سد مارب رمز حضارة مملكة سبأ
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

سد مارب رمز حضارة مملكة سبأ

 

سد مارب


لمحه عن سد مأرب عاصمة مملكة سبأ

 

هو سد مائي قديم في اليمن يعتبر من أقدم إن لم يكن هو أقدم السدود المعروفة في العالم القديم ومن أهم المعالم الأثرية اليمنيه وأوسعها وأشهرها ذكراً فهو رمز من رموز الحضارة اليمنية القديمة،نعم لقد كان سد مأرب من أعاجيب الأزمان الغابرة ولذلك كثر ذكره عند المؤرخين والإخباريين الذين إختلفوا في زمن بنائه فمنهم يقول إن الذي بناه هو لقمان بن عاد ، ومنهم من يقول إن الذي بناه هو سبأ الأكبر بن يشجب وإنه جعل بناءه فرسخا في فرسخ وجعل له 30 مصرفا للمياه وجعل بناءه من الصخر والقار لحبس سيول الأمطار وللإخباريين في ذلك أقوال كثيره .

.

تقنيات بناء سد مأرب و موقع السد


استخدم اليمنيين في بناء السد الرصاص والبرونز وتلك هي نفس التقنية التي استخدمها ذو القرنين في بناء سد يأجوج ومأجوج، وهي تقنية و إبتكار يمني ..
بالنسبة لموقع بناء سد مأرب تحيط الجبال بجانبيه وتمتد الى عمق وادي أذنه بالداخل وبني بشكل هندسي جعل مياه السيول تصب في مكان واحد يمنعها من الخروج جدار يسد الوادي ليحبس المياه خلفه ، وليس لتلك المياه إلا مخارج محددة تسمى البلق أو الفلج فكانوا إذا أرادوا سقي مزارعهم فتحوها بقدر حاجتهم للمياه ومن ثم يتم إقفالها ...


أهمية سد مأرب في مملكة سبأ


كان لوجود سد مأرب أثر عظيم في حياة اليمنيين حيث كانت مأرب عاصمة سبأ مركزاً تجارياً وزراعياً شهيرا في العالم القديم كما أن الموقع الجغرافي للمدينة عاد عليها بمزايا كبيرة منها دخل الضرائب التجارية لأنها كانت تتحكم في الطريق التجاري المعروف بطريق اللبان والبخور الذي كان يمتد من ميناء قنا (بئر علي) على ساحل البحر العربي إلى غزة في فلسطين على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، ذلك الطريق الذي كان يمر بعدة ممالك وعواصم ومنها مدينة شبوة عاصمة مملكة حضرموت ومدينة تمنع عاصمة قتبان ومدن مملكة أوسان ومدينة مأرب ومنها يتجه شمالا إلى مدن مملكة معين في وادي الجوف ومنها إلى نجران حتى تصل بعدها إلى شمال الجزيرة العربية في طريق تاريخي معروف ظل فترة طويلة ممراً للقوافل التجارية الذاهبة من اليمن إلى الشام ..
كل تلك العوامل جعلت مدينة مأرب محط أنظار الكثير من شعوب العالم القديم حتى حاول الرومان غزو اليمن بلاد العرب السعيدة في حملة أليوس جالوس عام 24 قبل الميلاد ..كانت مأرب جنة من جنان الأرض كما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى
(( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ )) صدق الله العظيم ..

وكما جاء في كتب الإخباريين أنه قامت على جانبي الوادي جنات تعتمد على مياه السد الذي كان يسقي المزارع على مسافة 5 أيام بلياليها ..


سيل العرم وتهدم سد مأرب


بالنسبة لتهدم السد المذكور في القرآن الكريم لا يعلم متى كان حدوثه على وجه التحديد ..
لكن من النقوش القديمة نعرف أن السدم تهدم أو تصدعت جدرانه عدة مرات ولكن اليمنيين حينها كانوا يعملون على ترميم وصيانة جدار السد أولاً بأول واليوم نستعرض واحد من تلك النقوش التي تتحدث عن القيام بأعمال ترميم وصيانة للسد وهو النقش DAI GDN 2002-20

نقش الملك أبرهة ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات يتحدث عن ترميم سد مأرب

النص بخط المسند

نقش ابرهه


 

ب خ ي ل / و ن ص ر / و ر د أ / ر ح م ن ن / م ر أ / س م ي ن / و م س ح هـ و / هـ ق ح / م ل ك ن / أ ب ر هـ / ز ي ب م ن / م ل ك / س ب أ / و ذ ر ي د ن / و ح ض ر م و ت / و ي م ن ت / و أ ع ر ب هـ م و / ط و د م / و ت هـ م ت / ع و د ن / ب ق د م / م ق ح / ش ر ح ب إ ل / ي ع ف ر / و هـ ق ح هـ و / ب ن / م و ث ر هـ و / ظ و ر ن / ع د ي / أ ر ا س هـ و / أ ح د / و أ ر ب ع ي / أ م م / و ط و ل م / س ذ هـ ب ن / و ر د م / خ م س ت / و أ ر ب ع ي / أ م م / و أ ر ب ع ت / ع ش ر / أ م م / ر ح ب م / و هـ و ث ر هـ و / ب ق د م / و ر خ ن / ذ ح ل ت ن / ذ ل ث م ن ت / و هـ ش ق ر هـ و / ب ع ذ ر هـ و / م ب ر أ م / ب ج ر ب م / و ج ي ر م / م ب ر أ م / ذ هـ ق م / و ك ك ل / ت ل و ن / م سَ ن د ن هـ م و / و م ق ح هـ م و / ب .... / ب ع ر ن / و ق د م / م ع ق م ن / و ر خ هـ و / ذ ح ل ت ن / أ خ ر ن / ذ ل ث م ن ت / و خ م س ي / و س ت / م أ ت م ..

http://dasi.humnet.unipi.it/index.php?id=dasi_prj_epi&prjId=1&corId=0&colId=0&navId=594013305&recId=2391&vM=yes


معنى نقش ابرهه بالعربيه الفصحى


بقوة ونصر وعون الرحمن رب السماء ومسيحه ، جدد الملك أبرهة زبيمن ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمانه وبدو نجد وتهامة بتجديد ( بناء) الجدران الاستناديه ( للسـد) التي سبق وبناها الملك شرحبيل يعفر(1) حيث قـام ببنائه من الأساس على الصخر حتى رأسه ( وكان مقدار ما بناه ) واحد وأربعين ذراع إرتفاع وطول ويمتد باتجاه الردم  (2) خمسة وأربعين ذراع وأربعة عشر ذراع عرض ، وبنائه(3) أول شهر ذَي الحلة سنة ثمـان ، وشيَّدَ تلك الأجزاء المبنيه بالأحجار المنحوتة(4)والقضاض والمباني أكملها جميعها وتُلِيَ نقشهم على العمل بـ .... على السد أمام المعقام (5) مؤرخ هذا النقش بشهر ذَ الحلة الآخر (6) من العام الثامن والخمسين وستمائة ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملاحظات والتوضيحـــــــات :

(1) شرحبيل يعفر : هو الملك شرحبيل يعفر بن أبا كرب أسعد ، ملك حميري مشهور قام بعمل تجديدات وترميمات كبيره لسد مأرب تحدثت عنها كتب التاريخ ووثقها هو في المسلَّة اليعفريه - النقش CIH 540

http://dasi.humnet.unipi.it/index.php?id=dasi_prj_epi&prjId=1&corId=0&colId=0&navId=546811996&recId=2381&vM=yes

هذا النقش مؤرخ بشهر ذ داون عـام 560 حميريه الموافق يناير 445 ميلاديه ،مع العلم بأن أعمال وترميمات الملك شرحبيل مذكورة في بعض النقوش مثلCIH 541 المؤرخ عام 658 حميريه الموافق مارس 543 ميلاديه ..

(2) الردم : يقصد به الوادي = نحو / بإتجاه الوادي وادي أذنه
وهنا نصادف أن هذا هو نفس اللفظ الوارد في وصف سد يأجوج وماجوج في سورة الكهف الآية 95 قال سبحانه وتعالى : (( قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا )) صدق الله العظيم

(3) تاريخ البناء : المقصود بأن بداية العمل في الترميم كان أول شهر ذي الحلة

(4) القضاض: هو الجير - الجبس وهي مادة تستخدم في البناء منذ القدم حيث يصنع من الجبس والصخور الصغيره جداً (نيس) يخلطا معاً فيصبح مثل الاسمنت

(5) المعقام : لفظ من اللهجه المتداولة الى اليوم في بعض مناطق اليمن و يقصد به مدخل / منفذ الماء

(6) تاريخ النقش : شهر ذَ الحلة الآخر : القصد هنا أن نهاية الترميم كان في نهاية شهر ذَ الحله عام 658 حميريه والذي يوافق شهر فبراير عام 543 ميلاديه وهذا هو النقش الأول لأبرهة الحبشي الذي تحدث فيه عن أعمال ترميم وتجديد لسد مأرب .. أما النقش الثاني CIH 541 مؤرخ في 658 حميريه 543 ميلاديه وسبق نشره على صفحة المجموعه .

مجموعة نقوش_مسندية
#معمر_الشرجبي 

إقراء 👇

عصور دولة وحضارة سبأ


التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية