قيس بن مكشوح المرادي قائد ثورة صنعاء ضد الفرس
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

قيس بن مكشوح المرادي قائد ثورة صنعاء ضد الفرس


قيس بن مكشوح المرادي ،يمانيون في موكب الرسول

من اعلام اليمن والعروبة والاسلام في فتوحات العراق والشام ومصر وبلاد فارس وقائد ثورة صنعاء ضد الفرس، هو الزعيم الصحابي قيس بن هبيره المكشوح بن عبد يغوث بن الغزيل بن عامر بن عوثبان بن زاهر بن ناجيه بن مراد المرادي والمكشوح لقب لأبيه هبيره وقد حصل التباس عند بعض المؤرخين بينه وبين قيس بن مكشوح البجلي الذي شهد موقعه صفين مع علي بن أبي طالب فقيس بن مكشوح البجلي لم يكن صحابياً ولكن قيس بن مكشوح المرادي كان من الصحابة وهو ابن اخت عمرو بن معدي كرب وكان قيس من زعماء وفرسان مذحج المشهورين في الجاهلية وكان هو القائد الحربي لقبيله مراد ورئيس بني زاهر بن ناجيه بن مراد الذين كانوا غالبيه مراد وقد وفد إلى رسول الله صل الله عليه وسلم في السنه التاسعه للهجره وكانت معه اخته كبشه فنزل عند سعد بن عباده الأنصاري والتقى رسول الله فبايعه ومكث فتره في المدينه بصحبة رسول الله وتزوجت اخته كبشه إبان بن سعيد بن العاص، ثم عاد قيس إلى منطقة مراد واستعمله رسول الله على صدقة مراد تحت اماره فروه بن مسيك على مذحج، وفي السنه العاشرة للهجرة عندما اجتمع ثوار اليمن من مذحج وهمدان وخولان لمحاربة الفرس في صنعاء كان قيس بن مكشوح المرادي هو قائد الجيش في الموقعه المشهورة التي دارت بمنطقة شعوب والتي سميت بيوم صنعاء وكان قيس هو الذي قتل زعيم الفرس شهر بن باذان وتم هزيمه الفرس الأبناء هزيمه ساحقة وذلك في أوائل ذي الحجة السنه العاشرة للهجرة فدخلوا صنعاء ثم عاد كثير ممن شاركوا في المعركه إلى مناطقهم بينما اقام في صنعاء عبهله العنسي (الأسود العنسي) وقيس بن مكشوح وعمرو بن معد كرب وخالد بن سعيد بن العاص وصلى المسلمين صلاة العيد في ساحه معسكر الفرس بمنطقة شعوب وسميت تلك الساحه منذ ذلك اليوم بالمشهد ومازال إسمها إلى اليوم
، وكانت موقعه يوم صنعاء ورسول الله صل الله عليه وسلم في حجه الوداع و عند عودته إلى المدينة امر معاذ بن جبل بالعودة إلى اليمن وارسل المهاجر بن اميه المخزومي عاملاً على صنعاء فلما وصل المهاجر تمرد الاسود العنسي وغلب على صنعاء فتحالف الفرس معه وتزوج زوجه شهر بن باذان بنت عم فيروز الديلمي وكان عبهله العنسي كاهن مذحج في الجاهلية وكانت له مكانه كبيره فكان المرجع الأعلى لمذحج وكان يقال له الاسود بمعنى السيد المسود على الجميع وقد اشتهر بلقب ذي الخمار وكان احد اقيال اليمن المرموقين والمتطلعين إلى الملك والسلطه، فادعى النبوه في صنعاء وذلك في شهر محرم سنه 11 للهجره فخرج منها من ليسوا معه وخرج خالد بن سعيد بن العاص وعمرو بن معدي كرب بينما اختار قيس بن مكشوح البقاء بصنعاء وتظاهر بالولاء للاسود العنسي إلى أن تأتيه تعليمات من رسول الله وتوجه عمرو بن معدي كرب إلى فروه بن مسيك المرادي وأخبره بما فعل الاسود العنسي فخرج فروه إلى رسول الله وأخبره بذلك وان قيس بن مكشوح مع الاسود يتظاهر له بالولاء حتى تأتيه التعليمات فأمر رسول الله فروه باستنفار مذحج والمسير لمصاوله الاسود العنسي وارسل رسول الله جرير بن عبدالله البجلي إلى الأسود العنسي يدعوه إلى العوده للحق فابى كما ارسل رسول الله وبر بن يحنس الخزاعي إلى قيس بن مكشوح في صنعاء يأمره بالعمل على مصاوله الاسود العنسي فبدأ قيس استماله بعض الأبناء الفرس فاستجاب له قادتهم فيروز الديلمي وداذويه واسلموا سراً ، كما كتب رسول الله إلى معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري وسائر العمال باليمن بالتوجه إلى صنعاء فتوجهوا وحاصروا صنعاء فكتب اليهم قيس بن مكشوح : (أن لا تحدثوا شيئاً حتى نبرم امرنا) ولما كان قيس قد استمال فيروز الديلمي وداذويه فاشتركا معه في تدبير وقتل الاسود العنسي في الليل فلما كان الصباح قام قيس على سور المدينه فقال الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله وان عبهله كذاب وخرج أصحاب قيس ففتحوا ابواب صنعاء فدخل الامراء والعمال والفرسان المحيطين بصنعاء وفيهم معاذ بن جبل وفروه بن مسيك وابو موسى الأشعري فاقام معاذ بن جبل في صنعاء وكتب إلى رسول الله بالخبر، واستقر معاذ بصنعاء بصفته والياً على عمال جميع مخاليف اليمن حتى وفاه الرسول صل الله عليه وسلم واقر ابو بكر الصديق بقاء معاذ وسائر عمال النبي على اليمن فمكث معاذ شهرين او ثلاثة وكان داذويه قد خرج إلى ابو بكر الصديق إلى المدينة فقام ابو بكر بعزل واستدعاء معاذ وكان الاستدعاء مصحوباً بتهمه ملفقه ضده وهي تهمة (( الاثراء غير المشروع )) التى تبين عدم صحتها، وبعث ابا بكر كتاباً بتوليه فيروز الديلمي عاملاً على اليمن وطلب من بقيه عمال اليمن واقيالها اعانه الأبناء على من يعارضهم
فلما وصل كتاب ابا بكر تظاهر قيس بالموافقة واخذ يخطط لثورة جديده للتخلص من فيروز ومن الفرس بشكل كامل وإخراجهم من اليمن فبعث قيس بن مكشوح رسالة شفوية سرية الى الاذواء وسائر من كان أبوبكر الصديق قد كتب اليهم بنصره الأبناء وقال قيس في رسالته اليهم ( إن الابناء نزاغ في بلادكم ، وإن تتركوهم لن يزالوا عليكم، وقد ارى من الرأى قتل رؤسهم وإخراجهم من بلادنا) فلم يستجب له رؤساء القبائل بسبب تعارضها مع رسالة ابو بكر فوقفوا محايدين فلم يستجيبوا لقيس ولم ينصروا الأبناء ولكن استجاب له بقيه الفرسان والقبائل وبقي الرؤساء فانطلق فرسان ورجال اليمن الى صنعأ إستجابة لندأ قيس في رجب سنه 11 للهجره فلما صاروا بمشارف صنعاء قام قيس واصحابه داخل صنعاء بترتيب الامور و قام قيس بقتل داذويه الذي سقط صريعاً بسيف قيس اما فيروز فتمكن من الهروب من صنعاء الى خولان  لأن اخواله كانوا من خولان، بينما دخل فرسان وقبائل اليمن صنعاء وتم اعتقال سائر الابناء في صنعاء وتولى قيس الامر والقياده، وقد كتب بعض المتوهمين والمشايعين للفرس في العصر العباسي انما حصل من قيس بن مكشوح واليمنيين ضد فيروز الديلمي والفرس رده عن الإسلام ولكن الحقيقة أنها استياء من عزل معاذ بن جبل رضي الله عنه و ثورة ضد الفرس وعند نجاحها تم تجميع الابناء الفرس مع عائلاتهم واولادهم في مكان واسع خارج صنعاء و فرقهم قيس ثلاث فرق ، فأقر فرقة منهم وأقر عيالهم اى أقر بقائهم باليمن وامر بالفرقة الثانيه ان يحملوا في البحر ، وسير الفرقة الثالثه في البر ، وقال لهم جميعاً الحقوا بارضكم، ويرتبط هذا التقسيم الذي اتبعه قيس بالخلفيه التاريخيه لقدوم ووجود اولئك الفرس [ الابناء ] في اليمن ، حيث قدمت المجموعه الاولى مع سيف بن ذي يزن وكانوا نحو خمسمائة شخص وساهموا في يوم غيمان والقضاء على الاحباش واسكنهم سيف في صنعاء وامتزجوا مع اليمنيين بالمصاهره وهذه المجموعة هي التي اقر قيس بقائها، ثم قدمت مجموعة ثانية بعد وفاة سيف بن ذي يزن وعددهم ثمانمائة وكانوا بمثابة حاميه عسكرية، والمجموعة الثالثة التى قدمت براً بقيادة وهرز وكانوا اكثر من أربعة الاف من الفرس الاساوره مع عوائلهم وهم مع المجموعة الثانية يعتبرون قوه إحتلال فارسيه ، فقام قيس بن مكشوح بنفيهم  براً وبحراً من اليمن، وبعد هذا الموقف من قيس تفهم ابو بكر الصديق وعرف خلفيه الثورة التي قادها قيس بن مكشوح فعفا عما حدث، وبعث بتوليه إبان بن سعيد بن العاص على اليمن اواخر عام 11 للهجره فكان محل رضا عند قيس وعند اليمنيين وقد كان إبان بن سعيد متزوح بكبشه بنت مكشوح اخت قيس، ولما استقرت الامور في صنعاء قدم اليها فيروز الديلمي الذي كان مستجيراً عند اخواله في خولان فشكى إلى إبان بن سعيد وطالبه بدم داذويه الذي قتله قيس فقال إبان لفيروز الحق بأمير المؤمنين أبي بكر وانا اكتب لك بماقضيت بينكما، فلحق به واقر ابو بكر ما كتبه إبان بن سعيد ولم يعد بعدها فيروز إلى صنعاء واقام بالمدينة حتى وفاته، اما قيس بن مكشوح فكان في صنعاء حتى وصل اليها الصحابي انس بن مالك الأنصاري بكتاب أبي بكر الصديق يستنفر اهل اليمن للجهاد واخذ الشام من الروم في اواخر سنه 12 للهجره، فانطلقت من اليمن مواكب زعمأ وفرسان ورجال قبائل اليمن ووصل الى المدينة اوائل مستنفري اليمن وفيهم ذو الكلاع الحميري وجرير بن عبد الله البجلي وقيس بن مكشوح المرادي . وكان قيس على راس فرسان مراد ومذحج فلما وصل الى ابى بكر قال
اتتك كتائب منا سراعاً
ذوي التيجان اعنى مراد
فقدمنا أمامك كى ترانا
نبيد الروم بالأسل النجاد
وكان قيس قائد فرقة الميسره في معركة اليرموك و خالد بن الوليد قائد فرقه الميمنه
وكان النصر حليفهم ضد الروم ثم شارك في فتح دمشق سنه 14 للهجره ثم كان قائد المدد الذي توجه من الشام إلى العراق في معركه القادسيه مع الفرس سنه 15 للهجره و كانت قياده المسلمين فيها لسعد بن ابي وقاص وكانت القادسيه بالغة الأهمية للعرب وبصفه خاصة لليمنيين الذين خاضوا نضالاً طويلاً مع الفرس حتى تم إخراجهم من اليمن على يد قيس بن مكشوح المرادي فاستبسل المسلمين في القاسيه ودارت معارك طاحنة انتهت بهزيمه الفرس وكان من اهم  أبطالها قيس بن مكشوح
ثم شارك قيس في فتح بيت المقدس سنه 16 للهجره وساهم في فتح ارمينيه ونهاوند في إيران وشارك في فتح مصر وكان فيها حتى وفاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم في ايامه الاخيره في بدايه خلافة عثمان بن عفان رضي الله انتقل قيس بن مكشوح المرادي إلى الكوفه واستقر فيها مع خاله عمرو بن معدي كرب الزبيدي وبعض عشائر مراد الذين استقروا هناك وقد توفي قبل موقعه صفين بالكوفه سنه 37 للهجرة رضي الله عنه وارضاه.
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول
تأليف محمد حسين الفرح
إعداد رياض الفرح
الشخصيه القادمه  العلاء بن الحضرمي الصدفي امير رسول الله على البحرين والخليج.. القاكم على خير إن شاء الله

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية