الوعل في الحضارة اليمنية القديمة
الوعل هو أحد أهم رموز الحضارة اليمنية: يظهر الوعل في الرسوم الصخرية في الجزيرة العربية بما فيها اليمن منذ العصر الحجري الحديث (أي منذ الألف الثامنة ق.م.) ويزداد استخدامه في حضارات اليمن بشكل مكثف منذ بدايات الألف الأولى ق.م. ويظهر بشكل خاص كرمز إلهي وخاصة للإله السبئي ألمقه وترتبط به الكثير من الطقوس الدينية وطقوس الخصب ومنها الصيد الشعائري، قديما وحديثا. ولكن ظهوره يتّخذ سمات فنية مُتقنة منذ أواسط الألف الأولى ق.م. فيظهر في ديكور بعض معابد جوف اليمن التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الميلاد. وكما يظهر في ديكور اللوحات النذرية التي تعود إلى القرن الثامن ق.م. وغيرها كما أن هناك الكثير من المنحوتات والتماثيل الحجرية والبرونزية التي تجسّد الوعل في كافة الممالك السبئية.
الوعل اليمني في معرض اليابان
الوعل الذي يظهر في الصورة تعود ملكيته الآن للشيخ القطري حمد آل ثاني (الآن الآمير الوالد). يقدم هذا الوعل جميع مَيّزات ايقونة الوعل المُتقنة الصنعة في اليمن القديم : القرون الضخمة المقوسة والشوكية ، آذان منتصبة ، وعينان جاحظتان ولحية صغيرة. ويؤكد النقش أصالة هذا التمثال. ويوجد على بدن الوعل نقش قتباني وهذا النص مكتوب باللغة القتبانية، إحدى اللغات الخمس اللغات المعروفة في اليمن القديم وبخط المسند، ويساعدنا هذا النقش في تحديد تاريخ هذا الوعل ، فحسب أسلوب الكتابة يمكن تأريخه إلى نهاية القرن الأول قبل الميلاد أو بداية القرن الأول الميلادي.
قراءة النقش على الوعل البرونزي من مملكة قتبان
"(أعضاء) قبيلة ذو مَرْيَمت ، القاطنون في
مدينة تُبْناو ، قدّموا (هذا الوعل كقربان (للإله) حَوْكم".
كان هذا الوعل في الأصل مثبتا في معبد مكرّس للإله القتباني حوكم. وتم تقديمه كقربان للإله حوكم من قبل مجموعة من مواطني مدينة مَرْيَمت وهي مقر قبيلة مَرْيَمت في وادي حريب الواقع جنوب مأرب، وهو أحد مناطق مملكة قتبان . وتاريخ هذه المملكة موثق جيدا في مئات النقوش من القرن الثامن قبل الميلاد. م حتى نهاية القرن الثاني.
ملكية هذا الوعل تعود للشيخ القطري حمد آل ثاني (الآن الآمير الوالد) وعرض هذا الوعل في معارض فنية دولية منها معرض في اليابان https://www.tnm.jp/modules/r_free_page/index.php?id=1979&lang=en
الصورة Public Domain
د. #محمد_مرقطن :#تغريدات_أثريّة_(13): #أيقونة_الوعل_في_حضارات_اليمن_القديم
#Maraqten0.11.2021
إقراء 👇