آثار مدينة حصى مملكة قتبان محافظة البيضاء

 

التنقيبات الاثريه في محافظة البيضاء موقع حصى

تقع مدينة حصي القديمة على بعد 16 كم شمال شرق مدينة البيضاء، وعلى بعد 1.5كم شمال غرب قرية العقلة(عقلة بني عامر) بمديرية الصومعة. وقد مثلت مدينة حصي عاصمة الأصابح (من شعب مضحى)، وشعب مضحى هو من أحد الشعوب المسيطرة على جزء كبير من هضاب المرتفعات الجنوبية في العصور القديمة. وكان يطلق على زعمائهم لقب الأقيال، ومفردها (قيل)، وكانت من الشعوب التي أعلنت الولاء لملوك قَتَبَان، وفي مطلع الألف الأول الميلادي، تحرر شعب مضحى من الوصاية القتبانية، وانضم إلى اتحاد قِبلي مع مملكة حِمْيَر، ليحظى شعب مضحى من خلال هذا الاتحاد باستقلالية كبيرة.

اهمية موقع مدينة حصى شعب مضحي

إن موقع مدينة حَصْي يُعد من المواقع الحضرية النادرة والمعروفة على أرض شعب (قبيلة) مضحى، فهو الوحيد الذي يحتوي على عدد كبير من النقوش التي تركها أقيالها، ولذلك يبدو الموقع كأنه منشأة حضرية رئيسية لهذا الشعب ومقراً لِسُلطَتهم. كذلك كان يطلق على أقيال مصحى أيضاً «أرْبَاب قَصْر كَوْكَبَان». وعلاوة على ذلك فإنه من الممكن التعرف على أطلال قصر كوكبان ميدانياً. ففي الواقع، كان المبنى الأثري الذي يطلق عليه المبنى A والواقع إلى الجهة الجنوبية للموقع في القطاع A واضحاً للعيان بشكل كبير قبل الشروع بأعمال التنقيبات الآثارية في الموقع. وقد تم الحفر في المبنى خلال ثلاثة مواسم متتالية، أسفرت عن وجود استيطان في المبنى يعود إلى ما بين القرن الثاني قبل الميلاد، والقرن الرابع الميلادي. وبدا المبنى على شكل بناية واسعة تتقدمها باحة ضخمة ذات أساسات مقسمة إلى مربعات كانت تستخدم كمكان للتخزين.

ولإن معارفنا التاريخية لهذه المنطقة كانت لا تزال غير مكتملة وغير كافية لكتابة التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يخص (إتحاد مضحى القبلي) وكيف استطاعت على سبيل المثال تنظيم الحياة الزراعية فيها، وبناء المنشآت المائية لري الأراضي التابعة لها.

اهداف التنقيبات الاثريه في موقع مدينه حصى

كان الغرض من إجراء الدراسات وأعمال التنقيبات الأثرية في هذا الموقع يهدف إلى:

تحديد طبيعة النظام المعماري للموقع بشكل خاص و لمدن المرتفعات بشكل عام.

- الكشف عن أسلوب البناء والمواد المستخدمة.

- إظهار وتوضيح شكل المخططات الهندسية المنشآت المعمارية والشوارع والتحصينات وتطوراتها .

نتيجة التنقيبات الاثرية في مدينه حصى

وبفضل الأعمال الخاصة بهذا الموسم (الرابع 2008م) فقد تمكنت البعثة الأثرية المشتركة من توضيح:

- النظام السكني في موقع حصي، وأيضا تتابع الطبقات السكنية التي أظهرت تواصل واستمرارية في الاستيطان منذ القرن الثاني قبل الميلاد، وقد كانت هذه المساكن مأهولة دون انقطاع حتى القرن الرابع الميلادي تقريباَ.مطلع الألف الأول الميلادي وحتى العصر الإسلامي (فترة الدولة الرسولية).

- مكنت المواد الفخارية المستخرجة من الطبقات الثقافية للموقع التسلسل التاريخي لبعض مراحل الإستيطان للمدينة والذي اتضح أنها(تبدأ من الفترة القتبانية تليها الفترة الريدانية ثم الفترة الحميرية وحتى العصر الإسلامي) مما سيساعد مستقبلا بالمقارنة مع فخاريات مواقع المرتفعات اليمنية.

- و بخصوص اللقى الأثرية فإنها تظهر وبشكل واضح وحدة فنية مع تنوع طريقة الصنع وهذا ما نجده في مواقع حميرية أخرى. وأخيرا فإن دراسة المواقع المحيطة بحصي تعطينا فكرة شاملة ومهمة عن المناطق التي كان يسيطر عليها الأصابحة ولعدة قرون.

فريق بعثة قتبان في محافظة البيضاء مدينة حصى

وقد تكون فريق بعثة قتبان الذي نفذ أعمال التنقيبات الأثرية في هذا الموقع من :

الجانب اليمني:

- أ.د. فهمي علي الأغبري / أستاذ الآثار والنقوش اليمنية القديمة – جامعة صنعاء.

- أ. يحي النصيري / مدير عام الآثار في محافظة البيضاء – الهيئة العامة للآثار والمتاحف.

- خالد عبده محمد الحاج / خبير آثار، حفريات، فخاريات – الهيئة العامة للآثار والمتاحف.

- عبد الحكيم عامر / خبير آثار، حفريات – الهيئة العامة للآثار والمتاحف.

- صالح البصيري / فني حفريات – الهيئة العامة للآثار والمتاحف.

الجانب الفرنسي:

- أ.د. كريستيان روبان / خبير نقوش، رئيس البعثة - المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.

- جيوم شارلوت / خبير آثار، مسئول الحفريات.

- جيريمي شتيكات / خبير آثار، مسئول الحفريات - المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.

- جوليان شاربونيه / خبير آثار، نظام الري القديم.

- جوليان كوني / خبير آثار، فخاريات

- ماثيو نيفولو / طوبوغرافي

- أستريد أيمري / خبيرة آثار، حفريات - المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.

- ايفونا جايدا / خبيرة نقوش - المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.

- منير عربش / خبير نقوش - المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي

منقول من صفحه الدكتور خالد الحاج