مجلة ريدان العدد 14
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

مجلة ريدان العدد 14

 

Raydan14


مجلة ريدان العدد 14


مقدمة


نحن نبعثُ تاريخَنا من جديد!! نمسح غباراً ران على صفائح الأحجار وألواح النحاس وأعواد العسيب دهوراً متعاقبة فنحيي أخبارَ أجدادنا في حياتهم اليومية في البناء والزراعة والتجارة والتشريع وصراعاتهم فيما بينهم وحروبهم مع الغزاة وعلاقاتهم بالأمم الأخرى، نقرأ ذلك كلَّه كما هو من غير تزيّد ولا تنقّص فتقابلنا بطولة وتحضر ويجبهنا ضعف وانكسار وخيانة !!

يدفعنا لذلك حب المعرفة الإنسانية وحرص على الاستفادة مما وقع لنا وبنا في غابر الأزمان لنتعلمَ و لنتعظ ونحن في سبيل النهوض من عثرة طالت وسمجت!

إن عملاً كهذا عبءٌ يلزمه جهد ومال ومادة غير أن مما يخففه عنا التفاف جماعة كرام من مؤرخين وباحثين يمانين وباحثات في أحوال عسيرة لا تخفى على أحد.

وها أنتم ترون جهودهم في بحوث تضمها دفتا “ريدان” عدداً تلو آخر، هذا… وإننا لنؤمل من باحثينا أن ينهضوا بواجب آخر حقيقٍ به أن يؤدى هو أن يتنادوا لإخراج ما بحوزة كلٍ منهم من نقوش وأن يبذلوا وسعهم في دراستها وأن يقدموا بناء عليها دراسات معمقة تربط بين شواردها وتسد الخلل في النواقص منها بلغة سليمة وأسلوب قريب غير مبتذل وروح يمانية أصيلة!

محتويات مجلة ريدان العدد 14

اولاً النقوش


نقوش من عهد ثلاثة ملوك سبئيين


شِعْرِم أَوتر بن علهان نهفان الهمداني الحاشدي

(اوائل القرن الثالث الميلادي) وقد درس نقوشه: علي الناشري ومحمد القيلي، وقد عرض الناشري سيرة شعرم عرضاً موجزاً مفيداً ذاكراً أن معظم نقوش عهده ذات طابع حربي وسياسي مع حِمْيَر وحضرموت والاحبوش وأعوانهم ويبسم وكندة وما جاورها في وسط شبه الجزيرة العربية وشمالها، ومما أورده- نقلاً عن غيره- أسر شعرم لربيعة بن معاوية ذي آل ثور ملك كندة وقحطان ونقله إلى مدينة صنعاء.

إيلي شرح يحضب الجُرَتي


(منتصف القرن الثالث الميلادي) ذلك الملك الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في عصره وقد درس فيصلُ البارد الأحداثَ التي جرت في عهد إيلي شرح وأخيه يأزل دراسة موفقة وتحدث فيها عن القوى التي نافست السبئيين في عهدهما وهم الحميريون والأحبوش ومن تمالأ معهم من القبائل اليمانية، ومما ذكره- هنا- نعرف أن الأحبوش قد وصلوا إلى أرض الرحبة (رحبة صنعاء؟) وحقل ذي القطب (يقع- وفق الباحث- غرب حراز وشرق وادي سِهام)، كما درس نقوش إلي شرح كل من هديل الصلوي وسماح البدوي ومحمد عريش وشوقي شملان، والنقوش المدروسة هنا من معبد اوام (محرم بلقيس) ما عدا نقشاً واحداً عُثـِر عليه في سوق المِحدادة بصنعاء القديمة إثر انفجار مادة سريعة الاشتعال قام بها أحد أصحاب الحوانيت بقصد البحث عن الكنوز و بعد ان انفجر به حانوته وبعد ان طُلِب منا الحضور كان «الكنز» نقشاً كاملاً من عهد ايلي شرح يحضب، وقد لفت محتواه نظري لأن مَن سطّر النقش ذكر أنه رابط في صرواح أحد عشر شهراً حذراً من الحميريين!، وكان المعهود عندنا أن يرابط السبئيون في صنعاء قريباً من نقيل يسلِح في مواجهة الحميريين أو في نعض على الجهة الموازية لمجابهة الحميريين، أما ان يرابطوا في صرواح بقلب سبأ فهذا أمر يستدعي التأمل مما جعلني اتتبع طريقاً آخر يكون في تركه خطر على السبئيين، وبعد نقاش مع استاذنا إبراهيم الصلوي تبين أن ثمة طريقاً كان يُسلك للتجارة ويمر " من ظفار الى ذمار القرن ثم الى بينون الحدا ثم جبل الاعماس و بعدها إلى بني ظبيان ثم الى صرواح"، فهذا في ظني ما قد يجعله طريقاً ربما يسلكه جيش الحميريين.

نشأ كرب

(في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي) وهو ابن إيلي شرح يحضب السابق، فقد درسها يحيى داديه وعلي صوال وعبدالله الذفيف، وفي نقش الذفيف تُذكر شعوبٌ وجهات يمانية للمرة الأولى في أنحاء عسير مثل ألمع و عزم و غلين وثرد ووهب إيل ولبأن وصغرت وبأشة وجُرَش، وإذا كان والد نشأ كرب قد خاض الحروب في الشمال والجنوب والبر والبحر خاصة حروبه مع الحميريين فإن النقوش المعروفة من عهد ابنه نشأ كرب قد قل فيها ذكر الحروب أي غلب على عهده السلم غير أن النقوش الجديدة المنشورة في عددنا هذا تبين أن نشأ كرب قد خاض حروباً ولعل في ما يتكشف من معطيات عن النقوش الجديدة ما يجعل باحثينا يعيدون النظر في مسائل من تأريخنا كانوا قد تلقوها عن الأجانب وأخذوها مأخذ التسليم ،(ومن طريف النقوش نقش من غير المنشورة هنا يذكر أن الناس في عهد نشأ كرب هذا قد اعتدوا على حرمة معبد أوام وأملاك المعبد مما يدل على فساد في الحياة العامة وضعف الملك نشأ كرب الذي كان على الارجح آخر ملك سبئي قبل ان يستولي الملكان الحميريان ياسر يهنعم وابنه شمر على الحكم في سبأ).

ثانياً قسم الدراسات

لدينا دراستان:

الاولى

علاقة اهل اليمن بفلسطين 


لعلي الناشري و تدرس علاقة أهل اليمن بالفلسطينيين قبل الإسلام من خلال النقوش المسندية ومن خلال المعطيات الأثرية والتاريخية ويرجعها الباحث إلى الألفين الثاني والثالث قبل الإسلام، ويذكر زيارة ملكة سبأ لنبي الله سليمان عليه السلام في القرن العاشر قبل الميلاد، ويقابلنا اسم غَـزّة في النقوش المسندية في سياق نصوص تجارية وأيضا في نصوص اجتماعية تذكر زيجات لتجار معينيين من اجنبيات منهن نساء من غزة.

الثانية

رحابه وقصر خوان بين الخبر والاثر


لعبدالله الذفيف ويدرس دراسة تاريخية أثرية موقع مدينة رُحابة وقصرها خَوّان (شمال صنعاء بحوالى ٢٠ كيلاً)، وينقل عن الهمداني قولَه إن رحابة أول حدود حاشد، وهذه الدراسه مسح أثري شامل للموقع مزودة بالصور وملحقة بها خريطة.

وبينما أكتب هذه السطور أشاهد على التلفاز سفينة تحترق في مياه البحر الاحمر بعد أن ا.ستهدفتها الق_وات البحرية اليمنية رداً على رفضها الحص_ار الذي فرضه اليمن على السفن المتجهة نحو موانيء العدو الصهيـ. وني في فلسطـين المحت. ـلة الذي يمعن في إبـادة أهلنا في غـزة منذ عشرة أشهر وما زال يرتكب الفظائع، كل هذا والعالم يتفرج والعرب يتخاذلون ويتآمرون، أما اليمانون فقد لبوا داعيَ الله ونداءَ الإنسانية واستهدفوا الع. دوان وفرضوا عليه حصاراً شلّ موانئه من هاهنا من بحرنا الأحمر وبحرنا العربي.

فعلاً… إننا نبعث تاريخنا من جديد!! والحمد لله أولاً وآخراً …

                     بقلم: عُبَاد بن علي الهَيّال
                    صنعاء، صفر ١٤٤٦ هجرية

رابط تحميل مجلة ريدان العدد 14


#ريدان
#الهيئة_العامة_للآثار_والمتاحف
#general_organization_of_antiquities_and_museums
#goam
#yemen
#raydan

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية