فروه بن مسيك احد الثوار على الفرس
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

فروه بن مسيك احد الثوار على الفرس


الثورة ضد الفرس في اليمن
فروة بن مسيك

من كبار الصحابة اليمانيين زعيم مراد ومذحج هو
 فَرْوة بن مُسَيك بن الحرث بن سَلَمة بن الحرث بن كريب بن زيد بن مالك بن مينا بن غُطَيف بن عبد اللّه بن ناجية بن مُرَاد المراديّ، ومراد هو مراد يحابر بن مذحج بن ادد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، كان أحد قادات وزعماء مذحج الذين تنادو إلى الجوف وعزموا بالقيام بثوره ضد حكم الفرس في صنعاء في الجاهلية وكانت قبائل مذحج تسكن مناطق شاسعه من اليمن تشمل بالأسماء الحالية مناطق من محافظات ابين وذمار وشبوه والبيضاء ومارب والجوف ونجران وعسير وكان من ابرز زعماء مذحج الذين قادو تلك الثورة فروه بن مسيك المرادي والحصين بن قنان الحارثي ويزيد بن عبد المدان الديان وعمرو بن معدي كرب الزبيدي وقيس بن مكشوح المرادي وعبهله بن كعب العنسي ولما بلغ ذلك باذان الفارسي خرج اليهم من صنعاء والتقته قبائل همدان (حاشد وبكيل) وعرضوا على باذان النصره والحلف ويعود موقف همدان إلى وجود خلافات بين همدان ومذحج من جهه ووجود تحالف بين همدان والفرس في صنعاء من جهه أخرى، ودارت بينهم موقعه هامه امتد خبرها إلى سائر الجزيرة العربية وقد دارت تلك الموقعة في منطقة الردم في وادي مذاب بالجوف وسميت تلك الواقعة بيوم الردم فتغلبت همدان على مذحج ثم قامت همدان ومن ورائها الفرس بإجراء عقابي غير معهود ضد ثوار مذحج باجلائهم من الجوف ومصادرة اراضيهم وتوطين عشائر من همدان في مناطقهم بالجوف وقد ساء ذلك فروه بن مسيك ان يتم تهجيرهم من مناطق أجداده الذين أقاموا دوله معين فانشد قائلا
أَحلَّ يحابر جدي غُطيفاً
معين الملك من بين البنينا
وملكنا براقش دون أعلا
وأنعم أخوتي وبني أبينا
وفي ابيات أخرى من شعره قال
دعوا الجوف إلا أن يكون لامكم
بها عقر في سالف الدهر او مهر
وحلوا بيعمون فإن اباكم
بها وحليفاه المذله والفقر
وبعد يوم الردم توجه فروه بن مسيك إلى قبائل كنده في حضرموت لطلب مناصرتهم في الحرب ضد الفرس وهمدان فاستقر موقف كنده على انهم لا يستطيعون الاستجابة لطلبه ففارق فروه ملوك كنده وعاد إلى منطقة مراد في مأرب ثم توجه إلى الرسول صل الله عليه وسلم في المدينه ومن شعره في ذلك قوله
لما رأيت ملوك كندة أعرضت
كالرجل خان الرجل عرق نسائها
قربت راحلتي أؤم مُحمَّدًا
أرجو فواضلها وحُسْنَ ثرائها
وكان فروه بن مسيك قد اسلم في اليمن قبل وفادته إلى رسول الله بسنوات ثم التحق برسول الله الى المدينه سنه 7 للهجره فاجازه الرسول بإثنتي عشر اوقيه وأعطاه حله من نسيج عمان ونزل فروه عند سعد بن معاذ الانصاري وتعلم القرآن وفرائض الإسلام ومكث مع الرسول فتره بالمدينه و تزامن ذلك مع  نزول سوره سبأ وسأل فروه رسول الله عن سبأ فقال له الرسول( سبأ رجل من العرب أولد عشره فتيامن منهم سته وتشأم اربعه) ثم ورد ان رسول الله سئل فروه قائلا  «يا فَرْوة، هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرَّدم؟» قال: «يا رسول الله، مَنْ ذا يصيب قومه ما أصاب قومي لا يسوؤه!» فقال رسول الله: «أمَا إنّ ذلك لم يزدْ قومك في الإسلام إلا خيرًا، ثم بعد فتح مكه بعث رسول الله صل الله عليه وسلم البعوث إلى اليمن و كان فروه منهم فامره الرسول بدعوه الناس للإسلام في مناطق مراد ومذحج وفوضه في قبض الصدقات ممن اسلم في تلك المناطق ثم عاد فروه بن مسيك المرادي إلى رسول الله في السنه التاسعه للهجره في موكب من فرسان مذحج ومعه عمرو بن معدي كرب الزبيدي في فرسان من بني زبيد ثم لحق بهما الزعيم قيس بن مكشوح المرادي ابن اخت عمرو بن معدي كرب ومكثو في المدينه زهاء ثلاثه اشهر بصحبة رسول الله صل الله عليه وسلم ثم تهيأ فروه وعمرو وقيس للعودة إلى اليمن وعين الرسول فروه بن مسيك عاملاً أميراً على مناطق وقبائل مذحج جميعها وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقه وكان من قبائل مذحج المشهورة بنو الحرث بن كعب في نجران فخرج اليهم خالد بن سعيد بن العاص في إطار توجيهات رسول الله لفروه بن مسيك بدعوه من تبقى من قبائل مذحج للإسلام فاسلموا وتوجه وفد منهم إلى رسول الله فأخذ منهم البيعه وعين الرسول قيس بن الحصين أميراً على بنو الحرث في نجران وبعد عودة قيس إلى نجران بدأ بإجراء اتصالات واسعه مع قبائل مذحج وبعض همدان وازد السراه وقضاعه فاجمعوا على محاربه الفرس بصنعاء وان يجتمعوا إلى نجران حيث كان يقتصر الحكم الفارسي مقتصراً على صنعاء وما حولها فقط اما بقيه اليمن فكانت بيد الزعماء اليمنيين فاجتمع زعماء وفرسان وثوار اليمن إلى نجران وعسكروا عسكراً عظيماً وجمعوا جمعاً كثيفاً وانطلقوا إلى صنعاء بقياده الصحابي قيس بن مكشوح المرادي وكان فيهم عبهله العنسي و والصحابي عمرو بن معد كرب والصحابي قيس بن الحصين والصحابي يزيد بن عبد المدان والصحابي يزيد بن المحجل ويزيد بن الافكل الازدي وثان ابن ذي جره الحميري فوصلوا إلى مشارف صنعاء وكان باذان حاكم صنعاء الفارسي قد مات و قام الفرس بتوليه إبنه شهر بن باذان فخرج شهر بن باذان مع جيش الاساوره للقتال فعسكروا في معسكر الجيش الفارسي خارج السور الشمالي لصنعاء في منطقة شعوب فالتقا الجيشين واسفر القتال عن مقتل شهر بن باذان وهزيمه الفرس هزيمة ساحقة وسميت تلك الموقعه باسم( يوم صنعاء) وذلك في أوائل ذي الحجة السنه العاشرة للهجرة فدخلوا صنعاء ثم عاد كثير ممن شاركوا في المعركه إلى مناطقهم بينما اقام في صنعاء عبهله العنسي (الأسود العنسي)
وقيس بن مكشوح وعمرو بن معد كرب وخالد بن سعيد بن العاص وصلى المسلمين صلاة العيد في ساحه معسكر الفرس بمنطقة شعوب وسميت تلك الساحه منذ ذلك اليوم بالمشهد ومازال إسمها إلى اليوم وكانت تتم فيها صلاه العيد بصنعاء وحالياً تم بناء مسجد في نفس المكان ويسمى مسجد فروه بن مسيك وهو غير مسجد فروه بن مسيك القديم الصغير وتم تسميه المنطقة القريبة من المشهد والتي دارت فيها المعركه بإسم فروه بن مسيك وما يزال باسمه إلى اليوم، وكانت موقعه يوم صنعاء ورسول الله صل الله عليه وسلم في حجه الوداع و عند عودته إلى المدينة امر معاذ بن جبل بالعودة إلى اليمن وارسل المهاجر بن اميه المخزومي عاملاً على صنعاء فلما وصل المهاجر تمرد الاسود العنسي وغلب على صنعاء وادعاء النبوه وذلك في شهر محرم سنه 11 للهجره فخرج منها من ليسوا معه وخرج خالد بن سعيد بن العاص وعمرو بن معدي كرب بينما اختار قيس بن مكشوح البقاء بصنعاء وتظاهر بالولاء للاسود العنسي إلى أن تأتيه تعليمات من رسول الله وتوجه عمرو بن معدي كرب إلى فروه بن مسيك المرادي وأخبره بما فعل الاسود العنسي فخرج فروه إلى رسول الله وأخبره بذلك وان قيس بن مكشوح مع الاسود يتظاهر له بالولاء حتى تأتيه التعليمات فأمر رسول الله فروه باستنفار مذحج والمسير لمصاوله الاسود العنسي وارسل رسول الله مبعوثا إلى قيس بن مكشوح في صنعاء يأمره بالعمل على مصاوله الاسود العنسي فبدأ قيس استماله بعض الأبناء الفرس والعمل من داخل صنعاء، كما كتب رسول الله إلى معاذ بن جبل وأبى موسى الأشعري وسائر العمال باليمن بالتوجه إلى صنعاء فتوجهوا وحاصروا صنعاء فكتب اليهم قيس بن مكشوح : (أن لا تحدثوا شيئاً حتى نبرم امرنا) وكان قيس قد استمال فيروز الديلمي وداذويه فاشتركا معه في تدبير وقتل الاسود العنسي في الليل فلما كان الصباح قام قيس على سور المدينه فقال الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله وان عبهله كذاب وخرج أصحاب قيس ففتحوا ابواب صنعاء فدخل الامراء والعمال والفرسان المحيطين بصنعاء وفيهم معاذ بن جبل وفروه بن مسيك وابو موسى الأشعري فاقام معاذ بن جبل في صنعاء وكتب إلى رسول الله بالخبر وكان أتى رسول الله خبر الواقعه من السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن كان معه في المدينه قتل العنسي الكذاب بصنعاء البارحة، وكان فروه بن مسيك المرادي من الصحابة الذين بنوا الجامع الكبير بصنعاء في حياه الرسول صلى الله عليه وسلم وهم معاذ بن جبل ووبر بن يحنس وفروه بن مسيك وقد استمر فروه بن مسيك أميراً على مذحج حتى وفاه رسول الله واستمر كذلك في خلافة ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ثم شارك في الجيش الذي بعثه عمر بن الخطاب لفتح العراق فسكن الكوفه في ولايه عمار بن ياسر سنه 20 للهجره ، وعاد فروه بن مسيك المرادي إلى اليمن  في اواخر حياته وسكن في الحي الذي سمي باسمه في صنعاء إلى أن توفي وتم دفنه في قبره ومسجده ما يزال معروف حتى اليوم.
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول
تأليف محمد حسين الفرح
إعداد رياض الفرح
الشخصيه القادمه قيس بن مكشوح المرادي بطل اليمن في فجر الإسلام .. القاكم على خير إن شاء الله

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية