شهر ذي الحجة في النقوش اليمنية القديمة
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شهر ذي الحجة في النقوش اليمنية القديمة

الحج في النقوش المسندية اليمنية



مواسم الحج في الحضارات القديمة 


عرف العرب قبل الإسلام علم الفلك والحساب لتحديد الأزمنة و الأوقات وأساس ذلك ناشئ إلى الحاجة لمعرفة مواسم الأمطار والرياح والبرد والعبادات وغيرها من الأمور.
فقسموا السنه إلى شهور أطلقوا عليها أسماء تدل على طبيعة الزمن الذي حددت فيه ،  وكانوا يعتمدون في حساب السنين بدورة منازل القمر وفي حساب الشهور بدورة القمر نفسه وكانت مواسمهم ثابتة ومن تلك المواسم إقامه الأسواق والعبادات والأعياد والصوم والحج ، ومثل ذلك يعد وجة من أوجه الحضارة العربية واليمنية على وجه الخصوص قبل الإسلام، وبعد الإسلام أستمرت تسمية الشهور كما هو قبلة فتسمية الشهور الهجرية المعروفة اليوم هي نفسها و قد أكد القرآن الكريم على الحساب بالشهور القمرية وذلك ما كانت تعرفه العرب قبل الإسلام في بلاد الرافدين والحجاز و اليمن قال تعالى ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ و من المعلوم أن العرب استخدموا أسماء أخرى للشهور وهي المعروفة بشهور المعالم الزراعية و من ذلك التقويم الحميري و الذي وردت فيه أسماء ما زالت تستخدم حتى اليوم مثل الصراب والقياض والخريف وغيرها من الشهور


الحج في نقوش المسند اليمني


الحج هو أحد أهم الطقوس والشعائر الدينية في كل الحضارات فقد عرف في الحضارة المصرية وبلاد الرافدين و اليمن القديم مع اختلاف المعبودات وتعددها قديماً
والحج هو لفظ يقصد بة الذهاب إلى الأماكن المقدسـة في وقت محدد للقيام بالطقوس التعبدية مثل تقديم القرابين والنذور والسير في مواكب مقدسة، وهذا ما تؤكده المصادر التاريخية و النقوش.
و الحج في اللغة هو القصد و القدوم و كثرة التردد فيقال حج المكان اي زارة.
و يرى الباحثين ان كلمة حج مشتقه من أصل سامي هو (ح و ج) وتعني خط مستدير و قد وردت في النقوش اليمنية ( ح ج) و في الارامية  ( م ح ج ت) و في النقوش اللحيانية ( ح ج ج و) كما وردت في النقوش الثمودية و الصفوية ولكن  النقوش اليمنية وردت فيها كلمات أخرى للدلاله على الحج   هي ( ح ض ر) و ( ه ح ض ر) كصيغتين فعليتين بمعنى أدى حجاً او زياره و  احتفل بعيد او اقام عيداً، ورردت كلمه ( ه و ف ر) بمعنى أدى حجاً و بصيغة اسميه ( م و ف ر ت) بمعنى حج، ووردت بصيغه صريحه في بعض النقوش  (ح ج)، (ح ج ن)، (ح ج و) بالإضافة إلى ( ب ع ل ت/ ح ج ت) اي رب الحج ووردت بصيغة (ح ج) في النقوش المعينيه بمعنى حاج


ميقات الحج و مكانة في النقوش اليمنية


وردت إشارات في النقوش اليمنية حول مواقيت الحج و التي كانت تقام في شهر معين من السنه ولكن موعدها يختلف من معبود إلى آخر فيذكر  أحد النقوش  ان الحج كان في شهر ذي أبهى و ان مدته تسعة أيام و يشير نقش آخر إلى شهر ( ذ م ع ل ص ن)   ونقش اخر يذكر ميقات الحج في شهر ذو هبس
  ونقش آخر وهو الاهم فورد فيه ان ميقات الحج في شهر (ذ ح ج ت ن) = ذو الحجة وهو دليل واضح على ان شهر ذي الحجة هو أحد الشهور المقدسـة التي عرفتها اليمن قديماً.

و يشير الدكتور منير العريقي إلى أن مفهوم الحج في الحضارة اليمنية القديمة اختلف عن ذلك الذي يتم إلى بيت الله الحرام بمكة رغم الشابه في بعض الأشياء ففي اليمن القديم قصد به زيارة مكان مقدس أو أكثر في زمن محدد من أجل التقرب لإله معيّن ولهذا عرفت اليمن عدداً من المواقع والمعابد كانت لها صفة المحج الذي يفد إليه الناس للزيارة فمنها ما أرتبط بالإله تألب ريام في همدان و ال مقة في مارب وسين ذي اليم في شبوة و قد اوردت مصادر النقوش العديد من التفاصيل حول التنظيم الدقيق التي احيطت به شعيره الحج في اليمن القديم مثل الامور المسموح بها والامور المحضوره التي يوجب مخالفتها تقديم غرامه للمعبد  وتجهيز الأماكن لاستقبال أكبر عدد من الناس و النذور و القرابين


مكانة الحج في الإسلام


الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد فرضه الله على كل مسلم و مسلمه ، يقول الله تعالى : "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" (آل عمران) ،  وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها إلى الله وهو عبادة العمر، وخِتَام الأَمْر، وتَمام الإسلام وكمال الدِّين وهذه المكانة قد غرَسَها الله في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربِها، فإنَّك تَجِد المسلم مهما تباعدَتْ به الدِّيار، ونأى به المزار يتحرَّق شوقًا إلى زيارة البيت الحرام، وتظَلُّ أطياف هذه الزِّيارة تداعب خياله، ويَمْلأ الحنين إلى البيت قلْبَه حتَّى يأذن الله له بتحقيق هذه الأُمْنية التي يعتبرها كلُّ مسلم تتويجًا لرِحْلة العمر، وبابًا للفوز برِضْوان الله وقد سُئِل النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن أفضل الأعمال، فقال: ((إيمانٌ بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((ثم حجٌّ مبرور))؛ متَّفَق عليه.

✍️ :رياض الفرح

ذي الحجة 1442

يوليو2021 
المصادر
- الفن المعماري و الفكر الديني في اليمن القديم د. منير العريقي
- المواسم و حساب الزمن عند العرب قبل الإسلام عرفان حمور
- طقس الحج في النقوش السبئيه ،القدره و صدقه





عن الكاتب

رياض الفرح

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية