سفیان بن مجيب الثمالي
فاتح طرابلس وأمير بعلبك
هو الصحابي الأمير الفاتح سفيان بن مجيب الثمالي الأزدي
و ثماله بطن من الأزد ، ازد السراة ، بمنطقة السروات بأعالي اليمن ، ومنها انطلق سفيان بن مجيب الشمالي وعبد الله بن قرط الثمالي وغيرهما من رجالات ثماله إلى رسول الله مؤمنين برسالته مبايعين ، وأخذ كل منهم مكانه في موكب رسول الله عليه الصلاة والسلام .
قياده سفيان بن مجيب لفتح طرابلس
وقد شهد سفيان بن مجيب موقعة اليرموك و افتتاح دمشق وحمص والسواحل في ولاية أبي عبيدة بن الجراح ثم إن الروم غلبوا على بعض هذه السواحل في أخر خلافة عمر بن الخطاب أو أول خلافة عثمان ويعود ذلك إلى وجودهم القوي في طرابلس ثم كما ذكر المدائني افتتح طرابلس سفيان بن مجيب .
وقد كان فتح طرابلس حدثا تاريخياً هام جاء في فتوح البلدان : ولما استخلف عثمان وولی معاوية بلاد الشام ، وجه معاوية سفيان بن مجيب الأزدي إلى طرابلس وهي ثلاث مدن مجتمعة . فبنى سفيان في مرج على أميال منها حصناً ، سمي حصن سفيان ، وقطع المادة على أهلها من البحر وغيره ، وحاصرهم ، وكان يبيت كل ليلة في حصنه ويحصن المسلمين فيه ثم يغدو على العدو ، فلما اشتد عليهم الحصار أجتمعوا في أحد الحصون - المدن - الثلاثة ، وكتبوا إلى ملك الروم يسألونه أن يمدهم أو يبعث إليهم بمراكب يهربون فيها إلى ما قبله ، فوجه إليهم ملك الروم بمراكب كثيرة فركبوها ليلاً و هربوا ، فلما أصبح سفيان - وكان يبيت كل ليلة في حصنه ثم يقد على العدو - وجد الحصن الذي كانوا فيه خاليا ، فدخله .. وهو الذي فيه الميناء اليوم وبذلك تم فتح طرابلس عام ۲٤ هجرية .
وجاء في كتاب الجامع أن : سفيان بن مجيب فتح مدينة طرابلس على عهد عثمان بن عفان وأخرج منها الروم واليهود وجعلها معقلا من معاقل العروبة والإسلام . وهو أول قائد عربي مسلم أنشأ حصنا يلجأ إليه المسلمون لیلا فيأمنون فيه غائلة التقلبات الجوية ومباغتة العدو لهم . وقد أدى فتح سفيان بن مجيب لطرابلس إلى تأمين سائر حصون ومدن السواحل وتم ترتيبها بالحاميات والمقاتلين وإقطاعهم القطائع ، وتوطدت دعائم فجر العصر العربي الإسلامي في تلك الربوع ، وتم اتخاذ مدينة بعلبك عاصمة إدارية وتولاها وأقام بها سفيان بن مجيب ، فكان هو أول أمير لبعلبك و أعمالها في الإسلام ومكث أميراً عليها منذ ما بعد . فتح طرابلس عام 24 هجرية - إلى انتهاء خلافة عثمان بن عفان ثم بعد ذلك. ولم يزل سفيان بن مجيب أمير لبعلبك ومن أمراء وأعلام الشام إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى سنة 53 هجرية رضي الله عنه وأرضاه
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول
تأليف محمد حسين الفرح
تقديم رياض الفرح