يعتبر يوم 14 أبريل من كل عام هو رأس السنة اليمنية وأول أيامها وحدد اليمنيون هذا التاريخ لأنه يتزامن مع دخول موسم الأمطار في اليمن.
وعلى الرغم أن السنة اليمنية موثقة والتقويم اليمني لا يزال موجوداً إلا أن الكثير لا يعرف عنها شيئاً ولا يعتمد اليمنيون عليها.
وترى الباحثة في التاريخ اليمني القديم، منال دماج في حديث لـ "اليمن العربي" أن السبب في ذلك يعود إلى طغيان اللغة العربية على اللغات اليمنية القديمة، إضافة إلى أن أبو موسى الأشعري اعتمد في كتابة تقويم السنة الهجرية على تقويم السنة الحميرية.
معلومة تاريخية عن السنه الميلادية
لم تكن السنة الميلادية تبدا في شهر يناير حتى عام (1582م) في عهد البابا غريغوريوس بابا روما الذي حول العام إلى الترتب الذي نعرفه اليوم .. وكانت تبدأ في شهر ابريل وتنتهي في مارس.
بينما كانت السنة اليمنية تبدا في 1 ذو الثابة الذي يوازيه بالتقويم الميلادي الحديث يوم 14 ابريل وبداية ذو الثابة هو موعد الامطار الموسمية على اليمن .. والتقويم اليمني القديم يرافق المواسم الزراعية في اليمن من بدايتها وحتى نهايتها.
تقسيم السنه في اليمن القديم
فصل الصيف و يسمى ( دثأ ) وفيه الشهور التالية :
ذ ثبتن = ذَ الثابة أول شهور السنة الزراعية ويقابله شهر أبريل في الميلادية - نيسان في السريانية
ذ مبكر = مبكر يقابله شهر مايو في الميلادية - أيار في السريانية
ذ قيظن = ذَ القياظ يقابلة شهر يونيو في الميلادية - حزيران في السريانية
فصل الخريف ويسمى ( خرف ) وفيه الشهور التالية :
ذمذرأن = ذَ المذرأ يقابله شهر يوليو في الميلادية و تموز في السريانية
ذخرفن = ذَ الخريف يقابله شهر أغسطس في الميلادية و آب في السريانية
ذعلن = علان يقابله شهر سبتمبر في الميلادية وايلول في السريانية
فصل الشتاء ويسمى ( سعسع ) وفيه الشهور التالية :
ذ صربن = ذَ الصراب يقابله شهر أكتوبر في الميلادية - تشرين الأول في السريانية
ذ مهلتن = ذَ المهلة يقابله شهر نوفمبر في الميلادية - تشرين الثاني في السريانية
ذ ألن / ذ ألل = ذي الآل يقابله شهر ديسمبر في الميلادية - كانون الأول في السريانية
فصل الربيع وكان يسمى ( مليم ) وفيه الشهور التالية :
ذ دثأ = ذَ الدثأ يقابله شهر يناير في الميلادية - كانون الثاني في السريانية
ذ حلتن = ذَ الحلة يقابله شهر فبراير في الميلادية - شباط في السريانية
ذ معن = ذَ المعين يقابله شهر مارس في الميلادية - آذار في السريانية.
التقويم اليمني القديم
يوم الثلاثاء14/4/2020 هو بداية السنة اليمنية الجديدة بحسب التقويم الحميري المتأخر والذي يبدأ من 115 قبل الميلاد وهو ليس اول تقويم في اليمن فقد عرفت اليمن التقويم الشمسي من الالفية الثانية قبل الميلاد.
ولكنهم لم يؤرخوا بتتابع السنين فكثير من التقاويم اليمنية القديمة كانت تؤرخ نسبة لتولي شخص منصب كبير الرشو (الكهنة) .
ويمكن استعراض التقاويم التي استخدمت في اليمن الحضاري منذ الالفية الثانية قبل الميلاد على النحو الاتي :-
_ التقويم السبئي:
في مملكة سبأ كان يتم التوريخ بالمناصب التي يتولاها (الرشو كاهن أكبر معابد) والذي يجب أن يكون من أبناء قبائل محدده وردت مسمياتها في النقوش وهي قبائل خليل ، حذمة ، فضاح ، يهحسم .
فكل كاهن من تلك القبائل يتولى منصب الكهانه لمدة 7 سنوات وحينها يتم التوريخ بعهده فيقال في السنة الأولى من كهانة فلان بن فلان ويأتي بعده شخص آخر من قبيلة أخرى وهكذا ...الخ
طبعاً هذا النوع من التقويم لم يكن ثابتاً بحيث نعرف متى كان ذلك بالضبط إلا أن يكون مذكور بالنقش إسم ملك يمكن ان نستشهد من خلاله على التاريخ بشكل تقريبي.
ونظراً لهذا التغيير والإختلاف ظهرت الكثير من أسماء الشهور التي تحمل دلالات مختلفة مثل شهور: ( ألالات ، هوبس ، عثتر ) وهي أسماء آلهة و شهر ( ذ سبأ ) الذي حمل إسم المملكة مما يشير إلى الدلالة السياسية.
والبعض له دلالات تتعلق بالمواسم مثل شهر ( دثا ) وهو أحد شهور وفصول التقويم الحميري وبعضها له دلالات تتصل بطقوس صيد الوعول والاخرى مرتبطه بالمواسم الزراعية وغير ذلك من الدلالات ..
_ التقويم القتباني:
مملكة "قتبان" هي إحدى الممالك التي حكمت اليمن القديم كانت عاصمتها مدينة تمنع في محافظة شبوه.
واستخدم القتبانيين تقويم مشابه للتقويم السبئي حيث كانوا يؤرخون بزمن أشخاص إلا أن مدة الولاية في قتبان سنتين فقط.
كما أنه لم يعرف صفات أو مناصب الأشخاص بمعنى لم يرد في النقوش لفظ ( رشو ) مثلما ورد في النقوش السبئية أو لفظ ( كبير ) مثلما يرد في النقوش المعينية ، بل كان يذكر في النقش في شهر كذا من سنة فلان بن فلان.
أما عن الدلالات التي تحملها مسميات الشهور القتبانية فهي بنفس الشكل الوارد في النقوش السبئية وعلى سبيل المثال شهر ( ذ عم ) يحمل دلالة دينية مرتبط بالإله عم وهو أكبر آلهة قتبان وشهر ذ تمنع المنسوب إلى العاصمة تمنع كدلاله سياسية.
وشهر الصراب المرتبط بالزراعة وشهر ذ ذبحتم المتعلق بالطقوس الدينية الأضحيات وغير ذلك .
_ التقويم الحضرمي:
مملكة "حضرموت" من أعرق وأقدم الممالك التي حكمت أجزاء شاسعة من اليمن وعمان حالياً..
والحضارم كانوا يؤرخون بنفس الطريقة المستخدمة في سبأ وقتبان ومعين التي سوف نتطرق لها تالياً.
أي أن التاريخ بحضرموت يتم بزمن أشخاص ، هذا ومما يؤسف له أن النقوش المتاحه بين أيدينا والمكتشفه إلى الآن لا تذكر كافة الشهور التي استخدمها أبناء حضرموت لكننا نأمل في المستقبل .
_ التقويم المعيني:
مملكة "معين" إحدى أقدم وأشهر الممالك اليمنيه القديمة وبنفس الشكل المذكور من قبل استخدم المعينيين نظام التوريخ بزمن أشخاص فكانوا يؤرخون بزمن تولي الملوك للحكم وبزمن تولي منصب الكبير وهو صاحب أعلى منصب إداري في المملكة هذا وتحمل الشهور المعينية دلالات مختلفة دينية وسياسية وإجتماعية وغيرها ، وهذه أسماء الشهور المذكورة في النقوش المعينية :
_ التقويم الحميري:
هذا التقويم يعتبر أهم تقويم يمني لأنه كان ثابتاً واستمر العمل به فترة طويلة جداً ما يقارب 700 عام.
وهو منسوب لشخص يدعى مبحض بن أبحض .. في بداية استخدامه كان يذكر إسمه في النقوش مثلاً يرد في النقش :
(ذ لخمست أخرفتم بن خرف مبحض بن أبحض)
المعنى في السنة الخامسة من سنوات مبحض بن أبحض
أما في النقوش المتأخره لم يعد يذكر مبحض فقد كان يكتفى بتحديد السنه فقط...
هذا وقد إتفق الباحثين بأن بداية العمل بالتقويم الحميري كان تقريباً عام 115 قبل الميلاد .