بناه العلاء في منطقه هجر كما كان يقوم بتفقيه الناس في أمور دينهم واستمر ابو هريرة رضي الله لمده سنه كامله في البحرين عاملاً لرسول الله تحت اماره العلاء بن الحضرمي وفي سنه 9 للهجره بعث رسول الله إلى العلاء والمنذر بن ساوي بإرسال الجزيه والصدقه فتم جمعها وتسليمها لابو هريرة وقدامه بن مظعون الذين وصلوا بها إلى رسول الله بالمدينة، ثم لازم ابو هريرة رسول الله ولم يفارقه بعدها وفي ذي الحجة سنه 9 للهجره بعث الرسول ابو بكر الصديق أميراً على الحج وبعد خروجهم من المدينه نزلت على رسول الله سورة براءة فبعث الرسول علي بن أبي طالب ليقراء السوره على الناس وبعث معه ابو هريرة واستمر ابو هريرة في ملازمة رسول الله حتى وفاته صل الله عليه وسلم، وبلغت فتره صحبته ثلاث سنوات وكان حريصاً على ان يسمع منه فلما توفى رسول الله كان ابو هريرة هو حافظ أحاديث الرسول واكثر من سمع احاديث وخطب رسول الله مع من سمع من الصحابة وما لم يسمعوه فأما الذي سمعه مع غيره من الصحابة فقد حفظه ابو هريرة ونساه الذين ليس لهم موهبة الحفظ وكذلك حفظ مالم يسمعه غيره وسأل هو عنه وترتب على ذلك مسؤولية عظيمه وهي تعريف الناس والاجيال بأحاديث وسنن رسول الله والتي استمر يحدث الناس بها بعد وفاة رسول الله وبلغ إجمالي الاحاديث النبوية  التي رواها 5374 اتفق البخاري ومسلم على 326 حديثاً واخذ عنه 800 رجل من أهل العلم من الصحابة والتابعين،
وفي خلافة ابو بكر الصديق كان ابو هريرة مع العلاء بن الحضرمي في البحرين لمحاربة حركه الرده التي حدثت في بعض مناطق البحرين ومحاربة ما تبقى من التواجد الفارسي، ولما تولى الخلافة عمر بن الخطاب استمر ابو هريرة نائباً للعلاء بن الحضرمي في البحرين وشارك في معركه نهر اليرموك وفتح الشام فلما عزل عمر العلاء تم تكليف قدامه بن مظعون بولاية البحرين وتولى ابو هريرة القضاء والصلاة ثم عزل عمر قدامه وكتب عمر لابو هريرة بولايه البحرين واليمامه ومكث والياً عليها من سنه 20 إلى سنه 22 للهجره، وكان عمر بن الخطاب شديداً على الامراء والعمال فكان يعزلهم إذا تبادر إليه اي شك فيهم فتم إستدعاء ابو هريرة إلى المدينة وعزله عن إمارة البحرين فلما تأكد منه حول مال له كان قد اتجر به طلب منه عمر  العودة لولاية البحرين مره ثانية فرفض ابو هريرة واستقر في المدينه وكانت فتره خلافة عمر بن الخطاب فتره حروب وفتوحات في الشام ومصر والعراق وبلاد فارس وكان نطاق رواية الحديث النبوي ظئيلاً ومحدوداً حيث كان عمر يوجه الناس للاهتمام بالقرآن والاقلال من روايه الحديث مخافة انشغال الناس بالحديث عن القرآن إلا فيما يعمل به فلما بلغه ان ابو هريرة يروي للناس أحاديث رسول الله قال له لتتركن الحديث او لالحقنك بارض دوس فامتنع فتره ثم عاد يحدث الناس فأرسل  عمر  يطلبه، وقال له عمر: «كنت معنا يوم كنا مع رسول الله في بيت فلان؟»، فقال أبو هريرة: «نعم، وقد علمت لأي شيء سألتني»، فقال عمر: «ولم سألتك؟»، فردّ أبو هريرة قائلاً: «إن رسول الله قال يومئذ: من كذب علي متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار»، فقال عمر: «أما لا، فاذهب فحدّث» فأنت كنت الزمنا لرسول الله واحفظنا لحديثه وهي إجازة من عمر بن الخطاب لأبي هريرة برواية الأحاديث ولكن في حدود ما يعمل به، وبعد وفاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتولى عثمان بن عفان بدأ ابو هريرة بالحديث بشكل واسع فالتف حوله طلاب العلم وكان الناس يأتون إلى بعض كبار الصحابة ليسألونهم عن حديث وسنه رسول الله فيدلونهم إلى ابو هريرة فيأتون إليه في بيته او في المسجد، ولهذا قال ابو هريرة بعد وفاة عمر بن الخطاب إني لأحدث أحاديث لو تكلمت فيها في زمن عمر لشج رأسي، ولما حاصر الناقمون عثمان بن عفان رضي الله وحاصروه في داره توجه العديد من الصحابة والتابعين للدفاع عنه فكان منهم الحسن والحسين و ابو هريرة وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير وقرابه سبعمائة من المهاجرين والأنصار، فاقسم عليهم عثمان ان يعودوا إلى منازلهم حتى يقضي الله أمره فلما انسحبوا تسلل بعض الناقمين إلى دار عثمان بن عفان رضي الله عنه وقتلوه سنه 35 للهجره وبمقتله وقعت الفتنه الكبرى بين المسلمين وانقسم الصحابة وانقسمت الأمه، وقد زعم بعض أدعياء التشيع في العصر العباسي الاخير بأن ابو هريرة كان مع معاوية ومع الذين عارضوا وحاربوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وانساق خلفهم العديد من الكتاب والمؤرخين اللاحقين ولكن ذلك غير صحيح فقد كان ابو هريرة من الصحابة الذين بايعوا علي بن أبي طالب بالخلافة في المدينه عن يقين بأن علي افضل من يتولى الخلافة بعد عثمان حيث تدل المصادر الموثوقه بأن ابو هريرة لم يغادر المدينة منذ مقتل عثمان ومبايعه علي بن أبي طالب ولكنه اتخذ موقفاً معارضاً للاقتتال بين الصحابه، اما الذين عارضوا علي بن أبي طالب وحاربوه فخرجوا من المدينة والتحقوا بمعاويه في الشام واشتركوا في المعارك، واعتزل الجميع سبعه من الصحابة في المدينه فلم يبايعوا علي بن أبي طالب، ولما استتب الامر في الشام ومصر لمعاويه سنه 40 للهجره أرسل بسر بن أبي ارطأه بجيش إلى المدينة ليأخذ له البيعه وكان عامل علي بن أبي طالب في المدينه هو ابو أيوب ففر ابو أيوب ولحق علي بن أبي طالب في الكوفه فدخل بسر بجيشه إلى المدينة ولم يقاتله أحد فبايع معاويه جميع من في المدينه وقال لهم قد استخلفت عليكم ابا هريرة فاياكم وخلافه ثم خرج بسر بجيشه إلى مكه ثم اليمن   لاخذ البيعه لمعاويه، ولما بلغ علي بن ابي طالب خبر بسر ارسل جيش بقياده جاريه بن قدامه السعدي فلحق ببسر بن ارطأه إلى نجران ثم عاد إلى مكه وأثناء ذلك في 21 رمضان سنه 40 للهجره استشهد امير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه على يد أبن ملجم احد الخوارج فواصل جارية بن قدامه مسيره إلى مكه ثم المدينه وأخذ البيعه منهم للحسن بن علي ثم عاد إلى الكوفه وفي سنه 41 للهجره قدم معاوية من دمشق إلى الكوفه
و بايعه الحسن بن علي واصحابه فاجتمع امر الخلافة لمعاويه وسمي ذلك العام عام الجماعة،
فولى معاوية ابو هريرة على المدينه حتى اواخر سنه 42 ثم عين معاوية مروان بن الحكم على المدينه حتى سنه 46 ثم عين ابو هريرة مره أخرى وجعل مروان نائبا لابو هريرة وفي سنه 49 للهجره توفي الحسين بن علي رضي الله عنه ووقف ابو هريرة في المسجد يقول للناس بأعلى صوته ايه الناس مات اليوم حب رسول الله فابكوا وروى ابو هريرة انه سمع رسول الله ومعه الحسن والحسين وهو يقول من احبهما فقد احبني ومن ابغضهما فقد ابغضني، فأرادو دفنه في الحجره بجوار رسول الله فعارض ذلك مروان بن الحكم  فقال ابو هريرة لمروان والله ماانت بوالي وان الوالي لغيرك فدعهم يدفنوه ولكنك تدخل فيما لا يعنيك انما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك؟  يعني معاويه فتسلح مروان وبنو اميه وقالوا لا ندعه يدفن مع رسول الله أيدفن عثمان بالبقيع ويدفن الحسن بن علي بالحجره وتسلح الحسين بن علي وكادت ان تقع فتنه فأشار سعد بن أبي وقاص وابو هريرة وعبدالله بن عمر على الحسين ان لا يقاتل فامتثل لهم ودفن اخاه في البقيع جوار امه فاطمة الزهراء، وبعدها قام معاوية بتوليه سعيد بن العاص بن اميه أميراً على المدينه، وفي سنه 50 للهجره حج معاوية وزار المدينة وعزم على تحويل المنبر النبوي من المدينة إلى دمشق وان يأخذ العصاء التي كان رسول الله يمسكها في يده إذا خطب فقال له ابو هريرة وجابر بن عبدالله يا امير المؤمنين نذكرك الله ان تفعل هذا فان هذا لا يصلح أن يخرج المنبر من موضع وضعه فيه رسول الله وان تخرج عصاه من المدينة فالتزم معاوية ذلك، وقد ورد انه في سنه 56 للهجره
خرج معاوية للحج واخذ البيعة لابنه يزيد بولايه العهد فكان من اخر أنباء ابو هريرة انه لما سمع بذلك وقف خطيباً على منبر رسول الله وقال ويل للعرب من شر قد اقترب ويل لهم من إمارة الصبيان، يحكمون فيهم بالهوى ويقتلون بالغضب،، وفي سنه 58 للهجره توفيت ام المؤمنين عائشة وصلى عليها ابو هريرة، وفي اواخر سنه 59 للهجرة توفي الصحابي الجليل ابو هريرة بن صخر الدوسي رضي الله عنه عن ثمان وسبعين سنه..
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول
تأليف محمد حسين الفرح
إعداد رياض الفرح
الشخصيه القادمه سواد بن قارب الكاهن الاول إسلاماً .. القاكم على خير إن شاء الله

عن الكاتب

رياض الفرح باحث في تاريخ اليمن القديم مهتم بالآثار والنقوش المسندية متابع لتكنولوجيا الاتصالات وتطبيقات الجوال

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية