حدود اليمن
بقلم الكاتب اليمني /
فضل الصباحي
سميت اليمن في التوراة الأرض الغنيـة, وسماها قدمـاء المصريين الأرض المقدسـة وسماها المستشرقين بلاد الغرائب وسماها الأخباريون بلاد القصور وسماها استرابون بلاد الطيب وسميت اليمن السعيد …
من أقوال بعض المستشرقون عن الحضارة اليمنية وتمدنها يقول الأستاذ ” ساني ” الباحث الأثري : إن اليمن سابقة في تمدنها على مصر وبابل وانها هي البلاد التي هاجر منها إلى مصر الفراعنة العظام وحملوا معهم العلم والحكمة والزراعة ومنها كان على الراجح اسلاف البابليين والآشوريين الذين حملوا في هجرتهم إلى تلك البلاد ما حملوا إلى مصر من العلم والصناعة, وقال بعض المستشرقين : كانت اليمن إحدى دول المثلث الحضاري ” مصر والعراق واليمن ” ومما لا ينسى تاريخ سبـأ وبلقيس وكانت اليمن في الزمن القديم موطن فيضان بشري وهجرات متواصلـة طوال ثلاثين قرنـا من الزمان فمنها هاجر الكنعانيون الذين استوطنوا مصر الشرقيـة والشام وصحارى مصر الشرقيـة …
حضارة اليمن اقدم من كل الحضارات على وجه الأرض اقدم من الحضارة الفرعونية والبابلية وغيرها من الحضارات التي تعتبر امتداد لحضارات اليمن القديم والقران الكريم يشهد بذلك وكذلك التاريخ والباحثين والمستشرقين وكل الدراسات تؤكد ذلك …
يقول العلماء بأن : نخبة الأمة هُم صناع حضارتها، فلا ترقى إلا بهم ، وإذا فقدتهم حاق بها الفقر وتولتها الفوضى
ومع الأسف الشديد نخبة الأمة في أيامنا هذه يتسابقون في مضمار التاريخ لكي يحاولو تشوية أكبر وأعرق وأقدم حضارة عرفتها البشرية على وجه الأرض إنها حضارت اليمن …
لستُ أدري كيف تغيرت المفاهيم والمعرفة بحقائق التاريخ لدى بعض المثقفين في المنطقة العربية ويحاولو بكل ما اوتو من خبرة في البحث والتغيير والتلاعب بحقائق تاريخية ثابته أقرها القرآن الكريم وجميع الرسالات السماوية وثابته في كتب التاريخ القديم والحديث بداية من المؤرخين العرب إلى الإغريق إلى المستشرقين وصولاً إلى مؤرخين العصر الحديث …
يكفي أن نذكر أهمية عرش بلقيس وسد مآرب ومعبد الشمس ذروة الحضارة اليمنية
قال عنها الباحثون في الآثار القديمة يوجد في عرش بلقيس : أكبر معبد من معابد الحضارات اليمنية القديمة
يعود تاريخ إنشائه بحسب النقوش التي تم العثور عليها حتي الآن إلي القرن الثاني عشر قبل الميلاد ويعتبر من عجائب الدنيا !! تاريخ يمتد اكثر من ثلاثة الف سنة تحدث عنها القرآن الكريم وذكرتها كتب التاريخ كأعظم الحضارات الإنسانية في التاريخ القديم …
قصة الحضارة كتاب موسوعي وتاريخي من تأليف الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت وزوجته أريل ديورانت أكد فيه المؤلف الحقائق التاريخية الثابتة التي تتحدث عن تاريخ وحضارات اليمن كما تحدّث عن قصة جميع الحضارات البشرية منذ بدايتها وحتى القرن التاسع عشر يتسم هذا المؤلف الظخم بالموضوعية وبالمنهج العلمي يتكون من 11 مجلد استمر في كتابته 40 عامًا من عام 1935 حتى عام 1975 لم يتجاوز هذا المؤلف الحقائق التاريخية عن اليمن لكنهٌ اخطاء في بعض الأسماء ولم يحرف التاريخ كَمَا فعل بعض الكتاب العرب الذين يحاولو تشوية التاريخ والحضارة اليمنية العريقة وأراهن بأن اغلبهم لم يقرأون كتاباً وحداً عن تاريخ وحضارات اليمن …
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله الذي يعتبر اعظم مفسر للقران الكريم في العصر الحديث حضارة اليمن اقدم حضارة في تاريخ البشريّة وتعتبر الأقدم من بداية خلق الإنسان وهي اقدم وأعظم من الحضارة الفرعونية
بدليل قول الحق سبحانه وتعالى ( إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ) ذكرها الحق سبحانه وتعالى
قبل فرعون حين فآل (وفرعون ذي الأوتاد ) ومعنى لم يخلق مثلها في البلاد يعني ذلك بلسان الخالق عزوجل بأنه لم توجد لا من قبل ولا من بعد حضارة تساوي هذه الحضارة التي كانت في ارض اليمن وجاء ذكرها في القرآن الكريم لعظم هذه الحضارة في التاريخ البشري …
ويقول الشيخ الشعراوي أيضاً في حضارت اليمن عندما فسر الأية الكريمة ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ) الأية هنا تعني الوصف العظيم لتلك الجنتان في اليمن وهذه الجنة طهرها الخالق عز وجل من كل الحيوانات والزواحف والحشرات ولا يدخلها الإنسان الى وهوا نظيف
وإذا كان جسده او ملابسه متسخة فإن تلك الحشرات او القمل وغيرها تموت قبل دخول أي إنسان إلى هذه الجنة …
لذلك على جميع الكتاب الذين يحاولون تشوية تاريخ وحضارات اليمن أينما كان موقعهم عليهم تطهير نفوسهم وقلوبهم وألسنتهم وكذلك أبدانهم قبل الدخول إلى أية اللـــــه في هذا الكون اليمن السعيد …
x