في الذكرى الثانية لوداع عميد الشهداء عبدالرحمن عبدالله الكهالي
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

في الذكرى الثانية لوداع عميد الشهداء عبدالرحمن عبدالله الكهالي


في الذكرى الثانية لوداع عميد الشهداء عبدالرحمن عبدالله الكهالي

مجزرة الصاله الكبرى صنعاء




سيظل الثامن من أكتوبر ذكرى أليمه في ذاكرة الشعب اليمني ووصمه عار تلاحق نظام آل سعود وتحالفهم المشؤوم بعدوانهم على اليمن أرضاً وانساناً والذي تمادو فيه حتى اهلكو الحرث والنسل وإرتكابهم لجرائم حرب يستحقون عليها المثول في  محكمة الجنايات الدولية ففي ضل شريعة الغاب التي نعيشها في القرن الواحد والعشرين إلا ان هناك قوانين وتشريعات وضعت حتى للحروب، ولكنهم استحلو كل محرم بعدوانهم على الشعب اليمني واستخدامهم جميع انواع الاسلحة المحرمه دولياً، وعديده هي المجازر التي ارتكبوها في حق أبناء اليمن ولعل أكثرها بشاعه ودنائه مجزرة القاعة الكبرى والتي ادانها المجتمع الدولي حيث أنها لا تمثل أي هدف عسكري ولكن وفي ضل غياب العدالة الدولية المزعومة ولهث المجتمع الدولي وراء المال السعودي المدنس تجاهلوها ولكن الشعب اليمني لم ولن ينساها لهم،

ولعل مجزرة القاعة الكبرى تذكرنا بتاريخ آل سعود الدموي الاسود منذ قيام دولتهم حيث قامو بقتل الحجاج اليمنيين العزل في حادثة تنومه المشهورة عام 1923م وراح ضحيتها أكثر من 3000 حاج يمني؟ فهل رأيتم أسوأ من هؤلاء القوم عبر التاريخ، ليعود التاريخ ويكرر نفسه في الثامن من أكتوبر 2016م باستهدافهم اكبر قاعه عزاء لآل الرويشان في القاعة الكبرى بصنعاء راح ضحيتها أكثر من 800 شخص بين شهيد وجريح وفي اغلبهم من اهم القيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية والمدنيين من خيرة رجالات اليمن.
وقد كان أحد ضحاياها الأب والاخ والصديق العميد عبدالرحمن عبدالله الكهالي والذي عرفته منذ نعومه اظافري رجلاً يأسرك بأخلاقه وتواضعه والذي ارتقى إلى ربه تاركاً فراغاً كبيراً في حياه اهله وأصدقائه ومحبيه فقد كان كالبدر الذي نفتقده في الليالي الحالكه السواد فبرغم أهمية منصبه إلا أنه لم يعش يوماً حياه الترف والقصور ولكنه اختار حياة البساطة والقناعة والكرامة والاكتفاء الذاتي والسير على درب الشرفاء الأنقياء جندياً مجهول في خدمة هذا الوطن.
عميد الشهداء عبدالرحمن عبدالله الكهالي حميري المولد والمنشاء يمنط الهوى عربي الهوية وطني الفكر قومي التوجه والرؤية إتصف بسمو الروح وعزه النفس نقي الكلمه صافي السريره وفي الطباع يتصف بمكارم الأخلاق، كل من عرفه يأسره ببشاشة محياه وابويه توجيهاته ونصائحه لا تشعر معه بفارق السن وهو يضحك مع هذا ويطمئن على ذاك ويتلمس حاجته،
جمعته علاقة طيبه مع اهل قريته ومسقط رأسه الاجلب بمديرية الرضمه علاقة حميمه مع الكبير والصغير استمدها من عراقه اسرته المشهود لها بالعلم والتواضع فبرغم ابتعاده عن القريه واستقراره في العاصمه الا أنه لم يقصر او يتنكر او يتنصل عن مسؤلياته تجاههم فتراه متجاوب مع كل من ابتهج فيهرع لمشاركتهم افراحهم او مبادراً لمد يد العون لكل من اصابه كرب لتقديم واجب العزاء والمواساة ناهيك عن تقديم يد العون والمساعدة لكل من زار العاصمه من اهالي المنطقه سوءاً للدراسه او البحث عن عمل وقد لمست ذلك منه شخصيا رحمه الله اثناء دراستي الجامعيه وزياراتي المتكرره له مع رفيقي انور عبدالوهاب الكهالي ابن اخته والذي تربينا سويا في منزلهم منذ الطفوله فكان ما ان تقابله حتى تشعر بعطف الاب وشوق الصديق ولهفه الملتاع لرياح قريته وعند الخروج من زيارته يخجلك بكثره الحاحه عليك بلمكوث عنده او اخذ موعد بتكرار الزياره فاذا انقطعت عنه لفتره تراه يتابع اخبارك من الاهل والاقارب لقد كان خير معين لي وللكثيرين غيري من ابناء المنطقه.
صوته يتردد على سمعي وصدى حنينه ينعش ذاكرتي في كل مكالمه هاتفيه معه نسترسل   بالحديث ويودعني بوعد القدوم مع الاولاد في اقرب فرصه للزياره كان اخر حديث لي معه قبل رحيله باسابيع كان يتقصئ مجريات نزاع بين احد الاطراف في القريه ويقترح الحلول واستعداده للتعاون مع الوالد الشيخ عبدالله عبدالكريم الفرح لحل النزاع هكذا كانت علاقته الاجتماعيه مع المحيط البعيد عنه رحمه الله كذلك كانت علاقته في محيط عمله ومع رجالات الدوله وعلاقته الدوليه بحكم عمله مع السفارات الاجنبيه فقد جمعته علاقه طيبه وسيره عطره مع الجميع.....لقد مثل رحيله مع كوكبه من قيادات الدوله فاجعه بكل المقاييس لليمن..واتذكر ذلك اليوم المؤلم والذي كنت فيه مع الوالد اطال الله في عمره على موعد للخروج من المستشفى بعدوعكه صحيه المت به وعند خروجنا عرف انهناك عزاء لال الرويشان في القاعه الكبرى فقال نذهب لزيارتهم فاقنعناه بان الوقت غير مناسب ولنتوجه الى المنزل وما ان وصلنا حتى سمعنا فاجعة قصف القاعه الكبرئ من قبل العدوان وكان اول من اعلنت عنه وسائل الاعلام هو الشهيد عبد القادر هلال امين العاصمة رحمه الله وان هناك العديد من القيادات العسكريه والامنيه كانو في القاعه تبادر الى ذهن الوالد السؤال عن عميد الشهداء عبد الرحمن الكهالي فقال لنا تواصلو مع عبد الرحمن اكيد انه ذهب للعزاء فالرويشان صديقه، قضينا ليله مزعجه في التواصل مع الاهل والاصدقاء ومتابعه اخبار الشهداءوالجرحئ وعرفنا ان عميد الشهداء كان قد ذهب مع احد زملائه برفقه اولاده الاثنين ولكن لم نعرف مصيرهم الا في وقت متاخر من الليل حيث عرف مصير الاولاد وانهم جرحئ يتلقون العلاج اما العميد فما يزال مصيره مجهول لم نحب ازعاج الوالد بما عرفناه مراعاه للحاله الصحيه ولكنه لم يستطع ان يغفو للنوم فكان يصحوا بين الحين والاخر ليسئل عن رفيقه وصديق طفولته وهو يقول لنا طمنوني ماهي اخبار النائب وهو الاسم الذي كانو يطلقونه على الشهيد ايام الطفوله فنقول له لا جديد ؟؟ليرد علينا بلقول عبد الرحمن خساره علينا وعلى اليمن انتم لاتعرفونه كما عرفته لقد كان اخي وصديقي وسندي تربينا معا وتقاسمنا ايامنا واحلامنا سويا .        استمر التواصل حتى الفجر لنتوجه صباحاً لمشاركه رحله البحث في المستشفيات مع المقربين للعميد وكان الامل يملئ نفوسنا ان نراه بين من يرقدون في غرف العنايه المركزه الذين اكتضت بهم مستشفيات العاصمه ولم نكن نتوقع ابدا رحيله جميعنا اهله واصدقائه وزملائه كنا نأمل عودته الينا ويحدثنا عن هول ذلك اليوم المشؤم لكن بعد مرور عشره ايام تقريبا تم التأكد من من وجود جثمانه الطاهر في مستشفى الكويت انتهى الامل وتقطعت بنا السبل في ان نراه ثانيه وبدانا باعاده شريط الذكريات و المأثر الحميده للشهيد وكاننا في الذكرى الثانيه لرحيله كما قال البردوني ،،كأنه مناد باعلى صوته قائلا مر من هنا انسان فقصو اثاره على مدارج التاريخ ،، حقا كان عميد الشهداء عبد الرحمن عبد الله الكهالي عظيما ً
،رحم الله عميد الشهداء واسكنه فسيح جناته فقد كان مميزا في كل شئ في سلوكه،وطباعه،وقناعته،وزيه،وهندامه،ونهج حياته،ومواقفه،ورؤيته،لم يبحث عن مال ولا جاه ولا سلطه ودع الحياه مؤديا لواجبه بحفاوته  المعهوده وترك خلفه ثروة لا تقدر بثمن ذكريات ومواقف لا تنسى ومأثر خالدة في الوطنية والايثار وحب الخير لوطنه ومجتمعه فذكراه عطره ما حيينا.                 عاشت ذكراك خالده يا ابا احمد يا عميد الشهداء وستبقى مشعلا وطنيا ورمزاً خالداً من خيره ما انجبت ارض اليمن.
                          رياض عبدالله الفرح 2018

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية