القرآن الكريم بخط المسند اليمني
العثور على (5) آيات قرآنية من سورة الفاتحة مكتوبة بخط المسند ثم الصلاة على النبي واسم كاتب النقش ، ومؤرخ في نهاية شهر شوال لسنة 261 هجرية ،،
وهذا ما جاء في نص النقش :
[1] بسم/الله/الرحمن/الرحـ
[2] ـيم/الحمد/لله/رب/أعلمين/الر
[3] حمن/الرحيم/ملك/يوم
[4] الدين/إياك/نعبد/وإياك
[5] نستعين/وصلأ/الله/علأ
[6] النبي/وعيله/الأمي/الـ
[7] راشد/المهدي/وكتب/أحمـ
[8] د في ست/بأقيه/من شهر/شوال لـ
[9] سنه/أحد/وستين/ومأتين
نقل المحتوى كما يلي :
[1] بسم الله الرحمن الرحـيم
[2] الحمد لله رب أعلمين
[3] الرحمن الرحيم ملك يوم
[4] الدين إيّاك نعبد وإيّاك
[5] نستعين وصلى الله على
[6] النبي وآله الأمي
[7] الراشد المهدي وكتب أحمـد
[8] في ست باقية من شهر شوال
[9] لسنة واحد وستين ومأتين (261هـ)
ملاحظة :
• في الحقيقة لقد راودني الشك بأن النقش كُتب حديثاً وليس قبل ألف ومائتين سنة بسبب صيغة الكتابة المطابقة لخط الجزم فمن الممكن أن يكتبها أي شخص ليست كما الكتابة المعتمدة في خط المسند والتي يصعب على أي شخص التدوين بنفس المصطلح لخط المسند ما لم يكن متخصصاً في هذا المجال . أيضاً عدم مشاهدة النقش ميدانياً للتأكد من تأثير عامل الزمن عن قُرب سواءً تأثير الشمس عليه أو كان مدفون تحت الأرض .
عموماً إحتمال كبير أنه قديم لكن من الواجب ذِكر تلك النقاط للأمانة العلمية إلى أن يتم الإطلاع على هذا النقش من واقع ميداني للبت في هذه المسأله ..
قواعد الخط المسند
• من الواضح أن كاتب النقش تجاوز القواعد الإنشائية لقلم المسند ربما أنها قد أصبحت صعبة بعد مرور مائتين سنة من بداية تراجع إستخدام قلم المسند
• جاء اللفظ (أعلمين) بمعنى العالمين بخلاف ما هو معروف في القرآن إلا أن المعنى هو ذاته ومفرده (عالم) وجمعه أعلمين .
أيضاً كتابة اللفظ (صلأ) بهذه الصيغة دليل على أن الكاتب لم يدرك أن المساند في مثل هذه الحالة يجب أن يكتب اللفظ (صلى) حتى يكون اللفظ سليم من الناحية الإملائية واللغوية
كما أن كتابة المسند بنفس الطريقة التي يُكتب بها خط الجزم الذي نستخدمه اليوم له إشكالية يمكننا توضيحها في فيما يلي :
1 - إعتماد قلم المسند إلحاق حرف الميم في آخر الأسماء علامة للتنوين المتعلق بالصرف والإعراب بخلاف علامة التنوين في خط الجرم فمثلاً نجد الفرق بينهما أن في قلم المسند تكتب الاسماء المنصرفة بإلحاق حرف الميم وذلك لغرض التنوين حتى يلفظ بشكل صحيح والفرق فقط في العلامات ليس في لفظ الأسماء
2 - يعتمد قلم المسند إلحاق حروف النون في آخر الأسماء بدلاً من ألـ التعريف لعدة إعتبارات بحيث تتوافق مع النطق السليم وتحاشياً للخطأ الكتابي فمثلاً اسم (الرحمن) الذي جاءت مكتوبة هنا في هذا النقش بهذه الطريقة يعتبر مخالفة ! فلو أقرينا كتابت الأسماء بهذه الصيغة سنواجة مشكلة لغوية وإملائية حيث لابد أن تلفظ الكلمة كما هي مكتوبة هنا (أَلرحمن) على إعتبار أن الألف في بدية الإسم مهموزاً طبقاً للقاعدة الخطية لقلم المسند وهنا الإشكالية .
قواعد الصرف والاعراب في الخط المسند
لذلك نجدهم قد وضعوا حساب لكل شيء وأقروا كتابة الألفاظ بما يتوافق مع النطق السليم كما هو معتمد كتابة هذا اللفظ بصيغة (رحمنن) بإلحاق النون للتعريف تحاشياً للخطأ الأملائي واللغوي مع العِلم أن النون الذي يتم إلحاقه في آخر الأسماء لغرض التعريف (بألـ) ما هو إلا علامة فقط أي أنه يُكتب نون وعند القراءة ينطق ألـ .
3 - تعتمد نقوش المسند غالباً إسقاط عوامل الحركة (حروف المد = ا - و - ي) بينما نجد خط الجزم يُقر إثباتها ، بالإضافة إلى أن قلم المسند كثيراً ما يطغم حرف النون الساكن في الأسماء مثال : إسم (كدت) أي (كندة) أو (إسن) بمعنى إنسان .
طبعاً بالإمكان تجاوز هذا الإسقاط والإطغام وإثباتها في قلم المسند حتى تواكب العصر الحديث كون ذلك لا يتعارض لغوياً مع قلم المسند إلا في حرف (المد = ا) الذي يأتي في بعض الكلمات على وزن فاعل ومفاعل وأقام .. وهنا الإشكالية لأن ألف (المد) ليس ليس له وجود مثلما الحروف الأساسية (الواو - الياء - النون) وليس له علامة مثلما خط الجزم عندما يأتي وسط الكلمة ، طبعاً هذا لا يعني ألف (المد) حرف أصلي ضمن حروف الجزم (28) لأن الحرف الأصل هو الهمزة (ء - أ) كما هو في هجائية المسند لذلك لا يوجد في حروف المسند ولا في الجزم إلا أنه تم وضع علامة فيما بعد في خط الجزم لتسهيل القراءة حتى أصبحت علامة هامة في قراءة الكلمات بشكل أوضح
ولهذا السبب عندما كان يُكتب بقلم المسند اسم همدان أو عمران أو غيمان
تُكتب على النحو التالي : همدن - عمرن - غيمن ، إلا أنهم عند النطق بها تنطقق همدان - عمران - غيمان لذلك من الخطأ أن نكتب اليوم أسم همدان بحروف المسند بنفس الصيغة والطريقة المعروفة اليوم (همدان) نظراً للإشكالية في عدم وجود علامة لحرف (المد) بمعنى أننا لو قمنا بكتابة اسم همدان بخط المسند بنفس الطريقة المعروفة في خط الجزم سوف يلفظ الإسم (همدأن) وهذا يغير مفهوم الإسم كلياً لفظاً ومعنى .
وأخير أود التنوية إلى أن مطالبة الجهات الرسمية في اليمن إقرار العمل بقلم المسند لا بد أن يسبق ذلك خطوات حثيثة في وضع دراسات مكثفة لحل هذه الإشكالية حتى يطابق في في القراءة والكتابة خط الجزم فقد سبق حلها من قبل في حروف الجزم التي نتسخدمها اليوم وكذلك في اللغة العبرية واللغة الجعزية ، بعد ذلك ممكن المطالبة بإقرار العمل بقلم المسند والمصادقة عليه .
تحياتي .
منشور للقيل علي ناصر صوال
صفحه الحضارة اليمنية ونقوشها المسنديه
فيسبوك بتاريخ 15 يونيو 2022
كتاب قواعد الخط المسند اللغه اليمنية القديمة