تبابعة اليمن السبعين عظماء الأمة العربية محمد حسين الفرح

 

تبابعة اليمن السبعين عظماء الأمة العربية في عصور سبأ وحمير- محمد حسين الفرح

كم عدد ملوك اليمن التبابعة 

منذ زمن يعود إلى ما قبل الإسلام ، ثم في قرون ما بعد الإسلام ، تناقل أوائل رجال الفكر والتراث أن عدد ملوك اليمن التبابعة في عصور سبأ وحمير سبعون تبعا ، وفيهم قال الشاعر الجاهلي ربيع بن ضبع الفزاری :
تبابعة سبعون من بعد تبع
تولوا جميعا ازهراً بعد أزهرِ
وقال النعمان بن بشير الأنصاري :
بنا من بني قحطان سبعون تبعا
دانت لهم بالخرج منها الأعاجم
وقال المؤرخ نشوان بن سعيد الحميري يؤكد أن عددهم سبعون :
تبابع الاملاك من حمير
عدم سبعون لا تقصر
وهكذا أصبح الرقم ( سبعون ) خالد في ذاكرة التاريخ باعتباره عدد ملوك اليمن العظماء التبابعة ولكن تحديدهم بالتفصيل والترتيب والزمن اعيا المؤرخين الأوائل حيث قال ابن خلدون : كان لهؤلاء التبابعة ملوك عدة في عصور متعاقبة وأحقاب متطاولة ، لم يضبطهم الحصر ولا تقيدت منهم الشوارد ، وربما كانوا يتجاوزون ملك اليمن إلى ما بعد عنهم من البلدان الأخرى تارة و يقتصرون على يمنهم تارة أخرى ، فاختلفت أحوالهم ، واتفقت أسماء كثير من ملوكهم ووقع اللبس فى نقل أيامهم و دولهم

من هم الملوك الذين حملوا لقب تبع 

يقول المؤرخ محمد حسين الفرح في مقدمة الكتاب و تتبين من استقصاء المصادر التاريخية النقاط الجوهرية الأساسية التالية :
1- ليس كل ملوك تاريخ اليمن القديم تبابعة ، وانما كما ذكر المسعودي و إبن خلدون والهمداني وصاحب المحكم أن : " التبابعة ملوك اليمن وأحدهم تبع .. ولم يكونوا يسمون الملك منهم تبعا حتى يملك اليمن بما في ذلك حضرموت والشحر ، وقيل حتى يتبعه بنو جشم بن عبد شمس ، ومن لم يكن له شئ من الأمرين فيسمى ملكا ولا يقال له تبع  فالشرط والمميز الأساسي الأول هو وحدة اليمن فإذا كان حكم الملك والدولة في عهده يشمل كل اليمن الطبيعية يقال له تبع وإلا فهو مجرد ملك 

2- أن الملوك التبابعة هم الذين حكموا وتتابعوا منذ الملك الرايش الذي قيل له تبع ، وبه بدأت عصور التبابعة حيث كما قال ابن خلدون " .. أول الملوك التبابعة باتفاق المؤرخين الحارث الرائش .. وكان يسمى تبع

ترتيب ملوك اليمن التبابعة و عصورهم

كما يوضح المؤرخ محمد حسين الفرح أن تبابعة اليمن السبعين لم يكونوا في عصر واحد : وإنما  كانوا ملوك عدة في عصور متعاقبة وأحقاب متطاولة ، وقد توصل من خلال استقصاء المصادر التاريخية التراثية وقرائن الآثار والنقوش المعثور عليها داخل اليمن وخارجها والمصادر البابلية والآشورية والمصرية القديمة عن العلاقات مع اليمن وملوكها إلى الترتيب التالي
أولا : تبابعة العصر الأقدم والأول :  وهم في ذلك العصر الأقدم والأول لتبابعة سبأ  وتوجد شواهد أسمائهم في المصادر التاريخية في الحضارات المعاصرة لهم 
ثانیا : عصور لقب ( ملك سبأ وذو ریدان )  وتوجد نقوش بالمسند بأسماء ومن عهود ملوك تلك العصور وقد أتاحت النقوش والقرائن التاريخية والزمنية إدراك تقسيم تلك العصور إلى عصرين ، هما العصر الثاني ثم العصر الثالث لملوك سبأ التبابعة
ثالثا : ملوك العصر الثالث لتبابعة سبأ : و هو ثاني عصور لقب ( ملك سبأ وذو ريدان ) وفي ذلك العصر شهد انقساما وصراع على الحكم إلى أن استعادت الدولة والبلاد وحدتها بزعامة ياسر ينعم وهو آخر ملوك ذلك العصر
درابعا : تبابعة العصر الرابع : وهو عصر لقب ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمانت ) في نقوش المسند وكان اول تبابعة ذلك العصر شمر يهرعش بن ياسر يهنعم
خامسا : ملوك العصر الخامس لتبابعة سبأ : وهو عصر ( ملك سبأ  و ذو وریدان وحضرموت ويمنات وأعرابهم طودا و تهامت )
وقد بدأ ذلك العصر بتمليك ( أبی کرب اسعد بن ملكيكرب ) الذي هو تبع المقصود في قوله تعالى بالقران الكريم (أهم خير ام قوم تبع)  وهو أول من كسا الكعبة وبشر بالنبي محمد وكان اخر ملوك هذا العصر هو  معد كرب يعفر   وكان أولئك الملوك التبابعة ( تاج الأرض ) كما وصفهم المؤرخ في مروج الذهب
سادسا : ملوك سبأ الثلاثة في نقوش صرواح : حيث قامت في اليمن - بعد نهاية عصور دولة تبابعة سبأ - عدة دويلات يحكم كل منها زعيم يحمل في النقوش لقب ( مكرب ) وهي دولة مكارب سبأ ودولة معين ودولة اوسان ودولة قتبان ودول حضرموت وفيه قام ( كرب ايل وتار ) باجتياح الدويلات وتوحيد اليمن بزعامته كما يسجل ذلك نقشه المسمى ( نقش النصر ) في صرواح ، وفيه يحمل ( كرب ايل وتار ) لقب ( ملك سبأ ) وهو من ملوك اليمن التبابعة السبعين لان دولته امتدت إلى أرجاء اليمن
سابعا : تبابعة العصر الحميري الأخير وهم تبابعة العصر الحميري الوحدوي الأخير من عصور تاریخ اليمن الحضاري التليد حيث قامت دولة تبابعة حمير هذة بزعامة ملشان اريم ذو يزن وقد كان سيف بن ذي يزن ثم إبنة معد كرب  آخر تبابعة اليمن العظماء السبعين الذين كما قال نشوان بن سعيد الحميري
ملكوا المشارق والمغارب واحتوو
ما بين أنقرة ونجد الجاح
اثارهم في الأرض تخبرنا بهم
والكتب من سير تقص صحاح
أنسابهم فيها تثير وذكرهم
في الطيب مثل العنبر النفاح
كتاب تبابعة اليمن السبعين من أوائل الكتب التي طبعت للمؤرخ محمد حسين الفرح صدر عن دار الثقافة العربية للنشر والترجمة والتوزيع في الشارقة عام 2002م ولا يتوفر في المكتبات اليمنية وربما العربية أيضاً منذ صدوره و يسعدني توفيره لكم للتحميل بنسخة إلكترونية لأول مرة
رياض الفرح
نائب مدير منتدى المؤرخ الفرح

2- إضغط هنا للتحميل من ميديا فاير