المناضل الشيخ عبدالكريم الفرح وآثاره الحميده في ذاكرة الاجيال
وقد تولى خلال تلك الفترة وبعدها مسئولية إدارة عدد من المديريات( النواحي والقضوات) وكان مثالاً للمسؤل الصادق الشريف ونموذجاً يحتذى به في العمل الوطني.
ومنذ مطلع السبعينات فوجئت المنطقة الوسطى بعمليات عنف وتدمير يتم توجيهها من النظام في الشطر الجنوبي من الوطن آنذاك باسم(المقاومين) و(الثوريين) والاشتراكية الماركسية وغير ذلك من المسميات بينما كان الواقع هو تدمير القرى والمنازل وقتل الأبرياء.. كانت أرجاء المنطقة الوسطى من قعطبه إلى الرياشيه و دمت و عمار و خبان و الشعر و العود وغيرها تشتعل بأعمال التخريب والانفجارات وكانت الكثير من الاسر تشد الرحال من ديارها إلى صنعاء وغيرها.. ولكن الشيخ عبدالكريم الفرح لم يكن من ذلك النوع
لقد كان يرى ان ما يقوم به هؤلاء لا يختلف عن ما كان يقوم به جحافل الظلام باسم الملكيين فكان الشيخ عبدالكريم الفرح على رأس المئات من الشيوخ والشباب في مقدمة الصفوف ضد ذلك النشاط التخريبي وفي تلك الأيام كان هناك زامل شعبي للشيخ احمد عبدالوارث الفرح تقول كلماته :
يقول أبو رازح مع كم من مكافح
سلام يا عبدالكريم
يا شيخ متسامح ويا القرن المناطح
ذي كسر الحيد الصميم
لقد كان الشيخ عبدالكريم الفرح الصخرة التي تحطمت وتقهقرت عندها أنشطة التخريب وتم بتعاون القوات المسلحة والمواطنين إعادة الامن والاستقرار إلى ربوع المنطقة الوسطى ووجد الكثير من العائدين في الشيخ عبدالكريم الفرح نموذجاً للتسامح كما وجدوه من قبل نموذجاً للصمود فنال إحترام الجميع وكان كبيراً في نظر الجميع كما كان منذ الدفاع عن الثورة والجمهورية إلى تحقيق امل الوحدة العظيم..
ولقد كان من مزاياه حبه للأدب وتقديره للادباء وكان ذا ثقافة واسعة يترفع عن الصغائر ويحرص على التواضع وقد اتيحت له الفرصة خلال الأعمال والمسؤوليات التى تولاها واحداث المنطقة الوسطى وعلاقاته الواسعة في الدولة لكي يكون ثرياً لو أراد ولكنه اعرض عن ذلك وكان كريماً سخياً فلم يختزن مالاً ولم يسع إلى المنال، فالقيمه الحقيقة للإنسان كانت عنده أكبر من ذلك، ثم عانى في السنوات الأخيرة من الضائقه المالية كما هي العادة مع كل المناضلين الشرفاء ولكنه ظل شامخاً كالطود الاشم ثم داهمه المرض بعد أن ناهز السبعين عاماً فصمد للمرض وانتقل بعده رحلات علاجية إلى الخارج ولكنه وبعد ثلاث سنوات من المرض انتقل إلى جوار ربه راضياً مرضيا،،
وفي يوم تشييع جثمانه الطاهر بقرية الاجلب مديرية الرضمه محافظة إب كان ذلك اليوم مهيباً لم تشهد له المنطقة مثيلاً من قبل فقد حضر كبار رجالات الدولة على راسهم ممثل من رئاسة الجمهورية وعدد من القيادات العسكرية و محافظي المحافظات وجمع غفير من مشايخ اليمن والمواطنين الذين توافدو من كل أرجاء اليمن فكان الشيخ عبدالكريم الفرح كما قال الشاعر :
علواً في الحياة وفي الممات
لحقاً انت إحدى المعجزات
فوداعاً أيها الراحل العظيم والجبل الشامخ وسلام عليك يوم عشت كبيراً ويوم رحلت كبيرا ويوم تبعث مع الأنبياء والصديقين والشرفاء..
من صفحة المؤرخ محمد حسين الفرح
صحيفة الثورة 15-1-1996
توثيق رياض عبدالله الفرح 2018
الله يرحمه ويسكنه الفردوس الاعلى في الجنه
ردحذفالله يرحمه ويسكنه الجنه
ردحذف