حسان بن النعمان الغساني
من عظماء الأمراء الفاتحين الذين أرسوا دعائم الإسلام في شمال أفريقية هو حسان بن النعمان الغساني الذي اشتهر بلقب ( الشيخ الأمين ) وافتتح الأوراس والجزائر والمغرب وكان له في التاريخ دور عظیم قال عنه ابن خلدون : افتتح حسان بن النعمان قرطاجنة عنوة ، وفر من كان بها من الروم والفرنجة إلى صقلية والأندلس . . وملك جبل الأوراس وما إليه ودوخ نواحيه ، وآمن البربر ، وكتب الخراج عليهم وعلى من معهم من الروم والفرنج على أن يكون معه اثنا عشر ألف من البربر لا يفارقونه في مواطن جهادها
و قبيلة غسان من القبائل اليمانية السبائية العريقة ، وقد جاء ذكرها في نقوش المسند اليمنية المعثور عليها في اليمن ، ومنها نقش وادي عبدان الكبير باسم الملك ملشان أريم الحميري يذكر فيه ، أرض غسان وكانت غسان تسكن مع إخوتها من قبائل الأزد في أرض مأرب ، ويجمع اسم غسان خمسة عشائر وبطون من الأزد ثم انتقلت غسان من أرض مأرب باليمن إلى أداني الشام في أعقاب سیل العرم - الثاني - بالقرن الثالث الميلادي ، فسكنوا تخوم وأداني الشام ما بينه وبين جبال الشراة مما يلي أعمال دمشق والأردن , وسميت تلك المنطقة باسمهم ( أرض غسان ) وهناك نشأت مملكتهم.
ولاية حسان بن النعمان لافريقية وفتوحاته
شهد حسان فتوح الشام ومصر ثم أفريقية وكان حسان قائد عسكر الشام في جيش معاوية بن حديج الذي افتتح أفريقية سنه 44 هجرية ثم عاد إلى مصر سنه 50 وعمل مستشاراً لمسلمه بن مخلد الأنصاري ثم في ولاية زهير بن قيس لافريقه 62-67 للهجره كان حسان من قاده الجيش الذين ارسلهم عبدالملك بن مروان لدعم زهير بن قيس في محاربه الملك البربري كسيله وعند عوده زهير من القيروان إلى برقه استخلف حسان بن النعمان و سفيان بن وهب الخولاني على القيروان وبعد استشهاد زهير بن قيس البلوي في برقه سنه 69 هجرية ظهرت كاهنه بربريه للانتقام من مقتل كسيله وانظم إليها العديد من البربر يدعمهم الرومان وتقدموا في جيش عظيم لقتال المسلمين وكانت معركه حاسمه انهزم فيها المسلمين في وادي مسكياته شرق الجزائر وتم أسر 80 من المسلمين فانسحب حسان بن النعمان بمن بقي معه من الجيش إلى قابس ثم إلى القيروان فكتب إلى الخليفة فامره بالمرابطه في برقه حتى تأتيه التوجيهات حيث كانت تلك الفتره تشهد خلافاً على الحكم بينه وبين عبدالله بن الزبير، واستمر حسان بن النعمان والياً على برقه وطرابلس واستشعرت الكاهنه خطوره ذلك وإمكانية قيام المسلمين بغزو القيروان لاستعادتها فقامت بإطلاق الأسرى المسلمين لاستمالتهم وابقت عندها خالد بن يزيد القيسي ، وفي عام 74 هجرية استقر أمر الخلافة لعبد الملك بن مروان فكتب لحسان بن النعمان بولاية أفريقية وسير إليه جيش لدعمه في محاربة الكاهنه فلما علمت بمسير المسلمين إليها أمرت أصحابها بقطع الأشجار وتخريب المزارع و هدم الحصون وتراجعت للتحصن في معلقها في الاوراس وقد أثار ذلك التصرف أصحاب تلك المدائن والمناطق من البربر و بعض الروم ، قال ابن الرقيق : لما قدم حسان لقيه من النصارى في طريقه ثلثمائة رجل يستغيثون إليه من الكاهنه فيما نزل بهم من خراب . ومضى حتى وصل إلى قابسة فخرج إليها أهلها ، وكانوا قبل ذلك يتحصنون من كل أمير مر بهم ، فاستأمنوا إليه ، وأدخلوا عامله ، فأمنهم على مال معلوم واستولى على قسطيله ونفزاوة وكذلك أعاد حسان افتتاح ( قرطاجنة ) و ( سطفورة ) و ( بنزرت ) ثم ورد ( القيروان ) فضبط أمورها وأقام بها ، واستكملت أفريقية إلى ( عنابه ) و ( باجة ) طاعة لحسان واستجابة
المواجهة الحاسمة بين حسان والكاهنة
ثم تقدم حسان من أفريقية ( تونس ) إلى ( تهودة ) وجبال الأوراس - بالجزائر ، فأرسل حسان رسولا سرا إلى خالد بن يزيد - وهو عند الكاهنة - بكتاب يستعلم منه الأمور ، فكتب إليه جواب يستحثه بالسرعة ويعلمه عن تفرق البربر والروم عنها، فسار حسان نحوها ، فالتقوا ، واشتد القتال ثم نصر الله المسلمين وقتل حسان الكاهنه وملك جبل أوراس وما إليه ، ودوخ نواحيه ، وانصرف إلى القيروان ، وأمن البرر ، وكتب الخراج عليهم وعلى من معهم من الروم والفرنج على أن يكون معه اثنا عشر ألفا من البرر لا يفارقونه في مواطن جهاده ، فأجابوه إلى ذلك ، فجعل على هذا العسكر ابني الكاهنة ، ثم فشا الإسلام في البربر ، وعاد حسان إلى القيروان في رمضان من تلك السنة ، وأقام لا ينازعه أحد )
الدور العظيم لحسان بن النعمان في المغرب العربي
إن حسان بن النعمان الغساني هو أعظم الولاة الفاتحين لشمال أفريقية والمؤسس الحقيقي لعصرها العربي الإسلامي لأن نتائج الفتوحات السابقة كانت قد تبددت منذ انتصار کسيلة في موقعة تهودة - عام 62 ، ثم منذ سيطرة الكاهنه وحكمها لأفريقية ( تونس ) بما في ذلك القيروان (69-73 ) ، وتتمثل معالم الدور التاريخي العظيم لحسان بن النعمان في التالي - أعاد حسان بن النعمان افتتاح أفريقية ( تونس ) بأكملها ، وأوطن بها من العرب المسلمين الذين معه ، وأعاد بناء ما تخرب من القيروان : كما جدد حسان بناء مسجد القيروان ، ودون الدواوين - وأفتتح حسان جبال الأوراس وما إليها ، فانضوت الأوراس ونواحي الجزائر في السلطة العربية الإسلامية ، ورفرفت رايات الإسلام في جبالها وحصونها . . وانتهج حسان سياسة التسامح والإخاء مع البربر في أفريقية ( تونس ) فانضووا في إطار السلطة العربية الإسلامية ، ولما هزم الكاهنة وافتتح جبال الأوراس ونواحيها قام بتأمين البربر الذين فيها ، فمالوا إلى سلطة الإسلام.
قام حسان بتجنيد اثني عشر ألف من بربر الأوراس والجزائر ، واجتثاث حساسيات الحرب السابقة بأن جعل ابني الكاهنة من قادة جيشه ، وأسند إليهما قيادة أولئك العسكر البربر الذين تم تجنيدهم ، وكان لذلك تأثيره السريع في تحقيق النتيجة بإسلام قبائل زناته البربرية ، وهي من القبائل ذات الجذور اليمانية الحميرية العريقة القديمة.
- دون حسان الدواوين ، وولي الولاة وكان من أبرز الذين دخلوا معه وتولوا ذلك :
ا - زياد بن أنعم بن ذري بن يحمد بن معدي كرب المعافري الحميري ، وهو : تابعي ، من الثقات ، هاجر من اليمن وسكن مصر ، وشهد فتح قرطاجنة وغيرها ، واستقر في القيروان ، وتنسب إليه رسالة في الأحاديث النبوية التي رواها بالقيروان ، وكان ابنه عبد الرحمن بن زياد المعافري أول مولود في الإسلام بأفريقية ، ولد ببرقة ثم عاش بالقيروان ، وتولى فيما بعد قضاء القيروان ، وله کتاب مسند في الحديث جزئين ، وتوفي بالقيروان.
2 - عبد الرحمن بن رافع التنوخي الحميري ، من يمانية الشام ، وأصبح قاضیا للقيروان ، وهو أول قاض للقيروان منذ بنائها ، حيث تولاه موسی بن نصیر قضاء القيروان سنه 80 .
3 - سفیان بن وهب الخولاني ، أبو اليمن : صحابي ، من الأمراء ، حج مع النبي في حجة الوداع ، وشهد فتح مصر ، واستقر بها ، وغزا شمال أفريقية سنة 67 ه ) أميراً لعبد العزيز بن مروان ، ثم دخلها مع حسان بن النعمان الغساني ، واستقر بالقيروان إلى أن توفي
4 - الفقيه حنش بن عبد الله بن عمرو بن حنظلة السبائي الصنعاني : تابعي ، من القادة الشجعان ، دخل مصر ، وغزا أفريقية مع رويفع بن ثابت ، ثم مع زهير بن قيس البلوي، وهو أول من ولي عشور أفريقية - أي مسؤولية ديوان الخراج والعشور بالقيروان وأفريقية، ثم شهد فتح الأندلس مع موسی بن نصير
5- الأمير الفاتح موسى بن نصير اللخمي اليماني ، قال ابن كثير أنه دخل أفريقية وغزا إلى المغرب سنة79 ، فيكون ذلك في ولاية حسان بن النعمان ، مما يشير إلى أن موسى بن نصير كان من الأمراء القادة في إطار ولاية حسان
6 - صالح بن منصور الحميري ، المعروف بالعبد الصالح : أمير من الداخلين على المغرب في أيام حسان ، افتتح أرض نكور بالمغرب في زمن الوليد.
- وكان من أهم معالم دور وإنجازات حسان بن النعمان أنه هو الذي أسس ( دار الصناعة ) بتونس التي أنتجت عددا ضخمة من السفن الحربية التي حملت الفاتحين العرب إلى الأندلس وإلى جزر البحر الأبيض المتوسط وإلى جنوب إيطاليا .
سنوات حسان بن النعمان الأخيرة
بينما تذكر رواية لابن الأثير أن حسان بن النعمان أقام بالقيروان وأفريقية لا ينازعه أحد إلى أن توفي عبد الملك بن مروان - أي في شوال 86 - پذكر ابن الأثير رواية ثانية بأنه عاد حسان إلى عبد الملك واستخلف على أفريقية رجل اسمه أبو صالح إليه ينسب فحص صالح في المغرب ويؤكد ذلك قول ابن خلدون : ان موسى بن نصير قدم القيروان وبها صالح نائب حسان بن النعمان وبالتالي يمكن إدراك أنه بالرغم من عودة حسان بن النعمان إلى مصر وإلی عبد الملك بن مروان فقد استمر والياً لشمال أفريقيا من خلال وجود نائبه وخليفته. وقد شهدت تلك الفترة أيضا ما ذكرته التراجم من أن حسان كان عاملا على مصر في أيام عبد الملك بن مروان ، وبما أن عبد العزيز بن مروان كان أميرا لمصر إلى أن توفي عام 85 ، فإن ولاية حسان لمصر تكون في الفترة 85-86 هجرية، ولما توفي عبد الملك وتولى الخلافة الوليد بن عبد الملك - في شوال 86 اعتزل حسان وعاد إلى دمشق في أول عهد الوليد ، وفي عام 87 تم تجهيز جيش من الشام لغزو بلاد الروم ( تركيا ) فسار حسان في ذلك الجيش غازياً الروم ، فتوفي بين ثغور الشام وبلاد الروم عام 87 هجرية بعد عمر حافل بالفتوح والأمجاد الخالدة.
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول
تأليف محمد حسين الفرح
تقديم رياض الفرح
مايو 2020
syukran jazilan.
ReplyDeletesolar panel
renewable energy
scada
solar panel in malaysia
scada system
gprs
digitalization
remote terminak unit
progressive impact technology sdn bhd
rtu
anm penyata gaji
ReplyDeleteanm slip gaji
e-pangkat
sso pdrm
bahagian pengurusan hartanah
rumah persekutuan
tempat bersejarah di malaysia
slip gaji online anm
mercu tanda malaysia
gambar pemandangan pantai
سلمت اناملك
ReplyDelete