الشهيد علي عبدالمغني قائد ثورة 26 سبتمبر في اليمن
حوار خاص مع أحد أقارب ورفاق الشهيد علي عبدالمغني يتحدث فيه عن سيرة الشهيد علي عبدالمغني وعن مسير ثورة السادس و العشرون من سبتمبر المجيده ضد نظام الحكم الملكي الكهنوتي المستبد
حوار : علاء الدين الشلالي
اللواء الركن علي محمد عبدالمغني ابن عم الشهيد علي عبدالمغني وهو ممن شارك في حرب السبعين يوماً،و من مؤسسي القوات الخاصة والتي عرفت سابقاً بقوات “الأمن المركزي”,تقلد العديد من المناصب منها :,مدير أمن صنعاء,ثم مدير لأمن صعدة ومن ثم مدير أمن الحديدة,ثم قائد كتيبة الدفاع الوطني,وهو أول من وضع الأرقام العسكرية في وزارة الداخلية ,
كنت قد اجريت معه قبل وفاته رحمه الله هذا الحوار الذي يحوي معلومات قيمة،إليكم تفاصيله
أسرة الشهيد علي عبدالمغني وحياته
- كيف تحب أن تعرف الشهيد علي عبد المغني وأنت ابن عمه واقرب المقربين له ؟
الشهيد علي عبدالمغني انحدر من اسرة عظيمة النسب والحسب والجاه والنضال فهو علي بن محمد بن حسين بن أحمد يحيى علي محمد عبدالمغني زيد بن عامر، الجد الشيخ زيد بن عامر انتقل من بني حديجه في الحداء الى وادي بنا مديرية السدة محافظة إب ,وكان يملك ثروة طائلة من المال والماشية واكتسب الاراضي الزراعية الكثيرة في المنطقة وبنى له حصناً على قمة جبل الحبالي لايزال منه طابقان قائمين حتى الآن ,خلف من الابناء ثلاثة محمد وناصر ومحسن , فمحمد كان اميراً لمخلاف الجند وتوفي في الجند ودفن في جامع الجند ولايزال قبره موجوداً حتى الآن ظاهراً للعيان واليه ينسب الشهيد علي عبد المغني , وقريبه ناصر كان وزير الإمام المهدي رئيس الوزراء ومحسن كان اميراً لمخلاف الشام (محافظتي صعده وحجه حالياً )انذاك
,ايضا قريبه الشيخ ناجي محسن عبد المغني كان رجلاً ثائراً،
,اما الشهيد صالح عبدالله يحيى عبدالمغني عم الشهيدعلي عبد المغني - زوج عمته, وكان الإمام يحيى لايقطع امراً مهماً الا بعد الرجوع اليه وسأرفق لكم وثيقة من عشرات الوثائق الموجودة لدينا التي كان يوجهها الإمام يحيى ليطلب منه النصح والمشورة.
وعلي عبدالمغني هو زعيم الضباط الاحرار وقائد الثورة وهو المؤسس للتنظيم وخلاياه التي كانت نواة لتنظيم الاحرار , والتي كانت غير مترابطة ولاتعرف كل خلية عن الخلية الأخرى ,وهو من كان يصدر اوامر الثورة.
- من خلال هذا التعريف ماالذي اردت قوله ؟
اردت ان اقول إن الشهيد لم يكن فقيراً ووحيداً كما روج له البعض ,واعتقد ماقلته لكم بهذا الخصوص يكفي.
ذكريات عن الشهيد علي عبدالمغني
- حدثنا عن أبرز المواقف التي تتذكرها اليوم عن الشهيد علي عبد المغني؟
اتذكر عندما كنت انا والشهيد علي عبدالمغني بجوار سوق الملح في صنعاء قبل ثورة سبتمبر بأيام وطلبت منا المرأة المسكينة صدقة ,وقالت إن بنتها انجيت طفلاً,فأعطاها الشهيد علي عبد المغني مبلغاً من المال اتذكر ريال فرنصي وكان يعتبر مبلغاً كبيراً ,وقال لها إن شاء الله يا أمي بعد فتره ستكوني انت من يوزع الصدقة ولن تجدي من سيأخذها منك.
فسألته انا كيف يا ابن العم فرد عليّ اقسم بالله يا علي أن في اليمن ثروات ليست موجودة في باقي أنحاء الوطن العربي ,البترول النحاس الذهب كل شيء سيتم استخراجه من اليمن وسيغنى الشعب وسيشتغل الناس جميعهم.
ايضاً بعد الثورة لم يكن يعجب الشهيد علي عبد المغني تسمية اليمن الشمالي بالجمهورية العربية اليمنية وهو اول من اطلق تسمية الجمهورية اليمنية على البلد وسألته لماذا ؟فرد عليّ لو قلنا الجمهورية العربية اليمنية فستكون صنعاء وضواحيها ومن جاورها ,ولكننا نريد ان تكون الجمهورية اليمنية شاملة الجغرافية اليمنية.
- وماذا عن حياة الشهيد عبدالمغني الشخصية ؟زواجه واولاده ؟
لم يتزوج الشهيد ,فقد أجل عرسه ثلاث مرات ولدي رسائل بخط يديه يقول فيها إنه سيؤجل العرس حتى استتباب الاوضاع في البلاد ونجاح الثورة السبتمبرية ,واتذكر آخر تأجيل لعرسه كان في شهر جماد أي قبل اندلاع ثورة سبتمبر باسبوع.
ولم يحض الشهيد بأي تكريم من قبل الدولة ,فمرتبه مايزال بسيطاً برغم انه كان في درجة رئيس جمهورية ,,ام الشهيد قد توفيت ولدى الشهيد أخ واحد فقط من امه واختان شقيقتان قد انتقلتا الى رحمة الله
الكتاب الذين انصفوا الشهيد علي عبدالمغني
- كثيرون من كتبوا عن الشهيد علي عبد المغني ,وانت اقرب المقربين له ,من هم الذين انصفوا الشهيد في كتاباتهم ؟
كثيرون ومنهم اللواء الركن ناجي الاشول واللواء الركن عبدالله محمد الراعي , واللواء الركن علي علي الحيمي ,واللواء الركن عبدالله عبد السلام صبره ,واللواء حسين علي خيران ,واللواء الركن محمد علي النهمي, واللواء الركن هاشم صدقه واللواء الركن ناجي المسلي ,واللواء الركن صالح الاشول , والاستاذ محمد حسين الفرح والاستاذ عبدالباري طاهر والدكتور قادري والدكتور المغلس وغيرهم كالاستاذ محمد حسنين هيكل الذي ذكر في كتابه خريف الغضب أن العقيد علي عبدالمغني قائد الثورة استشهد في ظروف غامضة ,كما أن اللواء صلاح المحرزي ،كتب كتاباً اسماه الصمت الحائر قال إن الشهيد عبد المغني اغتالوه ليسرقوا ثورته ,وفي كتاب الصامتون يتكلمون ذكر اعضاء قيادة الثورة المصرية 23يوليو وهم :منال الدين حسين وعبداللطيف بغدادي وحسن ابراهيم ذكروا ان الشهيد علي عبد المغني قائد الثورة اليمنية والعقل المدبر لها.
والذين ذكرتهم لك هم اكثر من ذكروا مآثر وبطولات الشهيد في كتب و مقابلات صحفية وتلفزيونية واذاعية وفي مناسبات شتى.
وقد وصف الشهيد بأنه توأم جمال عبد الناصر ووصفه المقالح بأنه نابغة في الادب وفيلسوف الكلمة وكان يمكن ان يكون له شأن عظيم في الادب وغيره لكن القدر سخره لأن يقوم بالثورة ويحرر الوطن من ظلم الإمامة في الشمال والاستعمار في الجنوب وينقذ الشعب.
- بعد هذا كله هل تعتقد أن التاريخ لم ينصف الشهيد علي عبدالمغني ؟
الشعب اليمني كله كان مظلوماً والشهيد كان يحس بآلامهم وآمالهم واوجاعهم، واقول بعد مرور 52سنه على ثورة سبتمبر ,نعم الشهيد علي عبدالمغني ظلم لانه قُتل على يد من كانوا يعتقدون انهم ثوريون ,ولم يقتله العدو,والذي حصل عندما قامت الثوره ان علي عبد المغني هو القائد الحقيقي للثورة وكان كل شيء في يده ,ولمن لا يعرف انه كان هناك قيادتان القيادة العليا للثوره ,ومجلس قيادة الثورة ,والشهيد علي عبد المغني كان هو القائد الاعلى للقيادة العليا للثورة ,وكان عضواً في مجلس قيادة الثورة وكان هناك جزيلان وضيف الله ,ومحمد فرح ,والجائفي ,هم اعضاء مجلس قيادة الثورة ,وقبل الثورة انطلق الشهيد علي عبد المغني الى محافظة مأرب والتقى بعدد من مشائخ واعيان مأرب ,وقال ياجماعه احنا الآن سنقوم بثورة ضد نظام الإمام ,فقالوا نحن موافقون ,فرد عليهم يجب ان تحافظوا على منطقتكم,نخشى ان يدخل البعض عن طريق الاستعمار البريطاني لأن المناطق الجنوبية مؤمنة ومنها تعز وإب ووعدهم انه عندما تستتب الاوضاع سيعطيهم السلاح والمال ومايلزم وعليكم ان تجندوا الشباب للدفاع عن بعض المواقع التي تخضع لسلطاتكم ونفوذكم ,فوعدوه بتنفيذ ماطلب.
قصة استشهاد القائد علي عبدالمغني
- حدثنا عن الظروف الغامضة لمقتل الشهيد علي عبد المغني؟
بعد اندلاع الثورة وبعد الثورة نفذ الشهيد علي عبد المغني ماوعد به مشائخ مأرب وارسل عدداً من الضباط الذين قدموا لمشائخ مأرب حوالي 200 بندق شيكي وعدداً من الاسلحة التي تعرف بالجرمل ,واربعة صناديق ذخائر ومتفجرات وعدداً من البطانيات والفراشات ومبلغاً من المال ,,خرج الشهيد علي عبد المغني من مقر القيادة بعد الثورة واتذكر انه يوم الخميس ,خرج الساعه 2ظهراً واذا به يجد عدداً من الجنود بعتادهم ودباباتهم مرابطين في البوابة واذ هو يقول لهم مابكم هنا ,ردوا عليه صاحبك بيقول انت ما اعطيتناش منصب في أي وزارة لذا هو لن يستمع لك ولن ينفذ أوامرك,,قال الشهيد عبد المغني,هاه صاحبنا بيدور كراسي اذاً سأخرج انا ,اتغدى ووصل الى جحانه ,واذ بالمشايخ يستقبلوه ومنهم الشيخ الغادر والنيني والصوفي والزيادي وتحركوا حتى الفجر ,ثم استمروا في المسير حتى وصلوا الى منطقة صرواح قبل صلاة الجمعة ,صلوا الجمعة واتغدوا ,وقال للغادر انا عتسير صنعاء وارجع غدا واللقاء في جحانه وندخل صنعاء سواء,قالوا له نأتي معاك قال لهم لا,تحرك وهو في طريقه وصل الى طريق جحينه واذا بطلقات الرصاص متوالية في منطقة الجفين ,انتقل الشهيد من مدرعة الى اخرى واذ بمن خططوا باغتياله وضعوا له كميناً وذلك بحفر خندق واذ بالمدرعة سقطت في حفرة قام بإطلاق النار عليهم رداً على استهدافه وخلال الاشتباكات المسلحة تم اطلاق النار مباشرة على نبيل الوقاد احد مرافقيه ,والاخ عبدالله علي صالح الاحمر ,وعندما اقترب الشهيد علي عبد المغني لاسعافهما انهالت عليه عشرات الطلقات النارية من خلفه ,غدروه غدرا ,ثم بعد ذلك قام السائق بتسليم جثة الشهيد علي عبد المغني الى امرأة ,وقام السائق وهو شخص من بيت الحمامي بتسليم رسالة كانت بحوزته اعطاها اياه الشهيد علي عبدالمغني ,وقد قام السائق بتسليم الرسالة لتلك المرأة وقال لها لاتعطيها إلاّ لمن تثقين به وتلك الرسالة كانت موجهة لمشائخ مأرب ,ثم قام السائق بتسليم البندق الجرمل الذي كان بحوزته ايضاً للمرأة ,وبعد ايام قامت تلك المرأة التي دفنت الشهيد علي عبد المغني ,بتسليم الرسالة الخاصة بالشهيد عبد المغني , لمحافظ مأرب انذاك درهم نعمان واخبرته ان هذه الرسالة طلب مني ان اسلمها لشخص موثوق ,بعد الحادثة بفترة ذهبت الى المحافظ نعمان واخبرته اننا اسرة الشهيد نريد معرفة فحوى الرسالة فرد عليّ المحافظ هذه الرسالة هي من زعيم ولن اسلمها إلاّ لزعيم و,والشهيد دفع ثمن مواقفه الرافضه للفساد.
-حدثنا عن أبرز مواقفه الرافضه للفساد ؟
اتذكر يوما من الايام ان بعض المشائخ طلبوا من الشهيد مجموعة من الأسلحة دون مبرر فرد عليهم لن اعطي لكم سلاحاً بدون مبرر وسأعطيكم كمية من الحب آلاف الاقداح ,فأمر بإخراج آلاف الاقداح من الحب لمن كانوا موجودين ثم أمر بتوزيع كميات كبيرة من الحبوب لأهل صنعاء غنياً كان أو فقيراً ,للجميع .
حديث القياده المصريه والزعيم السلال عن الشهيد علي عبد المغني
- ماذا قال لك المصريون ,والرئيس السلال عن الشهيد علي عبد المغني بعد استشهاده ؟
عندما وصل انور السادات الى صنعاء ومعه المشير عبدالحكيم عامر قال إنه ارسلهم الزعيم جمال عبد الناصر ليعزوا الشعب اليمني باستشهاد قائد الثورة الشهيد علي عبد المغني ,وقال السادات إن عبدالناصر بكى عندما سمع نبأ استشهاد علي عبدالمغني.
القيادة العليا للثورة كانت هي الممثلة والناطقة بإسم الثورة وكان القائد الاعلى لها علي عبد المغني وهو الذي كان يصدر القرارات والاوامر,اما الوالد المشير عبدالله السلال رحمة الله عليه والذي كانت تربطني به صداقة حميمية,وقد التقيت به عدة مرات في الثمانينات وفي احدى المرات في منطقة حده بين الاشجار دار نقاش لاكثر من ساعتين بيننا وقال لي بنفسه :
ياعلي يتهموني انني تآمرت على قتل الشهيد علي عبد المغني ,وقال لي اقسم بالله ,فقاطعته وقلت له لا تحلف وانا مصدق لكل كلمة تقولها، روى لي قصة وقال هذا الكلام الذي ساقوله لك لم يعلم به احد إلا انا وعلي عبد المغني وانت واستحلفك بالله ان لاتقوله لأحد إلا وقت اللزوم ,وقد اوفيت بوعدي ولم اذكره لأحد إلا الآن فهو وقته وقال :
جاءني علي عبدالمغني قبل الثورة بيومين وقال لي ستقوم الثورة وقد اخترناك رئيس مجلس قيادة الثورة فقلت انا مستعد لكن خلوني بعيداً حتى تفجروا الثورة وتقضوا على الإمام قال علي عبد المغني ادعوا لنا بالتوفيق فقلت الله يوفقكم ويعينكم وصباح يوم الثورة جاءني أحمد الرحومي الى منزلي وقال علي عبد المغني يدعوك للحضور الى قيادة الثورة الى الكلية الحربية قلت هل قُتل الإمام قال لا ادري قلت انا آسف لن استطيع الذهاب معكم ورجع وبعدها جاءني ومعه عبدالله جزيلان وقال جزيلان قال علي عبدالمغني احضر الآن ومعك مفاتيح قصر السلاح
فقلت لا استطيع المجيء معكم إلا بعد أن أتأكد أن الإمام قد قتل ورجعوا وبعدها جاء علي عبد المغني ومعه آخرون الى بيتي وقال ياعبد الله الثورة قد قامت وانتهى الامر وأنت الآن بين خيارين ان تطلع معي لتكون رئيس مجلس قيادة الثورة او تموت، فقلت بدون تردد انا معك حياة او موت وكان امامي العلم الملكي فأخذته ودعسته بقدمي وطلعنا سوا قصر السلاح وفتحنا مخازن الذخيرة واخذنا مانحتاج منها.
انا عندما حبيت ان اكون بعيداً عن الصورة ليس خوفاً من الموت لكن خوفاً من السجن فقد سجنت في سجن حجه بعد ثورة 1948م,وتعذبت عذاباً شديداً وكنت اتمنى الموت اكثر من مرة بدلا من العذاب الذي كنت اواجهه.
- كيف كانت علاقة الشهيد علي عبد المغني بالشباب؟
هذا السؤال مهم فقد استطاع الشهيد ان يخلق قوة جديدة في المجتمع وهذه القوة نابعة من وجود عدد كبير من الشباب في المشهد الثوري بمعنى انه دعمهم ,وبشكل عام فقد اطلق الشهيد علي عبد المغني كل المسجونين في السجون من أبناء القبائل والمشائخ والسادة وغيرهم وبهذا حقق علي عبد المغني جناحين قويين للثورة وهم المشائخ والشباب وبذلك ضمن النجاح للثورة وقد تحقق له ذلك فقد توافد الشباب من كل المناطق للالتحاق بالحرس الوطني والتحقوا بالكليات العسكرية الحربية والشرطة والمشائخ والشعب .
علاقة ثورة 26 سبتمبر بصورة 14 أكتوبر
- البعض يقول لولا ثورة سبتمبر لما قامت ثورة أكتوبر ,على ضوء معاصرتك لفترة الثورتين وللشهيد علي عبد المغني ,حدثنا عن هذه المسألة؟
في يوليو 62م,التقى القائد علي عبد المغني في تعز بكوكبة من احرار وأبناء المحافظات الجنوبية ,ومن هؤلاء الرواد والرموز الوطنية عبد القوي مكاوي وقحطان الشعبي وسالم ربيع علي وفيصل عبد اللطيف والشيخ راجح غالب لبوزه والشيخ محمد عبدالله الشعبي وغيرهم كان عددهم حوالي عشرين لا اتذكر اسماءهم ودعاهم للاجتماع في مكان آمن وخارج مدينة تعز.
وتم هذا الاجتماع في منزل الشيخ مطيع دماج في النقيلين في النجد الاحمر محافظة إب وحضر هذا الاجتماع الشيخ محمد علي عثمان والقاضي عبد الرحمن الإرياني والشيخ أمين ابو راس وعبد الغني مطهر والشيخ مطيع دماج ومن الضباط مطهر زيد وناجي الاشول وسعد الاشول واحمد الكبسي وعلي الحيمي وكان النقاش في هذا الاجتماع اين تقوم الثورة في الجنوب ام في الشمال لأن الخلاف كان قائماً حول هذا الموضوع فقدم الاخوان احرار الجنوب رؤاهم ومبرراتهم لتفجير الثورة في الجنوب وبعد ان استمع الجميع الى ماطرحوه قام علي عبدالمغني ورحب به جميع الحاضرين واثني بالشكر والتقدير بالضيوف الاحرار القادمين من الجنوب وقال لقد اطلعت على ماقدمتموه واعجبت كثيراً بمشاعركم الفياضة بحب الوطن وماتتمتعون به من الحكمة وحسن التصرف وهانحن متفقون على الثورة والتحرير للشعب من المستعمر البريطاني ومن الحكم الملكي فإن لي رأياً استمعوه وفكروا قبل أن تردوا وانا في الاخير مع رايكم والراي عندي أن تكون الثورة في الشمال للقضاء على لحكم الملكي وسيتم بعون الله القضاء على الملكية في ليلة واحدة ,وسنقوم نحن بهذه المهمة وبدعمكم لنا بالشباب الذين سيدافعون عن الثورة وبالرجال المثقفين والحكماء الذين سيشاركونا في السلطة وتأسيس دولة، الثورة ستنتصر والنصر من عند الله.
وبعد ان يتحقق النصر للثورة ستفتح جميع المحافظات الشمالية ابوابها وقلوبها لكم لايواء أسر الاحرار ونجعل محافظتي تعز وإب معسكرات لكم لتجنيد الشباب وتسليحهم ونوقف جميعاً صفاً واحداً في وجه المستعمر ولن نبخل بالمال والروح وسنقدم كل ماامكن حتى يتحقق الاستقلال للجنوب الغالي.
اما ان تقوم الثورة في الجنوب فإن الثورة لن تسحق المستعمر لا بيوم ولابيومين ولا بشهر ولا بشهرين لأن الامر يتطلب سنتين او ثلاثاً او اربعاً واستكمل حديثه وقال لهم فكروا وانظروا ما انتم فاعلون فرد الجميع نعم الرأي ونحن به موافقون، قال على بركة الله وارجو منكم العودة الى عدن وهدئوا الموقف مع الاستعمار ليتم اطلاق المعتقلين من الاحرار في سجون الاستعمار وتواصلوا مع المشائخ والشخصيات الاجتماعية للترقب لقيام الثورة ودعمها بالرجال الذين سيشاركون في السلطة والشباب الذين سيدافعون عن الثورة وقد اوفى احرار الجنوب بما وعدوا به فلما قامت الثورة ببسالة نادرة وشجاعة فائقة وانخرط منهم الكثير في الحرس الوطني والكليات العسكرية ووصل الى صنعاء عدد كبير من الشخصيات الحكيمة للدفاع عن الثورة التي همشوها بعد أن استشهد القائد علي عبد المغني وغيروا اسم الجمهورية اليمنية بالجمهورية العربية اليمنية حيث جعلوا يوم 14 اكتوبر لتصبح ثورة 26سبتمبر ثورة شمالية مستقلة عن الجنوب وثورة 14اكتوبر ثورة جنوبية مستقلة عن الشمال وذلك لتهميش مواقف الابطال من ابناء المحافظات الجنوبية وماقدموا من التضحيات النادرة لنصرة ثورة سبتمبر ولولا تضحيات اولئك الرجال لفشلت الثورة السبتمبرية وانتهت
وايضاً تهميش دور ثورة 26سبتمبر وما قدمته لأحرار الجنوب من السلاح والمال وفتح المعسكرات للشباب في تعز ولولا ذلك لماتحرر الجنوب اليمني الغالي من الاستعمار وللحقيقة ان الكل لايعترف إلا بثورة 26سبتمبر التي هي ثورتهم ومساهمتهم فيها اكثر من غيرهم.
لكن عندما تصدعت العلاقات بين المسؤلين في صنعاء و بعد الاستقلال انقسمت الثورة الى ثورتين والوطن الى وطنين والشعب هو الضحية وبعد الوحدة المباركة رجعوا واعترفوا بواحدية الثورة سبتمبر واكتوبر لكني اقول انها ثورة الشعب الواحد هي ثورة 26سبتمبر.
-حدثنا عن ادوارك الوطنية خلال مرحلة ثورة سبتمبر؟
كنت معتقلاً في سجن رداع مع زملائي طلاب مدارس صنعاء الذين اقاموا مظاهره اوائل شهر اغسطس 1962م,والتي نددت بظلم الحكم الملكي ,ثم بعد ذلك صحبت الشهيد علي عبد المغني في كثير من المواقف والاحداث التي مر بها , ولا اخفي عليكم ان اسرة بيت عبد المغني حوربت بسبب مواقف الشهيد علي عبد المغني الصادقه تجاه الفاسدين والمفسدين في البلاد,الى درجة ان احد المسؤولين الكبار في عهد الرئيس السابق قال لي بالحرف الواحد عندما نزل اسمي ضمن قائمة المرشحين لمنصب وزيرالداخلية قال لي والله لن يتم اختيارك وزيرا وانت من اسرة علي عبدالمغني ,كما انني استبعدت من عملي وتقاعدت في سن مبكره بالرغم انني حاصل على الماجستير في القانون وجهزت مناقشة الدكتوراه من جامعة القاهرة حتى تم استبعادي وعدم الحصول على درجة الدكتوراه.
لااستلم إلا سبعين الف ريال ولاسيارة ولاسلاح وانا من مؤسسي الامن المركزي وعندما كان المعسكر في الحصبة وبدأت بتأسيس اول سرية مكونة من 200جندي,اولادي اليوم يسكنون منزلا للايجار ولأجل الثورة نتحمل كل شيء.
- كيف تقيم الوضع الحالي في البلاد ؟
اذا النوايا صادقة سيصلح الوضع كله ولو هي سيئة فسيكون هناك الفشل قال الشاعر: خذوا الكراسي واتركوا لي وطناً الوطن حبيبي الوطن عزوتي الوطن تاج راسي ,لانريد تخريب الوطن مهما كان.
واقول هذا الكلام من قلبي فأنا لا انتمي الى أي حزب نريد ان يكون جميع اليمنيين متحابين وان يعيشوا وقيم العدل والمساواة تسودهم ,وتطبيق كتاب الله وسنة رسوله وان لايتقاتلوا من اجل الكراسي وكل الأحزاب عليها ان تعيد من ترتيباتها لأن الايام الماضية اثبتت انها لم تأت بالخير لليمنيين,, وأتساءل ماذا حققت الاحزاب من تنمية وتطور وتقدم للبلاد ,ماذا عملوا للوطن , وهذه هي الطامة الكبرى ,نتمنى ان تأتي عناصر تنتمي انتما حقيقياً الى اليمن وتعمل من اجل مصلحة البلاد والعباد ,ونحن معهم ومستعدون ان نتنازل حتى عن مرتباتنا من اجل الوطن .
منقول من صفحه الإعلامي علاء الدين الشلالي