الوعل في الحضارة اليمنية القديمة
ارتبطت حياة الإنسان في العالم القديم بما يحيط بها من كائنات وظواهر طبيعيه وأخذ يتفاعل معها ويكتشف أسرارها ولعل أهم ما أبدع به إنسان تلك المرحله هو تعبيره عما يحيط به مستخدماً الرموز التصويريه على الصخور ثم المنحوتات الحجريه وفي فترات لاحقه المنحوتات المعدنيه بكل انواعها ( برونز، فضه، ذهب)
وقد حضيت الحيوانات باهتمام بالغ في كل الحضارات القديمة مع اختلاف الرمزيه من حضارة إلى أخرى لنفس الحيوان و مشاركه نفس الرمزيه في بعض الأحيان حتى أن بعض الحيوانات اتخذت رموزاً لبعض الالهه و المعتقدات الدينية القديمة
كان من أحد أهم هذه الحيوانات هو الوعل البري حيث نجده متواجد بقوه في الحضارات القديمة حول العالم فالبعض أعتبره رمزاً لالهه الحرب والبعض اتخذه رمزاً للخصب والقمر في شبه الجزيرة العربية
يعتبر الوعل واحداً من أهم الرموز في الحضارة اليمنية القديمة وتزينت به أغلب النقوش والمعابد كحيوان مقدس ويمكن اعتباره أيقونة رمزيه للحضارة اليمنية لما يحمل من دلالات تميزه عن غيره من الحيوانات ومن هذه الدلالات
- ان الوعل أحد رموز الحريه فهو حيوان صعب المنال لا يعيش إلا في أعالي الجبال الشاهقه والمناطق الوعره ولا يقبل الخضوع والاستئناس ولذلك كانت تقام له طقوس صيد ملكيه و استعدادات خاصه لصيده
- أن الوعل أحد الحيوانات المرتبطه بالقمر والذي ارتبطت به حياه اليمن قديماً وقد جسد الفنان قرون الوعل باطوار القمر التي التي تشبه الهلال في انحنائها كما صورها بشكل دائري محاكاة للقمر عندما يصبح بدراً
- الصفات المشتركه بين القمر والوعل تتمثل بالعلو والارتفاع فالقمر مكانه في كبد السماء والوعل مكانه في قمم الجبال فهو يتسلق الجبال ويقف بشموخ وثبات على قممها إلى جانب ان القمر يسير في السماء وراء الجبال الشاهقه والوعل يقوم بذلك بحثاً عن أماكن المطر حيث جسدت تماثيله عادة وهو ملتفت لأحد الجهات دلاله على الترصد والحذر وارتبطت تلك الرمزيه بين القمر والوعل بظاهرة مواسم الأمطار
- ان الوعل رمزاً للقيادة إذ أنه يعيش في شكل جماعات منظمه ويقود القطيع أحد الذكور الأقوياء ويعمل على تأمينها ويتحسس الخطر ويقود القطيع إلى أماكن الماء والكلاء
✍️رياض الفرح
#يوم_الوعل_اليمني
أيقونة الوعل في الحضارة اليمنية