مجلة ريدان العدد 13
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

مجلة ريدان العدد 13

 

مجلة ريدان كتاب الملوك العدد الثالث عشر

مجلة ريدان العدد 13 كتاب الملوك 



ريدان ١٣ ... كتاب المُلُوك


لو اجتمعت نقوش مَحْرم بِلقيس جميعُها للدارسين اليمانين منذ ثلاثين أو أربعين سنة خلت لكان الدارسون قد مضوا في دراستهم لها على سَنَن واضح وخطة معلومة ولكان تاريخ اليمن- في رأينا- قد نحى منحى آخر منذئذ.

ظل الباحثون في اليمن أُسارى ما يصل إليهم من دراسات الأجانب لنقوش يقترونها تقتيراً مع أنهم كانوا- وما زالوا - يستحوذون على الكثير الكثير منها، وكان الباحثون اليمانون- ولا يزالون أيضا- يتلقفون ما يجدونه من نقوش في اليمن مع اختلاف موضوعاتها و تباعد أحقابها.

وفي الأشهر القليلة المنصرمة اجتمع لدينا- بتوفيق من الله - مقدار حسن من صور نقوش مَحْرم بِلْقِيس ، فصار بإمكاننا تقسيم النقوش وتصنيفها ومن ثم دراستها وفق ذلك التقسيم؛ كأن نقسمها على أسماء الشعوب/القبائل التي ينتمي إليها مدونو تلك النقوش: سبأ (كهلان)،غيمان،جَدَن، سُخيم، تَنعِم وتنعمة،..

أو وفق موضوعاتها: نذرية، حربية، إنشائية..

أو وفق النقوش التي تقدمت بها النسوة،

أو وفق المُلُوك الذين سُطّرت تلك النقوش في عهودهم بغض الطرف عن موضوعات النقوش.

وهذا التقسيم الأخير أي وفق ذكر الملوك هو الذي اعتُمِد في عدد ريدان هذا،(وقد تباين أولئك الملوك في عدد النقوش التي دُوّنت في عهد كلٍ منهم فيما بين أيدينا منها فمنهم من ورد ذكره في خمسين نقشاً ومنهم من لم يزد عن بضعة نقوش ولا ندري إن كانت تلك الأرقام تشير إلى مقام أولئك الملوك وسُلطة كل منهم أم لا !!)

وقد خُصّ هذا العدد بملوك أقل ذكراً من غيرهم فرأينا أن نجلوَ شيئاً من تاريخهم، وأن نجعل النقوش متكئاً لنا إلى دراسة تاريخ كل ملك فنذكر اسمه ونسبه وجوانبَ من عهده في السياسة والدين وغير ذلك ما أمكن السبيل إليه، ثم نورد نصوص النقوش وتفسيرها بعربيتنا المحضة مع شيءٍ من تحليل لغوي للمفردات تقل أو تكثر، وطلبنا من باحثينا أن يضيفوا إلى النقوش الجديدة صور النقوش التي دُرِست من قبل ولم توثق بصورها، ورتبنا تلك الدراسات ترتيباً زمنياً من الأقدم إلى الأحدث.

نريد القول إن الغاية أن يخرج القاريء اليماني والعربي بصورة واضحة عن هؤلاء الملوك وعهودهم في دراسات وأبحاث كُتبت بأيدي الباحثين اليمانين أنفسهم، أما مدى نجاح الباحثين في ذلك فمتروك للقارئ اللبيب.

أًأقولُ إننا- بهذه الأبحاث- نتلمّس طريقاً إلى مدرسة تاريخية يمانية؟

أَلمْ يأنِ الأوانُ لمدرسة كهذه بعد أربعين سنة من إنشاء جامعة صنعاء؟ وغيرها من الجامعات في اليمن؟

أتكون كتابة تاريخ أسلافنا بأيدينا خطوةً محمودةً في سبيل إيجاد هذه المدرسة ؟

على أن الخطوة التالية التي يجب أن نخطوَها هي أن يكون لباحثينا منهاجهم الفكري الأصيل في تناول قضايا التأريخ اليماني بروح يمانية تستقل ولو إلى حد ما في بدايتها عن منهاج الغربيين في تناول تأريخنا، وهو- أي المنهاج الغربي- منهاج ضاغط مسيطر لن يعسر علينا إدراكه في كتابات باحثينا حتى اليوم.

إن لهذه المدرسة المؤملة متطلبات عدة لا أزعم أن لي قدرةً على الإيفاء بها ولعل من مؤرخينا وباحثينا من يمتلك رؤية أعمق وحسبي أني قد أشرت إلى الطريق!

دُرست نقوش هذا العدد على النحو التالي:

1- نقشان من عهد الملك السبئي وَتَار يُهَأمِن بن إلي شرح يحضب الأول (١٢٥-١٣٠ م)، درسهما فيصل البارد.

2- نقوش من عهد الملك السبئي سعْد شمس وابنه مَرْثْد (١٣٠-١٥٠م)، درسهما محمد ثابت.

3- نقوش من عهد الملك السبئي وهْب إيل يحُوز (١٥٠-١٦٥م)، وابنيه كرب إيل وتار يُهَنعِم ( ١٦٥-١٧٠ م) وأنمار يهأمن (١٧٠-١٧٥ م)، درسها عبدالله العزي.

4- نقشان أحدهما من عهد الملك السبئي رب شمس نِمْران (١٧٥-١٨٥م)، والآخر من عهد الملك الرّيْداني الحِمْيري ذَمار علي يهبر (الأول) (132- ١٧٥ م)، درسهما يحيى دادَيْه.

5- نقش من عهد الملك السبئي عِلْهان نهفان (١٩٠- ٢٠٥ م)، درسه محمد القَيْلي.

6- نقوش من عهد الملك السبئي لحي عثت يُرخِم (٢٢٥- ٢٣٠ م) ، درسه علي الناشري.

7- نقوش من عهد الملوك الريدانيين الحميريين: ياسر يهنعم (٢٨٧- ٣١٢ م) وابنيه ثأران أيفع، و ذرأ أمر أيمن، و كرب إيل وتار يهنعم (٣١٢- ٣١٧ م) وثأران يهنعم بن ذمار علي يهبر (الثاني) وابنه ملكي كرب يهأمن، درس تلك النقوش علي صَوّال.

وبينما كنا نجمع المادة تلك وصلنا بحث لمحمد الحاج لنقش من وادي الجوف من عهد الملك السبئي يدع إيل بيّن بن يثع أمر من القرن الخامس قبل الميلاد تقريبا،فرأينا وضعه قبل نقوش الملوك السابقين مع بعد الشقة الزمنية بينه وبين النقوش السالفة الذكر وهي كلها من محرم بلقيس سوى نقشين أو ثلاثة.

وفي هذا العدد يتحفنا العلامة إبراهيم محمد الصلوي بدراسة رصينة بذل فيها جهداً كبيراً عن الأنباط وعلاقتهم التجارية مع اليمن في القرن الأول قبل الميلاد من خلال شواهد نقشية وأثرية، وكانت تلك الشواهد النقشية نقوشاً عُثِر عليها في اليمن منها ما هو بالخط المسند ومنها ما هو بالخط النبطي ومنها ما هو بالخطين غير أن النص المسندي قد فُقِد إلا من بعضه، فجاءت هذه الدراسة تلبية لمطالب كثيرين كانوا يتساءلون عن علاقة الأنباط باليمن، وكان كاتب هذه السطور قد تساءل في معرض تعليقه على بيت منسوب للملك الشهير أسعد الكامل(المعروف في النقوش بأبي كرب أسعد) يقول فيه:

فسكّنتُ العراقَ خيارَ قومي

وسكّنتُ النبيطَ قُرى قَتَابِ.

قلتُ معلقاً: أعُثِرَ على نقوشٍ فيها أثرٌ من لغة النبط/ الأنباط في اليمن؟ وها قد عثرنا على نقوش باللغة النبطية، فثبت أن لِما ورد في كتب الإخباريين اليمانين شيئاً من الصحة. ( انظر: صفحة ٢٢٠، من كتابي اليمن واليمانون في شمس العُلُوم)

وختم هذا العدد بدراسة لعبدالحكيم شايف عن أنواع المتاحف ومعايير تصنيفها مع ثبتٍ بالمتاحف اليمانية.           

والحمد لله رب العالمين


بقلم: عُبَاد بن علي الهَيّال

صنعاء 

ذي القعدة 1445 هجرية- يونيو 2024 ميلادية


رابط المجلة.

إضغط للتحميل

#ريدان

#الهيئة_العامة_للآثار_والمتاحف

#general_organization_of_antiquities_and_museums

#goam

#yemen

#raydan

؛

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية