الطفيل بن عمرو الدوسي ذو النور
اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية  اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية

الطفيل بن عمرو الدوسي ذو النور

 

يمانيون في موكب الرسول




 الطفيل بن عمرو الدوسي (ذو النور) 
 من أوائل الصحابة اليمانيين السابقين إلی الإسلام ولم يكن ذو النور لقبا كسائر ألقاب أذواء اليمن منذ عصور سبأ وحمير وإنما كان نور الطفيل بدعاء رسول الله صل الله عليه  وسلم إذ قال عليه الصلاة والسلام :
(( اللهم اجعل له آية تعينه علی ما ينوي من الخير))
 وهو الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبه بن فهم بن غنم بن دوس ( ودوس هو دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحرث بن مالك بن نصر بن الازد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان) و كان الطفيل بن عمرو الدوسي من رؤساء قبيلة دوس بسراة اليمن   شاعرا وصاحب تجارة فكان يتردد علی مكة في مواسم التجارية ولذلك شد الرحال إلی مكة في أوائل سنوات البعثة النبوية وما إن وصل إلى مكة حتی التقاه رؤوس قريش وهيأوا له الضيافة ثم قالوا له :ياطفيل إنك امرؤ شاعر وسيد مطاع في قومك وإنا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه فاحذره أن يدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا وعلى قومنا فإنه يفرق بين المرء وابنه وبين المرء وزوجه وبين المرء وأبيه

 قال الطفيل :((فوالله ما زالوا يحدثونني وينهوني أن أسمع منه حتی عزمت علی ألا أسمع منه شيئا ولا ألقاه))
  وفي اليوم التالي مر الطفيل بالكعبه فشاهد رجلاً يصلي ويتكلم عند الكعبة فوقف يتامله وادرك انه رسول الله الذي حذرته قريش منه وقال في نفسه ((واثكل امي، اني لرجل لبيب و امرؤ ثبت ما يخفی علي من الأمور حسنها ولا قبيحها، والله لا ستمعن منه فإن كان أمره رشدا أخذت منه وإن كان غير ذالك اجنبته))
 ويقترب الطفيل من رسول الله يقول الطفيل ((لم أسمع كلاما قط أحسن من كلام يتكلم به وكان ما سمعه الطفيل هو سورة الإخلاص والمعوذتين )) ولما انصرف رسول الله تتبعه الطفيل وقال له يا محمد ان قومك حدثوني عنك كذا وكذا وقد ابى الله الا اسمعني ما تقول فسمعت منك قولاً حسنا فاعرض علي امرك فاخبره رسول الله ان ما سمعه هو وحي من الله الواحد الاحد فاسلم الطفيل ومكث فتره بمكة ملازما رسول الله وعلمت قريش باسلامه فازعجها ذلك واظهرو بغظهم  لرسول الله صلى الله عليه وسلم، 
ولما تهيئ الطفيل للعودة إلی منطقة قبيلة دوس قال :
 (( يارسول الله إني راجع إلى دوس ، وأنا داعيهم إلی الإسلام فدعوا الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :
 (( اللهم إجعل له آية تعينه علی ما نوی من الخير )) لما وصل الطفيل إلی مشارف بلاده دوس ظهر بين عينيه نورا كالشهاب يتراه الحاضر في ظلمة الليل فقال الطفيل :اللهم في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مُثلة ) فتحول النور إلی رأس السوط الذي بيده فكان النور في رأس سوطه كأنه قنديل معلق))
وأسلم أهل بيته أسلم أبوه ولم تسلم أمه أنذاك وقال الطفيل لزوجته:
( إليك عني ، فلست منك ولست مني قالت ولما ذالك بأبي وأمي أنت ؟ فقال :
إن لم تسلمي وتتبعي دين محمد فلست تحلين لي ولا احل لك   فقالت ديني دينك فقال :فاعمدي إلی هذه المياه فاغتسلي بها وتعالي ففعلت ثم جأءت إليه فأسلمت وأسلمت أمه فيما بعد 

إسلام ابي هريرة رضي الله عنه 


 لكن قبيلته لم تسلم وكانت دوس تعبد صنم اسمه ( ذو الكفين)  لقد مكث الطفيل يدعو قبيلة دوس إلی الإسلام فلم يؤمن به إلا شخص واحد وكان صاحب دور جليل في تاريخ الإسلام هو أبو هريرة بن صخر الدوسي رضي الله عنه وتكتسب هذه الحقيقة أهمية كبيرة في دحض الشبهات التي استهدفت ابي هريرة 

عودة الطفيل إلى النبي صل الله عليه وسلم 


لما يأس الطفيل منهم شد الرحال إلی رسول الله فالتقی به وأخبره بأعراض دوس عن الإستجابة للإسلام وقال يارسول الله إن دوسا عصت فادعو الله عليهم فرفع رسول الله يده إلی السماء وقال اللهم اهد دوسا ) وفي رواية ثانية اللهم اهد دوسا وائت بهم وفي رواية ثالثة اللهم اهد دوسا وائت بهم مسلمين ولعله صلى الله عليه و آله وسلم دعا لهم ثلاث مرات 
وفعلا أسلمت قبيلة الطفيل الواحد تلو الآخر وكان منهم جندب بن عمرو بن حممه الدوسي فكان الطفيل وابو هريرة وجندب يدعون للإسلام في حاضره وقرى دوس ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وفي تلك الفترة قبل الهجرة كان الإسلام قد بدأ بالانتشار في عده مناطق من اليمن على يد أوائل الصحابة ومنهم ابو عامر الأشعري وابو موسى الأشعري في منطقة تهامه وضماد بن ثعلبه الازدي في أعالي تهامه وعفيف بن معدي كرب الكندي في حضرموت، وقد سار الطفيل إلى رسول الله للمره الثالثه بمكه وكانت قريش قد صعدت من معاداتها للرسول صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الطفيل الهجرة إلى اليمن حيث قال له الطفيل يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعه يعني ارض دوس وكذلك عرض قيس بن نمط الارحبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يهاجر إلى منطقة همدان باليمن فبادرت على النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار ، وعاد الطفيل إلى دوس حتى بلغهم نبأ صلح الحديبية بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش ولما عاد رسول الله إلى يثرب بعد الصلح كان يتوقع وصول مواكب اهل اليمن وقال صلى الله عليه وسلم لاصحابه ( يطلع عليكم اهل اليمن كانهم السحاب هم خير اهل الارض) وما لبث ان أقبلت مواكب اهل اليمن مواكب تتلوها مواكب فوصل موكب الطفيل وابو هريرة ومعهم ثمانين اسره من دوس ثم اقبل موكب الاشعريين وكانو نيفاً وسبعين رجلاً ثم اقبل موكب جندب بن عمرو الدوسي ومعه خمسة وسبعون رجلاً من عشيرته وتتابعت المواكب من شتى مناطق وقبائل اليمن وقد ورد انه وصل عددهم إلى سبعمائة سنه 7 للهجره فاخذ أولئك اليمانيون اماكنهم في صفوف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستقرو عند اخوانهم من الاوس والخزرج في يثرب، وكان ابو هريرة اكثر الصحابة ملازمه لرسول الله وكان مع الطفيل ابنه عمرو بن الطفيل وفي  8 للهجره انطلق الطفيل ومن معه من اليمنيين مع رسول الله فشهد الطفيل عمره القضاء وغزة حنين وفتح مكه وبعد الفتح استأذن الطفيل من رسول الله بان يعود إلى دوس ليحرق الصنم (ذو الكفين)  فاذن له ثم عاد إلى يثرب سنه 9 للهجره واقام مصاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتقل عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى، وفي 11 للهجره في ولاية الخليفة ابو بكر الصديق انطلق الطفيل في الجيش الذي بعثه الخليفه لقتال المرتدين في نجد واليمامه فاستشهد الطفيل في اليمامه وواصل ابنه عمرو بن الطفيل القتال في اليمامه حتى النصر ثم شهد عمرو بن الطفيل فتح الشام وأستشهد  في موقعة اليرموك سنة 13 للهجره. 
يمانيون في موكب الرسول الجزء الأول 
تأليف محمد حسين الفرح 
إعداد رياض الفرح 
الشخصيه القادمه جندب بن عمرو بن حممه ( الذي له قرعت العصا) القاكم على خير إن شاء الله 

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

اغارر للمعلومات التاريخية والنقوش المسندية اليمنية